كلمة عمان

قرارات ينبغي البناء العملي عليها

15 ديسمبر 2017
15 ديسمبر 2017

من الواضح خلال الأيام الماضية، والتي تخللتها، قمة استثنائية للدول الإسلامية الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي عقدت في مدينة إسطنبول التركية، فضلا عن عدد من القمم الثنائية العربية، وكذلك اجتماعات استثنائية لمجلس وزراء خارجية الدول العربية في إطار جامعة الدول العربية، والبرلمان العربي الموحد، أنه تبلورت بشكل أكبر ما يمكن اعتباره خطوات يمكن البناء عليها بشكل ملموس. هذا فضلا عن الاستنكار الشديد للقرار الذي اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في السادس من الشهر الجاري، بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، والدعوة المتكررة للولايات المتحدة وللرئيس الأمريكي للعودة عن هذا القرار، الذي تعتبره الكثير من الدول، في المنطقة والعالم، باطلا وكأن لم يكن.

وبالعودة الى الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الدول العربية في القاهرة في العاشر من الشهر الجاري، فانه من المؤكد أنه ليس مصادفة على أي نحو أن تأتي الدعوة للاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، ومطالبة الدول المعنية بأن تجعل منها- أي القدس الشرقية- مقرا لسفارتها لدى دولة فلسطين. على لسان معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، في كلمته في اجتماع وزراء الخارجية العرب، حيث دعا أيضا الى أهمية وجود خطة طريق يتم العمل والتحرك على أساسها، أو في ضوئها، حتى يكون تحرك الدول العربية والدول الداعمة للقضية الفلسطينية تحركا فعّالا ومنسقا وقادرا على التأثير بشكل أو بآخر. ثم جاء قرار القمة الإسلامية الاستثنائية في إسطنبول، ليجعل من اقتراح السلطنة ودعوتها، قرارا من جانب قادة دول منظمة التعاون الإسلامي، وهو ما يمكن اعتباره قرارا معادلا للقرار الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. ومع الوضع في الاعتبار ان قرار القمة الإسلامية في إسطنبول بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، يحتاج بالضرورة الى متابعة، والى خطوات داعمة من جانب الدول العربية والإسلامية، للحث على الالتزام بحل الدولتين، وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هذا فضلا عن العمل للحد- قدر الإمكان- من التأثيرات السلبية للقرار الأمريكي، وهو ما يحتاج الى أكبر قدر من تنسيق المواقف بين الدول العربية والإسلامية، في التعامل مع مختلف التطورات المرتبطة بذلك، فإن الممارسات الهمجية التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية، ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وفي القدس الشريف، وغاراتها العدوانية على قطاع غزة، من أجل العمل على وأد الاحتجاجات الفلسطينية الرافضة للقرار الأمريكي، هي محاولة إسرائيلية مكشوفة لتيئيس الفلسطينيين، ولضرب معنوياتهم، ولكن الواقع يقول بوضوح إن الرفض الفلسطيني والعربي والإسلامي لهذه الخطوة الأمريكية، هو أقوى وأكثر وضوحا من أي وقت مضى، ولعل ذلك يوفر أرضية ملائمة لمتابعة التحرك العملي من أجل تفعيل قرار الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وعلى أوسع نطاق، حتى تتم ترجمة ذلك في مفاوضات الوضع النهائي.