1201265
1201265
المنوعات

أسواق مدينة القدس الفلسطينية .. جمال تصميم ومزار سياحي

22 ديسمبر 2017
22 ديسمبر 2017

العمانية: تعد أسواق مدينة القدس من أبرز المعالم التراثية التي تمثل جزءًا أصيلًا من هوية المدينة وتمتاز بجمال قبابها وبديع مناظرها وهي العمود الفقري لاقتصاد المدينة إذ تضم بين جنباتها العديد من المحلات التجارية وقد اكتسبت أسواق القدس أسماءها من البضائع التي تباع فيها أو من نسبتها إلى أشخاص أو أماكن أو معالم معينة وترتبط هذه الأسواق بشبكة كبيرة من الطرق والعقبات والأحواش.

وأسواق مدينة القدس من أشهر الأسواق في البلدان العربية من حيث جمال وروعة البناء، وهي قديمة قدم المدينة واغلبها حمل أسماء المنتجات التي تباع في محلات تلك الأسواق مثل «سوق اللحامين» حيث تباع اللحوم و«سوق العطارين» وخصص للعطارة وهكذا.

وفي القدس القديمة تستطيع الحصول على كل مستلزماتك دون الحاجة للتنقل الى مسافات بعيدة، والأصل في تسميات هذه الأسواق هو إعطاء الشعور بالراحة لكل من يصل الى مدينة القدس لأنها توصله الى جميع أركان المدينة بسهولة ويسر فيستطيع التاجر أو الزائر الى المدينة التزود بكل ما يطلب دون الحاجة الى وسيلة تنقله بين أركان المدينة التي تتصل ببعضها البعض بالأسواق.

وما يميز أسواق القدس هو وجود «المسجد الأقصى» بينها فجميعها توصل الى الأقصى المبارك ما يجعل الحياة أسهل حتى ان التاجر المقدسي يستطيع ترك دكانه مفتوحا ويغطي البضاعة بقطعة من القماش ويذهب الى المسجد الأقصى لأداء الصلاة وهذا النظام أيضا نجده في مدينة القاهرة التي تقود بعض الأسواق فيها الى «الجامع الأزهر» وكذلك في مدينة دمشق حيث تقود الأسواق الى «المسجد الأموي».

وقال الدكتور جمال عمرو الخبير في شؤون العمارة التراثية الإسلامية لوكالة الأنباء العمانية إن «سوق خان الزيت» من أكثر الأسواق أهمية ويعتبر وجه المدينة وأكثرها حركة تجارية وعرف بهذا الاسم لوجود خان أثري يعرف باسم «خان الزيت»، ويمتد هذا السوق من بداية درجات باب العمود حتى نهاية الطريق المؤدي الى كنيسة القيامة، وفي وسط السوق توجد المرحلة السادسة لطريق الآلام، ويوجد في هذا السوق مصلى سيدنا أبو بكر الصديق، ويعتبر سوق خان الزيت امتدادا «لسوق العطارين» وهو من أجمل أسواق المدينة واكثرها خصوصية فهناك تشم الروائح المنبعثة من محلات العطارة.

وبموازاة «سوق العطارين» يقع سوق «الخواجات» الذي يختص ببيع الحرائر والأقمشة، وبموازاته أيضا يقع سوق اللحامين الذي يختص ببيع اللحوم والأسماك، والزائر المتنقل بين أسواق القدس القديمة تجبره دائما على زيارتها مرة أخرى ليرى ما هو أكثر من السحر والجمال فلك ان تتجول في أزقة سوق «الدباغة» لتقرأ التاريخ على جدرانه حيث اشتق هذا السوق اسمه أيام العثمانيين لكثرة الحرفيين الذين كانوا يعملون في دباغة الجلود وتصنيعها في ذلك الوقت غير ان محلاته التجارية تختص اليوم ببيع التحف الشرقية والبضائع التذكارية.

ويوجد أيضا بمدينة القدس سوق «الحصر» وكان يختص ببيع السجاد والحصير ويقع مقابل سوق «البازار» الذي يختص اليوم ببيع التحف الأثرية حيث كان في الماضي مخصصا لبيع الخضار وكان القرويون من ضواحي القدس يقصدونه لبيع بضائعهم.

ووضح الدكتور جمال أن أقدم أسواق القدس هو سوق «الباشورة» ويعود تاريخه الى العهد الروماني وقد كشفت الحفريات فيه عن السوق الروماني الذي هو امتداد لسوق الباشورة حيث الأعمدة الرخامية التي تزيد هذا السوق رونقا وجمالا وقد استولى الاحتلال الإسرائيلي على هذا السوق وقاموا بتهويده وأسموه سوق «الكاردو».

كما يوجد سوق «باب السلسلة» وهو امتداد لباب السلسلة أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك وتوجد فيه بعض الآثار الإسلامية القديمة مثل المكتبة الخالدية وبعض قبور الصالحين وما يميز هذا السوق هو جمالية محاله التجارية التي تبيع التحف بمختلف أنواعها.

أما أكثر الأسواق ازدهارا وازدحاما بالسياح الأجانب فهو «سوق علون» حيث يقع على الطريق المؤدي الى كنيسة القيامة في حي النصارى وبالقرب من باب الخليل المؤدي الى المسجد الأقصى المبارك وقرب حائط البراق.

جدير بالذكر أن تجار القدس وأهلها يواجهون اليوم خطر التهجير والتهويد ضمن ما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي عليهم من ضغوطات وفرض ضرائب عالية على محلاتهم وممتلكاتهم تعرف باسم ضريبة «الارنونا» وهي ضريبة المسقفات وهي واحدة من الضرائب التي تسبب قلقا للمقدسيين بسبب ارتفاع نسبتها التي تتجاوز أجرة بيت للسكن في الضفة الغربية ومن لا يدفع هذه الضريبة لقوات الاحتلال الإسرائيلي يواجه خطر مصادرة أملاكه أو إغلاق محله التجاري أو مصادرة بيته وهو ما من شأنه ان يعمل على تهجير سكان المدينة حيث تشن سلطات الاحتلال حملة مداهمات للمحلات التجارية في القدس القديمة بين فترة وأخرى.