1200614
1200614
المنوعات

مسرحية «مفقود» تروي آلام الغربة والهجر والجوع والشتات في سجن كبير

21 ديسمبر 2017
21 ديسمبر 2017

[gallery size="medium" ids="545535,545533,545532"]

المخرج مرشد راقي يتولى زمام العرض الثالث بمهرجان المسرح -

صحار- عامر بن عبدالله الأنصاري -

قدمت فرقة السلطنة للثقافة والفن عملًا مسرحيًا بعنوان «مفقود»، وذلك في رابعة أيام مهرجان المسرح العماني السابع، وقاد الفرقة في ثالث عروض المهرجان المخرج الدكتور مرشد راقي، ورعى العرض سعادة الشيخ حمود بن ناصر بن حمود الهاشمي والي السويق.

قدم الدكتور مرشد راقي عملًا تعددت فيه الأفكار، وتشترك في الآلم والمعاناة، فتارة جسد الممثلون معاناتهم عند الحدود مقهر بعض الدول للمعلقين على حدودها، في إشارة إلى آلام التهجير القصري.

وتارة أخرى يجسد معاناة الحرب واضطهاد بعض الدول لشعبها، وتأثير ذلك السلبي على بعض الشعوب التي أضحت بلا وطن، ولا هوية، ولا احترام.

مسرحية «مفقود» من تأليف التونسي المقيم في السلطنة نصر سامي، وأدى الأدوار فيها أربع شخصيات، شخصية سعيد الذي أداها الممثل رامي بن عمر المشيخي، وشخصية الشيخ الذي قام بتأديتها الممثل محمد جمعان باشعيب، وشخصية حسن وأداها الممثل هشام بن عبدالله اليافعي، وأخيرًا دور المرأة وأدتها الممثلة سارة فهمي.

الشباب الثلاثة جمعتهم الأقدار والآلام المشتركة، نتيجة الحرب، والتهجير، والقمع، والغربة، والحنين إلى الوطن.

الأحداث متعددة في المسرحية، فيجد المشاهد نفسه أمام أشخاص في الغربة، ومرة أمام أشخاص في دولتهم القمعية، وأحيانا في مشهد المهاجر، وأحيانا في مشهد الخلافات بينهم التي تجعلهم يعيشون في سجن وهمي.

دور المرأة كان مليئًا بالرمزيات، أخذت المشاهدين أحيانًا إلى الاعتقاد بأنها ترمز للوطن الذي يقمع شعبه، وأحيانًا إلى البلد الذي يهاجرون إليه، وأحيانًا إلى أنها فايروس الخلافات بين الناس.

في كل المشاهد واصلت شخصية سعيد احتياجها إلى لقمة العيش التي تسد الظمأ، والشيخ يحتاج إلى سرير دافئ ومأوى آمن، وحسن يحتاج إلى فتاة أحلامه وامرأة يعيش معها شبابه الحيوي، والكل يطلب ود المرأة في العمل ويطلب رضاها، ولكنها بجبروتها وكبريائها تتخلى عنهم بعد أن كانت قريبة من كل واحد منهم.

الجلسة النقدية

كما جرت العادة، تُعقد الجلسة النقدية بعد المسرحية، وهذه المرة كان الزمام النقدي مع الدكتورة الكويتية نرمين يوسف الحوطي، ومخرج العمل الدكتور مرشد راقي، وأدار الجلسة قاسم الريامي.

بدأت الدكتورة الحوطي حديثها بإبداء رأيها وانبهارها بالمستوى المسرحي الذي شاهدته، مؤكدة أنه سيكون لها زيارة قادمة للسلطنة وتراهن على أنها ستشاهد مستوى متطورًا أكثر من العروض المسرحية.

وتطرقت الدكتورة نرمين الحوطي إلى النص، وأبدت إعجابها وشكرها لمؤلف العرض متمنية أن تتم طباعة وتوزيع العمل؛ لأنه جدير بالقراءة ويحمل صبغة جديدة.

وقالت: إن الإنسان هو من يصنع سعادته في دنياه بيديه، وأينما وجد وأينما شاءت به الظروف أن ينتقل، فلا تأثير في الغربة على سعادة الإنسان.

وتساءلت الدكتورة نرمين لماذا غير المخرج النص المسرحي؟ ولماذا تم تقليل الشخصيات؟

كما أشادت بمهندس الإضاءة في العمل، حيث أشارت إلى أن المسرحيين في أحيان كثيرة يبدون تذمرهم من خشبة المسرح وإمكانياته وأماكن توزيع الإضاءة، ولكنها رأت بأن مهندس الإضاءة في هذا العمل لم يشتكِ من تواضع المسرح وقام بتوزيع الإضاءة بطريقة جيدة.

كما أشارت الدكتورة إلى ملاحظة على ممثلة دور المرأة، وأبدت أسفها لأن الممثلة -بوجهة نظرها- بحاجة إلى تدريبات كثيرة، حيث لم توصل الممثلة لها الدور، قائلة: «أول عمل بالنسبة لأي ممثل ليس مبررًا أن يخرج بصورة متواضعة، فعلى كل ممثل أن يقوم بتدريب نفسه وصقل مهاراته قبل الصعود إلى خشبة مهرجان مسرحي».

كما أشارت إلى أن الرمزيات كانت كثيرة وخصوصًا في دور المرأة، لذلك كانت المرأة محورًا مهمًا في العمل، ومن الرمزيات إشارة إلى أنها الدنيا، والخلاف، والغربة، والوطن، وغيرها، بعكس الشباب الذين أوصلوا لها الدور.

مشاركات الحضور

تم فتح المجال لمداخلات الحضور، وابتدأ الكاتب بدر الحمداني بالحديث، قائلا إنه ينتصر لدور المرأة التي أدته الممثلة سارة فهمي من جمهورية مصر العربية، مشيرًا إلى أن تمثيلها كان رهيبا، أذ أدت دورها بإتقان ووصلت إلينا الرمزيات التي تؤديها.

مؤكدًا أن عرض «مفقود» رفع من مستوى المهرجان.

وأما الكاتب والمخرج عماد الشنفري فقد أشار إلى أن النص مثَّل إشكالية رغم قوته، وتمثلت الإشكالية في الربط بين الأفكار.

وحول اللمسات الكوميدية التي تخللت العرض أشار إلى أنها في غير محلها، وأن تغيير الديكور أثناء العرض كان واضحًا للجمهور فشاهدوا العاملين، وهم يغيرون الديكورات.

وبدوره عقب الكاتب عبدالرزاق الربيعي على التدخل الكبير من قبل المخرج بالنص المسرحي، إلى درجة تغييب جهد المؤلف، الذي غاب عن العرض المسرحي فعليا وحسيا، مبررًا أن ذلك قد يكون من دكتاتورية المخرج، متسائلا، هل ما يُكتب لا يليق بالعمل؟ وإذا كان كذلك فلماذا تم اختياره للعمل؟

فيما قال الدكتور سعيد السيابي بأنه تلمس روعة العبارات الأدبية في العمل، وقال: إن العروض ولليوم الثالث يستطيع تسميتها بالعروض السوداوية، والفقيرة ويقصد بساطة الديكور، إلا أنه أشاد ببعض اللمسات الكوميدية، ووصفها بأنها كسرت حدة السوداوية.

إجابات وافية

بخلاف العروض السابقة، قدم مخرج العمل الدكتور مرشد راقي إجابات على الأسئلة، بداية أجاب عن نقطة تغيير النص، بأنه مخرج وله وجهة نظر، فإذا ما قرأ نصًا وتفاعل معه وأبدى عليه لمساته، فهذا دليل اندماج وتفاعل مع النص، وإلا فلن يتعب فيه ويجتهد به.

وحول الكوميديا التي تضمنت العمل، قال: إن السوداوية والنور والضحك والبكاء هي تناقضات الحياة، وهذا امر طبيعي.

وأشار إلى أن العمل يرمز إلى فكرتين أساسيتين، الأولى تتبنى قضية فلسطين المحتلة، والثانية ترمز إلى البدون والمهجرين.

فعاليات مصاحبة

وقام ضيوف المهرجان أمس بزيارة إلى ميناء صحار، استمعوا إلى إيجاز عما يتميز به الميناء، والشركات التي تحتويه، والمصانع المتعددة، كما قام الضيوف بجولة داخل منطقة الميناء، ومنطقة الحاويات.