1188906
1188906
الاقتصادية

«خلطات الجدة» نموذج ناجح لمشاريع رائدات الأعمال العمانيات

13 ديسمبر 2017
13 ديسمبر 2017

بعد نجاحها في السوق المحلية تطلع الى الأسواق الخارجية -

حوار - حمد بن محمد الهاشمي -

مشروع “خلطات الجدة” من المشاريع الناجحة لرواد الأعمال فيما يتعلق بمجال الزينة والتجميل، وهو مشروع نجحت صاحبته في تحقيق ذاتها من خلاله ومواجهة كافة التحديات والتغلب عليها، لتصبح “خلطات الجدة” لمعالجة الشعر وصبغه وحمايته، بما تحتويه من أعشاب طبيعية، مطلوب في الأسواق ويحظى بمكانة تسويقية عالية.

تقول زعيمة بنت سيف السلامية صاحبة مشروع “خلطات الجدة”: بدأت مشروعي من المنزل حيث أقوم بصناعة خلطات من الحناء والأعشاب الطبيعية لصبغ ومعالجة الشعر، وانطلقت الفكرة من تجاربي الشخصية، حيث أعاني منذ الصغر من ظهور الشعر الرمادي (الأشيب أو الأبيض) لأسباب وراثية، وقد كانت جدتي ووالدتي يستخدمان الحناء لصبغ الشعر ويميل لون شعريهما إلى اللون البرتقالي أو الأحمر الفاتح بالرغم من أن الحناء تكسب شعريهما نعومة وقوة وطولا، إلا أنني لا أحب تلك الألوان التي أراها عليهما من أثر الحناء، ثم لجأت إلى الملونات الصناعية والتي أرهقت شعري وجعلتني أعاني من تساقط الشعر وبهتانه وضعفه؛ لذلك أردت الرجوع إلى خلطات جدتي ووالدتي للحناء (لذلك سميتها خلطات الجدة) مع إضافتي لمواد عشبية أخرى بعد قراءتي عن فائدتها والألوان التي يمكن أن تضيفها للحناء، فبدأت باستخدامها وأعجبتني نتائجها.

وانطلقت أول تجربة للبيع قبل عيد الأضحى بأسبوعين في العام 2014م حيث بدأت بالبحث عن وسيلة رزق أخرى، وانطلقت من النصيحة المتداولة والتي تقول بأن هوايتك قد تصنع لك دخلا، فقادني تفكيري إلى اللجوء للحناء والمتاجرة بالخلطات التي أصنعها، لذلك بدأت بالقراءة أكثر لأتعرف على مواد عشبية غير ضارة ومفيدة في معالجة الشعر وصبغه وتوصلت لصنع 17 خلطة، 10 خلطات منها لصبغ الشعر بألوان مختلفة مثل: الكستنائي والنحاسي والشكولاتة والأسود والبني المحمر والبني والأشقر والأحمر وصبغة الحناء بالكركديه وصبغة الحناء بالأعشاب، و7 أخرى تستخدم لمعالجة الشعر وتجميله وهي: خلطات لتقوية الشعر وتطويله، وخلطات لتطويل الشعر وتكثيفه، وخلطات لمعالجة سقوط الشعر، وخلطات لتقوية الشعر الناعم وإعطائه الصلابة، وخلطات لإزالة القشرة، وخلطات للشعر الجاف، وخلطات للشعر الدهني).

وأوضحت السلامية أن القيمة المضافة لمشروعها تكمن في ابتكار مبني على خلطات متوارثة (إعادة للتراث) والمحافظة على تراث الأجداد (خلطات بوصفات تراثية)، ويعتبر بدائل طبيعية للصبغات والمعالجات الكيميائية حيث إن المواد الطبيعية آمنة للاستخدام صحيا، وكذلك استخدام أعشاب من الطبيعة العمانية كالحناء، وأيضا التسويق عن طريق الزبائن أنفسهم للرجوع بفائدة لهم.

التغلب على التحديات

وأوضحت السلامية أن من التحديات التي واجهتها عندما قررت البدء في تنفيذ فكرة مشروعها هي: محدودية الإنتاج، وعدم وجود منافذ للبيع، وعدم القدرة على تخزين المنتجات وحفظها من التلف، وعدم المعرفة بكيفية استخدام مواد حافظة وتحديد فترة لانتهاء المنتج، وعدم القدرة على التوصيل إلى خارج حدود محافظتي مسقط والباطنة جنوب، وعدم المعرفة بالتسويق وجذب الزبائن.

وأشارت إلى أنها تغلبت على كل تلك الحديات، قائلة: بحثت عن فرص متاحة للدعم وتطوير المشروع ووجدت إمكانية للحصول على استشارات مجانية ومنحة مالية من مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتوجهت إليه وسجلت كعضوة وحصلت على الدعم بعد اقتناع المسؤولين بفكرة مشروعي، ومن خلال برنامج الدعم المباشر استطعت الحصول على: المساعدة في تحديد الهوية وإنهاء الإجراءات الإدارية والقانونية لإنشاء المشروع وإعداد ماركة واسم تجاري وتسجيل حقوق الملكية الفكرية، والدعم المالي وفتح حساب بنكي للتجارة وإدارته، والمساعدة في تهيئة مكان في المنزل ليكون مقرا لصنع وتهيئة المنتجات، والمساعدة في اختيار يد عاملة (واحد على الأقل) للمساعدة في الصنع، والمساعدة في الإخراج النهائي للمنتجات بعمل شكل نهائي للمنتج كتصميم العلب والإخراج النهائي للبيع والتعليب والتغليف، وكذلك التدريب على كيفية حفظ المنتجات من التلف والتعبئة وتحديد تاريخ الانتهاء، والاطلاع على تجارب الآخرين والدول الأخرى في الإنتاج منها “دورة تدريبية في مجال الأعشاب التجميلية”، وأيضا المساعدة في التعاقد مع الشركات الموردة للمواد الخام والمصنعة لمواد الحفظ والتعليب والتغليف، والمساعدة في التسويق وتوفير منافذ للبيع، والمساعدة في توفير جهات لشحن وتوصيل المنتجات، والإرشاد والتوجيه في كل مراحل الإنتاج.

التمويل المالي والمعنوي

وعن التمويل المالي والمعنوي الذي حصلت عليه السلامية، قالت: قدم لي مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة منذ نهاية العام 2015 دعما استشاريا وتوجيهيا وتدريبا في مختلف المجالات، ثم قدم لي دعما ماليا في العام 2017م وقدره 10 آلاف ريال لتطوير المشروع بناء على توجيهات مستشارين ذوي اطلاع وخبره من المركز، وحصلت أيضا على جائزة الرؤية الاقتصادية لعام 2017م كأفضل مشاريع المرأة المنزلية، وحصلت على بطاقة حرفية وتسجيل كنشاط حرفي في الهيئة العامة للصناعات الحرفية وحصلت على إرشاد وتعريف بالمعارض التي تقام بالسلطنة.

المنتجات

وأشارت السلامية إلى المنتجات التي توفرها ومنها: منتجات طبيعية للعناية بالشعر والبشرة من منها صبغات للشعر بألوان مختلفة وهي بديل طبيعي للصبغات الكيميائية وتعطي ألوانا مختلفة كالأشقر والأحمر والبني المحمر والكستنائي والشوكولاتة وكذلك الأسود، وأيضا منتجات العناية بالشعر ومن ضمنها: منتجات تساعد في التقليل من تساقط الشعر، ومنتجات تساعد في تقليل القشرة، ومنتجات تساعد على ترطيب الشعر الجاف، ومنتجات تساعد على تكثيف وتطويل الشعر، وغيرها من المنتجات.

الفرص الوظيفية

وأضافت أنه يعمل معها في المشروع عدد من أفراد أسرتها في التصنيع، ولكنها تقوم بشراء الحناء من منتجين عمانيين، كما تقوم بعض من زبوناتها العمانيات بالمتاجرة بمنتجاتها، وتطمح مستقبلا في توفير فرص عمل ثابتة للعمانيات لمساعدتها في التصنيع والنقل والتسويق. كما تطمح أيضا في إنشاء مصنع خلطات الجدة في ولاية نخل، وتحاول أن تجد منافذ لبيع منتجاتها في دول الخليج ودول العالم. وأضافت: لم أوقع أي اتفاقيات مع أي جهات، ولكن يوجد اهتمام من العديد من الجهات والتي أنوي الاتفاق معها.

المشاركة في المعارض

وأوضحت السلامية أنه شاركت في معرض إبداعات عمانية 5 الذي تم تنظيمه من قبل الهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة “ريادة” وعدد من الجهات، وقالت: تعتبر هذه مشاركتي الأولى في المعارض التسويقية، حيث كانت مشاركة ناجحة بمقاييسي الشخصية، علما أنني حققت نجاحا في نسبة المبيعات، بالإضافة إلى تعرفي على الكثير من رواد الأعمال وتبادل الخبرات والتجارب معهم، ومعرفة معلومات قيمة تفيد في تطوير منتجاتي.

وأضافت: كان من الأهداف التي جعلتني أشارك في هذا المعرض هي: زيادة المبيعات، والتعرف على قنوات جديده للتسويق، وتبادل الخبرات مع مختلف الجهات، والالتقاء بالزبائن ومعرفة تطلعاتهم للمنتجات، بالإضافة إلى الحصول على أفكار جديدة لتطوير الدخل والإنتاج والتسويق وغيرها.

وأكدت السلامية أن المعارض التسويقية لمنتجات رواد الأعمال لها نتائج إيجابية منها زيادة المبيعات، والتعريف بالمنتجات، والتعارف بين رواد الأعمال، ومعرفة قنوات الدعم، ومعرفة قنوات التسويق.