العرب والعالم

فوز مفاجئ للمرشح الديمقراطي في ألاباما

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

انتكاسة جديدة لترامب -

مونتغومري، ألاباما (الولايات المتحدة)- (أ ف ب): حقق الديموقراطي دوغ جونز أمس الأول فوزا مفاجئا على منافسه الجمهوري روي مور في أنتخابات ولاية ألاباما لمجلس الشيوخ، ما يشكل أنتكاسة كبيرة جديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي فشل مرشحه في تجاوز اتهامات بالتحرش الجنسي.

ويشكل هذا الانتصار الديموقراطي في أكثر الجولات الانتخابية حدة في العام 2017 في الولايات المتحدة وفي ولاية محافظة في عمق الجنوب الأمريكي ضربة قاسية للرئيس الذي أعطى كامل دعمه للجمهوري مور بعد تردد في البداية بالرغم من الاتهامات الخطيرة بحقه.

ومع فرز 100% من المراكز الانتخابية في ألاباما حصد المدعي العام السابق جونز 49,9% من الأصوات مقابل 48,4% لمور، أي بفارق نحو 21 الف صوت من أصل 1,3 مليون صوت بحسب أرقام نشرتها وسائل إعلام أمريكية.

ولمع اسم جونز (63 عاما) المدعي الفيدرالي السابق عندما نجح في إدانة أعضاء من حركة كو كلاكس كلان قاموا بتفجير كنيسة للسود في ستينات القرن الماضي، ما أدى إلى مقتل أربع فتيات.

وبفضل هذا الانتصار يعود الديموقراطيون لتمثيل ألاباما في مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ ربع قرن.

وصرح جونز أمام مؤيدين خلال الاحتفال بالفوز في برمنجهام «أكاد لا أصدق فعلا»، مضيفا: «لقد أظهرنا للبلاد الطريقة التي يمكن أن نكون فيها موحدين» وإن ألاباما التي فاز فيها ترامب العام الماضي بـ28 نقطة سبقت وكانت «عند مفترق طرق» ولم تسلك دائما الطريق الصحيح لكنها «قامت بذلك» أمس الأول على حد تعبيره.

وهنأ ترامب جونز عبر تويتر على فوزه مساء أمس الاول قائلا «الفوز هو الفوز وسكان ألاباما رائعون والجمهوريون سيكون أمامهم فرصة جديدة لهذا المقعد خلال فترة قصيرة جدا. إنها عملية لا تنتهي». وأكد ترامب أنه «كان على صواب» حين دعم منافس مور في الانتخابات الداخلية في الحزب الجمهوري لوثر سترانج. وقال ترامب «السبب أنني دعمت لوثر سترانج هو أنني قلت أن روي مور لن يكون قادرا على الفوز بالانتخابات العامة. لقد كنت على صواب»، وتابع في تغريدة جديدة صباح أمس إن «روي عمل جاهدا لكن الظروف لم تكن مهيئة أمامه».

بدوره، رفض مور الإقرار بالهزيمة وقال أمام مؤيديه في مونتغومري «عندما تكون النتيجة متقاربة إلى هذا الحد لا ينتهي الأمر»، مضيفا «علينا انتظار إشارة من الله». وأشار مور إلى أنه يريد إعادة فرز أصوات تلقائي لكن القانون في الولاية يشترط لذلك أن يكون الهامش أقل من نصف بالمائة بينما الفارق الحالي 1,5%. وأمام المسؤولين في الولاية مهلة بين 26 ديسمبر والثالث من يناير المقبل لتأكيد الفوز، وإذا لم تتم إعادة فرز للأصوات فإن جونز سيتولى منصبه في مجلس الشيوخ في مطلع الشهر المقبل.

وتؤدي هزيمة مور رئيس المحكمة العليا السابق في ألاباما إلى تقليص غالبية الجمهوريين في مجلس الشيوخ المكون من 100 عضو إلى 51 مقعدا وهامش المناورة المتاح أمام ترامب إلى الحد الأدنى.

على كل الأصعدة فإن هذا الفوز يشكل انتكاسة للجمهوريين الذين يصارعون لإقرار مشاريع قوانين ترامب في الكونجرس وقبل انتخابات منتصف الولاية في 2018. وفور إعلان الفوز توالت التهنئات من الحزب الديموقراطي وكتبت المنافسة الديموقراطية لترامب في الانتخابات الرئاسية في 2016 هيلاري كلينتون على تويتر «الليلة اختار الناخبون في ألاباما سناتورا سيشعرهم بالفخر»، مضيفة «إذا تمكن الديموقراطيون من الفوز في ألاباما بإمكاننا وعلينا أن نتنافس في كل مكان».

واعتبرت اللجنة الوطنية الديمقراطية أن خسارة مور في هذه الولاية المحافظة يوجه رسالة: «قوية وواضحة» إلى ترامب والجمهوريين، وقال توم بيريز رئيس اللجنة «لا يمكن أن تعتبروا أنفسكم الحزب المدافع عن قيم الأسرة طالما تقبلون بمرشح دنيء مثل مور»، ويُنظر إلى هذه الانتخابات بمثابة مؤشر حول ما إذا كان الحزب الجمهوري سيحتفظ بالغالبية الضئيلة في مجلس الشيوخ العام المقبل. وتنطوي عليها تبعات كبيرة فهي اختبار للسياسة في الولايات المتحدة في الوقت الذي تشهد فيه البلاد جدلا كبيرا وحادا حول ترامب وسياساته.

وهذه المرة الثانية في غضون أقل من شهرين التي يحقق فيها الحزب الديموقراطي فوزا كبيرا، بعد انتخاب احد أعضائه حاكما لولاية فرجينيا في نوفمبر.