صحافة

الرسالة : القدس وأمريكا وأروقة الأمم المتحدة

22 ديسمبر 2017
22 ديسمبر 2017

في زاوية آراء كتب إبراهيم المدهون مقالا بعنوان: القدس وأمريكا وأروقة الأمم المتحدة، جاء فيه:

تعزل أمريكا نفسها باصطفافها مع إسرائيل، وتخسر في سمعتها ونفوذها، فوقفت ببجاحة في مجلس الأمن في كفة والعالم كله بكفة أخرى، علينا إدراك أن إعلان ترامب أضر إسرائيل أكثر مما نفعها، ونحن أمام فرصة لكشف وإساءة وجه إسرائيل، وطالما الشارع الفلسطيني يتحرك وهناك أمل أن تكبر كرة الثلج التي ستدهس المشروع الصهيوني.

لا شك أن أي تحرك من أجل القدس يعتبر خطوة إيجابية يعتز بها ويشكر من يبادر إليها ويجب أن تبقى القدس حاضرة في الأروقة المختلفة، ولكن الإشكالية أن نعتمد على سلوك واحد فقط في الانتصار للقدس ونكتفي بالمؤتمرات والجمعيات وتحريكها على مستوى ثقيل، خصوصًا أن الاحتلال واللوبي الصهيوني يؤثر كثيرًا على هذه المؤسسات ويحرف دومًا أي قرار إن لم يعطله ابتداء بالفيتو الأمريكي.

ومن الملاحظ أنه حتى اللحظة لم تكن ردود الفعل العربية والإسلامية على مستوى الحدث، ولم تعبر عن حجم الخطورة التي تتعرض لها القضية الفلسطينية والقدس المحتلة بشكل خاص، وكنا نتمنى أن تكون هناك قرارات أكبر وأعمق للضغط على أمريكا، مثل سحب السفراء وقطع العلاقات مع الاحتلال الصهيوني، أو تشديد اللهجة مع الولايات ودعم المقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح وعلى الأقل كسر الحصار عن غزة، وحتى بدعم السلطة الفلسطينية للمطالبة بإيجاد راعٍ آخر غير الولايات المتحدة أمام أي عملية سلام مقبلة، وحقيقة أن الاكتفاء بالتحرك بين الأروقة الدولية ليس له أي جدوى، بل سيحجّم القضية الفلسطينية ويهمّشها، ويميت ثورة الشعوب وانتفاضاتهم، فالاحتلال يستغل هذه الثغرات بالتسويف والمماطلة، وأمريكا تعيق أي قرار ذي جدوى . حقيقة يجب قطع العلاقات بالكامل مع الاحتلال، ووقف عملية التسوية بعدما أطلق ترامب عليها رصاصة الرحمة، وعلينا إعادة صياغة الاستراتيجية العربية من خيار السلام الوحيد للوصول لتعدد الخيارات ومنها المواجهة ودعم المقاومين، فدور المقاومة الشعبية والمسلحة كإحدى الخيارات العربية الرسمية لمواجهة الغطرسة الإسرائيلية والأمريكية مهم جدًا، فتجربة الفلسطينيين والعرب عمومًا مع قرارات مجلس الأمن مخيبة للآمال، وقد مررنا بتجارب صعبة ومريرة لم يتم فيها إنصاف الشعب الفلسطيني وإعطاؤه حقوقه المشروعة، فأمريكا دائمًا تستخدم حق النقض «الفيتو» في وجه قرارات مجلس الأمن، وبدوره يفرغ الاحتلال أي قرار من مضمونه.