1192716
1192716
العرب والعالم

بوتين يقدم إلى «الدوما» مشروع اتفاقية أمنية بين موسكو ودمشق

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

روسيا تتهم أمريكا بنسب فضل تحقيق الانتصار في سوريا لنفسها -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات -

قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس إلى مجلس الدوما (الغرفة السفلى للبرلمان الروسي) مشروع اتفاقية بين موسكو ودمشق، بشأن توسيع القاعدة البحرية الروسية في ميناء طرطوس.

وذكر مجلس الدوما في بيان له أن مشروع الاتفاقية يقضي بتوسيع القاعدة، وكذلك يتعلق بدخول السفن الروسية في المياه والموانئ السورية.

من جانبه، أوضح الرئيس السابق لهيئة الأركان للقوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور كرافتشينكو في حديث لوكالة «إنترفاكس» أن هذا الإصلاح سيجعل من مركز الدعم اللوجستي في طرطوس قاعدة بحرية واسعة النطاق، مما سوف يعزز القدرات العملياتية للأسطول الروسي ومواقع موسكو في البحر المتوسط على وجه العموم.

وأضاف الأميرال أن هذا المشروع سيتيح للسفن الحربية الثقيلة، وخاصة من نوع الطراد، دخول القاعدة وتلقي الصيانة هناك.

واتهمت رئيسة مجلس الشيوخ الروسي فالنتينا ماتفيينكو أمس الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة نسب فضل تحقيق الانتصار في سوريا لنفسها. ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن ماتفيينكو القول « إنه لأمر محرج التعليق على ذلك. نحن نعلم من حقق الانتصار، والعالم يعلم. من الواضح أن شخصا ما يريد أن ينسب لنفسه المجد الذى حققه شخص آخر».

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشاد بأدوار بلاده في سوريا والعراق أمس الاول ، وقال « لقد فزنا في سوريا، لقد فزنا في العراق». وأضاف ترامب أن أمريكا تعتزم الاستمرار في جهودها لمحاربة مسلحي داعش. وقالت ماتفيينكو، في رد واضح على تعليقات ترامب «ربما تتباهى أمريكا بمدى الخراب الذي لحق بالعراق». وقال مسؤولون أمريكيون إن قوات الحكومة السورية أضعف من أن تستطيع حفظ الأمن في سوريا. وأضافوا أن (داعش) وجماعات متشددة أخرى في سوريا لديها فرصة كبيرة في إعادة تنظيم صفوفها خاصة إذا ظلت المظالم السياسية التي تسببت في اندلاع الصراع دون حل.

وقالت متحدثة باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض «نعتقد أن الإعلان الروسي عن هزيمة داعش سابق لأوانه، رأينا مرارا في التاريخ الحديث أن أي إعلان سابق لأوانه عن النصر يعقبه فشل في تدعيم المكاسب العسكرية واستقرار الوضع وتهيئة الظروف التي تحول دون إعادة ظهور الإرهابيين».

وقال الميجر بمشاة البحرية الأمريكية أدريان رانكين جالاوي، وهو متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاجون)، إن الولايات المتحدة لم تلحظ أي سحب كبير للقوات الروسية منذ إعلان بوتين.

وقال معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن إن إعلانات موسكو من قبل عن سحب قواتها أدت إلى إعادة تقييم للقوات الروسية.

وكتب في مذكرة بحثية أمس الاول «استخدمت روسيا الإعلانات السابقة عن سحب جزئي لكي تحرك وحدات مختارة من أجل التجديد والإصلاح واستبعاد القدرات الزائدة عن الحاجة واستخدام أنظمة أسلحة بديلة مفيدة بشكل أفضل للمرحلة المقبلة من العمليات الداعمة للنظام».

فيما قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، ان واشنطن ستواصل العمل مع روسيا في عدة مجالات في سوريا من أجل تخفيف العنف، مؤكدا أن التعاون مع موسكو وعمّان حول خفض التوتر كان ناجحا.

وقال تيلرسون في كلمة ألقاها في المجلس الأطلسي في واشنطن، «سنواصل العمل مع روسيا في سوريا في تلك المجالات التي نستطيع العمل فيها. وسنفعل ذلك من أجل المساهمة في خفض مستوى العنف وتحقيق الاستقرار في المناطق (المحررة من الإرهابيين)».

وأضاف الوزير الأمريكي «تمكنا من تحقيق نجاحات في العمل مع الأردن وروسيا في سوريا، في مجال إقامة مناطق تخفيف التوتر التي تحول دون عودة الحرب الأهلية».

من جهته ، أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف انه لن تجري إعادة جميع العسكريين الروس من سوريا، مشيرا الى بقاء قاعدتي حميميم وطرطوس.

وردا على المزاعم الامريكية بأن النصر في سوريا لم يكن بفضل روسيا قال بيسكوف في تصريح امس: إنه «يمكن تطبيق المثل الروسي القائل.. الهزيمة يتيمة اما النصر فهو متعدد الآباء».

ولفت بيسكوف إلى أن القضية لا تنحصر في النصر على الإرهاب في سوريا بل إن القائد العام الأعلى للقوات المسلحة الروسية الرئيس فلاديمير بوتين اتخذ قرارا بسحب قسم كبير من مجموعتنا العسكرية من سوريا على خلفية ان الوضع فيها لا يتطلب وجود قوات كبيرة.

بدوره قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف ان موسكو لم تستغرب مزاعم واشنطن بصدد سحب مجموعة القوات الروسية من سوريا لأن ذلك كان منتظرا .

وأضاف في تصريح امس: «مهما تكن الأعمال التي نقوم بها لتنفيذ المهمات المطروحة في هذا الاتجاه والاتجاهات الأخرى فإن الأمريكيين يجدون على الدوام ذرائع للتشكيك بذلك على أقل تقدير أو مواجهته بنقد لاذع».

وكان فلاديمير شامانوف رئيس لجنة مجلس الدوما الروسي لشؤون الدفاع وصف في تصريح له مؤخرا نوايا الولايات المتحدة بالاحتفاظ بقواتها في سوريا بعد القضاء على تنظيم «داعش» الإرهابي بأنها وقاحة من العيار الثقيل لافتا إلى أن من شأن ذلك عرقلة تسوية الأزمة في سوريا.

وأوضح ريابكوف ان روسيا لعبت وتواصل لعب دور أساسي في تطبيع الوضع في سورية وتبذل جهودا مكثفة ومثمرة على الصعيد السياسي وهذا ما يثير طبعا مشاعر الحساسية لدى واشنطن تجاه موسكو.

وأكد ريابكوف ان ابقاء الولايات المتحدة قواتها في سوريا يعكس استهتار واشنطن بقواعد ومتطلبات القانون الدولي ويناقض الخط الثابت الذي تنتهجه روسيا الاتحادية.

وأعاد ريابكوف إلى الاذهان ان الولايات المتحدة دخلت سوريا دون دعوة من حكومتها ودون موافقة مجلس الأمن الدولي وهي موجودة هناك بصورة غير شرعية.

في سياق متصل أفاد عضو في مجلس النواب الروسي الدوما دميتري بيليك بأن وحدات من القوات البحرية الروسية المتواجدة قرب شواطئ سوريا في البحر المتوسط ستبقى في مكانها.

وقال بيليك في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية: «لا يمكن استبعاد احتمال قيام الإرهابيين من تنظيم «داعش» بأعمال استفزازية لذلك ستبقى سفن الأسطول الروسي في مكانها ضمن مجموعة الوحدات البحرية الروسية التي تتواجد في البحر المتوسط بصفة مستمرة».

وأشار النائب الروسي إلى أن «السفن العسكرية الروسية موجودة في البحر المتوسط من أجل ردع الإرهاب ومكافحته».

وفي سياق متصل أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن بدء عودة القاذفات الاستراتيجية المشاركة في الحرب على الارهاب في سوريا إلى قواعدها الدائمة.

وأشارت الوزارة في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني امس إلى أن «القاذفات الاستراتيجية /‏‏تو22/‏‏ البعيدة المدى بدأت بالعودة» مبينة أن «القاذفات كانت تتمركز في مطار أوسيتيا الشمالية في منطقة إيركوتسك بعد أن نجحت في أداء مهامها بتوجيه ضربات جوية ضد أهداف للإرهابيين في أراضي الجمهورية العربية السورية».

ووصلت أمس كتيبة مؤلفة من 200 عنصر من الشرطة العسكرية التابعة للإدارة العسكرية الجنوبية على متن طائرتي نقل عسكريتين إلى مطار محج قلعة في داغستان بعد انتهاء مهمتها في سوريا.

سياسيا، عقد وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الدكتور بشار الجعفري جلسة محادثات ثالثة مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة بجنيف في إطار الجولة الثامنة من الحوار السوري السوري.

وكان وفد الجمهورية العربية السورية برئاسة الجعفري عقد جلسة محادثات ثانية مع دي ميستورا في سياق المرحلة الثانية من الجولة الثامنة للحوار السوري السوري.

وأفادت وكالة سبوتنيك الروسية نقلا عن مصدر مقرب من المفاوضات السورية في جنيف، قوله إن «المبعوث الأممي إلى سوريا، ستافان دي ميستورا، سيقدم تقريرا حول نتائج جنيف 8 إلى مجلس الأمن الدولي». وقال المصدر للوكالة ان « دي ميستورا سيقدم تقريرا حول نتائج المفاوضات أمام مجلس الأمن الدولي، الجمعة المقبل».

ومن المتوقع عقد المحادثات الأساسية، بين الطرفين، الحكومي والمعارضة، قبل 15 ديسمبر، وذلك حول ورقة المبادئ العامة المؤلفة من 12 بندا، والتي اقترحها دي ميستورا، الأسبوع الماضي، على طرفي المباحثات. ويتوقع أن تركز اللقاءات في جنيف، على مناقشة الـ12 بندا التي طرحها دي ميستورا على الطرفين.