1196425
1196425
العرب والعالم

تقرير: حملة انتخابية غير مألوفة للانفصاليين الكاتالونيين من بلجيكا

17 ديسمبر 2017
17 ديسمبر 2017

بروكسل- (أ ف ب): يقوم الكاتالونيون الانفصاليون، بحملة غير مألوفة تزيد من حدة انقساماتهم، استعدادًا للانتخابات الإقليمية في 21 ديسمبر، عبر خطب مسجلة على أشرطة فيديو من بروكسل، والتركيز على وجود رئيس إحدى اللوائح في السجن.. والآن يتواجه الرجلان القويان في الحكومة الإقليمية التي أقالتها مدريد، الرئيس كارليس بوتشيمون ونائبه اوريول يونكيراس، لقيادة المنطقة، رغم فرصهم الضئيلة لتحقيق هذه الغاية، نظرًا إلى وضعهما القضائي.

فكلاهما ملاحق بتهمة التمرد والانشقاق والاختلاسات لدورهما في الأحداث التي أفضت إلى إعلان من جانب واحد للاستقلال في 27 أكتوبر، وبقي حبرا على ورق.

وسيعتقل بوتشيمون، المنفي في بلجيكا، إذا عاد إلى إسبانيا، أما يونكيراس فيقبع في السجن قرب مدريد.

تغريدات وشاشات عملاقة

وبعدما وضعت حكومة ماريانو راخوي كاتالونيا تحت الوصاية، توجه بوتشيمون إلى بلجيكا، ليؤكد من العاصمة الأوروبية ان اسبانيا تقوم بـ«محاكمة سياسية» للانفصاليين.

وغداة سحب مذكرة التوقيف الأوروبية التي اصدرها القضاء الإسباني ضده وضد أربعة من «وزرائه» القدامى الذين لحقوا به إلى بروكسل، قال: إن «استراتيجية وضعنا في دائرة الضوء على الساحة الدولية كانت مفيدة في نهاية المطاف». وأعد بوتشيمون الذي عرف عن نفسه بأنه «الرئيس الشرعي» للكاتالونيين؛ لأن البرلمان الإقليمي قد عينه، لائحته الانتخابية الخاصة، التي تضم أعضاء من حزبه «الديموقراطي الأوروبي الكاتالوني» المحافظ ومن شخصيات مستقلة. وسرعان ما ارتفعت نتائجه في استطلاعات الرأي، ويقترب من نتائج حلفائه السابقين في «اليسار الجمهوري في كاتالونيا، بزعامة يونكيراس.

وقال ايلي بارو (40 عامًا) الذي جاء من بينيدا دو مار (50 كلم شمال شرق برشلونة) للانضمام إلى أكثر من 45 ألف انفصالي تظاهروا في بروكسل في السابع من ديسمبر، «نصوت لليسار الجمهوري في كاتالونيا، لكن رئيسنا هو بوتشيمون».

ويتدخل بوتشيمون في اجتماعات الحملة عبر الخطب المسجلة على أشرطة فيديو تعرض على شاشات عملاقة، وتغريدات يومية تقريبا، ويعطي كثيرًا من المقابلات لوسائل الإعلام الكاتالونية.

حانات ورسائل واتصالات هاتفية

وما زال حزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا في وضع أكثر تعقيدًا: فيونكيراس الذي يترأس لائحته، موجود في السجن منذ الثاني من نوفمبر.

وقال مساعده راؤول موريكا: إن «قدرتنا في التأثير على المواطنين قد تراجعت كثيرًا. لا نستطيع المشاركة في نقاشات ولا أعطاء مقابلات ولا الذهاب إلى استوديوهات التلفزيون». وتقتصر مشاركته على كتابة مقالات من زنزانته وإرسالها عبر البريد إلى مستشاريه لنشرها في وسائل الإعلام.

وقال موريكا: إن «القيام بالحملة مسألة شديدة التعقيد».

وتتسم بالصعوبة أيضًا عملية تنسيق الحملة.

فمن سجن استريميرا، لا يستطيع يونكيراس إلا إجراء عشرة اتصالات في الأسبوع، مدة الواحد منها خمس دقائق.

وأوضح موريكا ان «ثمانية اتصالات لزوجته واتصالين لي.

أدون سريعًا ما يقوله لي وانقل التعليمات إلى مارتا روفيرا»، المسؤولة الثانية في حزب اليسار الجمهوري في كاتالونيا التي تتولى الحملة ميدانيا.

ويبدو أن غياب المرشح الرئيسي قد كلف كثيرا الحزب الذي بدأ الحملة بتقدم كبير في استطلاعات الرأي، ويتبعه اليوم الوحدويون في حزب كيودادانوس ومرشحتهم الشابة اينيس اريماداس. وقد تناثر ميثاق عدم الاعتداء بين الانفصاليين المعقود في بداية الحملة، كلما حققت لائحة بوتشيمون تقدمًا في نوايا التصويت لدى حزب اليسار الجمهوري.

واكد كارليس موندو، العضو السابق في الحكومة المقالة، وأمضى شهرا في السجن قبل الإفراج عنه، ان بوتشيمون لن يعود رئيسا على الأرجح.

وقال خلال اجتماع: «يجب أن نتحلى بالواقعية... أنها أمنية لا تتحقق».

ورد عليه شريكه السابق في الحكومة خوردي تورول الذي يدعم بوتشيمون، قائلا: إن «السعي إلى مجيء رئيس جديد، يعني الموافقة على أن يتمكن راخوي من ان يغير رئيسنا».

وطرح بوتشيمون أخيرًا إمكانية العودة إلى برشلونة للترشح الى البرلمان الجديد، مشيرًا إلى أن من المفارقات ان «يخرج من السجن والقيود في معصميه» ربما للانضمام الى منافسه في السجن.