1191735
1191735
الاقتصادية

إعلان مسقط للسياحة والثقافة «تعزيز التنمية المستدامة» يدعو إلى تقوية العلاقات بين القطاعين

12 ديسمبر 2017
12 ديسمبر 2017

المحرزي: نجاح تنظيم مؤتمر السياحة والثقافة يفتح الباب لتنظيم مؤتمرات كبرى -

كتب- سرحان المحرزي وحمد الهاشمي:-

اختتمت أمس أعمال المؤتمر العالمي الثاني لمنظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو حول السياحة والثقافة بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بإصدار إعلان مسقط للسياحة والثقافة “تعزيز التنمية المستدامة” والذي لخص في خمسة مرتكزات رئيسية على رأسها الدعوة إلى تقوية العلاقات التوافقية والتزامنية بين السياحة والثقافة، ورفع مستوى مساهمة السياحة الثقافية نحو أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ٢٠٣٠، وأهدافها الـ١٧ المفصلة لهذه الأجندة.

ثم التأكيد على الدفع بدور السياحة والثقافة في بناء السلام وحماية التراث بالأخص في المناطق المتأثرة بالأزمات. وثالثا الدعوة إلى إدارة سياحية مسؤولة ومستدامة للتراث الثقافي، والرابع تشجيع منهجية إبداعية ومبتكرة من أجل تنمية حضرية مستدامة من خلال السياحة الثقافية، وأخيرا استكشاف الروابط المتبادلة بين الثقافة والبيئة لتحقيق سياحة مستدامة.

وتندرج تحت هذه المرتكزات جملة من الأهداف يسعى الأعضاء إلى تحقيقها من بينها تعزيز التنمية والنهوض بالسياحة الثقافية وتحفيز مشاركة القطاع الخاص والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتشجيع الابتكار في نماذج عرض السياحة الثقافية وتعزيز وتبادل خبرات السياحة الثقافية والإبداع في فرص العمل وموائمة السياسة العمرانية مع السياسات الأثرية والسياحية، وإدماج سياسات إدارة التراث والبيئة في النظم السياحية وتعزيز البرامج في هذا المجال.

وأكد عمر عبدالغفار المدير الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية في الشرق الأوسط أثناء تلاوته البيان الختامي للمؤتمر الذي غاب عن جلساته الأخيرة طالب الرفاعي الأمين العام للمنظمة أكد على أن الأطراف المشاركة في المؤتمر شددت على أهمية ربط الثقافة بالسياحة، وانه تم وضع خريطة طريق مشتركة لتحقيق الأهداف الـ17 وذكر من أهمها سبعة أهداف وهي الهدف الرابع والهدف الثامن والحادي عشر والثاني عشر والرابع عشر والسادس عشر والسابع عشر. وقال عبدالغفار: إن المؤتمر ساعد على فهم كيفية إدارة السياحة الثقافية حتى عام 2030 بشكل يسهم في استدامة التنمية مثمنا دور السلطنة في الاستضافة ومشيدا بدورها الريادي الذي تضطلع به في هذا المجال.

وأكد معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة أن نجاح تنظيم مؤتمر السياحة والثقافة يفتح الباب لتنظيم مؤتمرات كبرى في مركز للمعارض والمؤتمرات، مشيرا إلى أن المؤتمر يعد بمثابة تدريب للكوادر التي عملت على تنظيم وإدارة المؤتمر بما في ذلك التعامل مع الوفود بأعداد كبيرة ولغات وثقافات متنوعة، معبرا عن اعتزازه بالإشادات والملاحظات الإيجابية عن نجاح المؤتمر، ووجه الشكر لمنظمة اليونسكو على اختيار السلطنة لتنظيم هذا المؤتمر.

وأضاف معاليه في مؤتمر صحفي مشترك مع منظمة السياحة العالمية ومنظمة اليونسكو: أن السلطنة سعت ومنذ البداية أن تكون السياحة من خلال المحافظة على الثقافة والتعريف بالثقافة العمانية والتاريخ العماني وكل ما له علاقة بتراثنا المادي وغير المادي وهذا واضح للعيان وهذا ما يؤكده الخبراء والاستراتيجية الوطنية للسياحة 2040 أخذت في الاعتبار السعي إلى إرضاء الشركاء، الذي هم السائح والمستثمر والمجتمع المحلي.

وأضاف معاليه أن السياسة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم على مر السنين هي الجمع بين الأصالة والمعاصرة وذلك حفاظا على قيمنا وهويتنا وهذه ثمرة لـ47 عاما وقد تشرب العمانيون هذه الثقافة فأصبحت جزءا من حياتهم اليومية، فنحن لا نزعن ثقافتنا عند ذهابنا إلى منازلنا وكذلك لا ننزعها إذا ذهبنا إلى العمل، ورغم أن السياحة تؤثر سلبا إلا انه لا خوف لدينا من ذلك فنحن نعمل على جانب السياحة المسؤولة والمستدامة التي تحافظ على الثقافة وتنميها وتحترم القيم.

وقال معاليه: نعتبر المجتمع المحلي والمواطن شريكا أساسيا في قطاع السياحة ليس من أجل إيجاد وظيفة له بقدر ما أن يصبح هو صاحب مؤسسة يستفيد من هذا القطاع النامي قطاع السياحة، ومن أجل هذا أوجدت منتجات خاصة لتكون أقرب للمواطن ومنها تحويل البيوت القديمة إلى نزل تراثية بالإمكانات المتوفرة وهناك تجارب بدأت وتؤتي ثمارها الآن والكثير يتبع ذلك في القريب.

وحول استفادة السلطنة من المؤتمر قال معاليه: إن هذا المؤتمر من المؤتمرات الكبيرة التي تعقد في السلطنة ولأول مرة في هذا المركز ـ مركز عمان للمعارض والمؤتمرات ـ وعلى هذا المستوى وهذا يعد نجاحا لسياسة جذب سياحة المؤتمرات. والجانب الآخر أن السلطنة تهتم كثيرا بالربط بين الثقافة والسياحة وهذا كان دافعا لنا لنستضيف هذا المؤتمر لنستفيد من تجارب الدول الأخرى وللاستماع إلى الخبراء وكذلك هدفنا منه تقييم تجربة السلطنة بشكل غير مباشر، إضافة إلى ذلك أن هناك إشكاليات تواجه من يسعى التنمية المستدامة وهي كيفية قياس الاستدامة، وهناك جهود كبيرة وتبذل واستمعنا في المؤتمر إلى انه سيتم قريبا وضع معادلات تطبق لمعرفة وقياس الاستدامة لكل مشروع دون أن ننتظر حتى تظهر ظواهر سلبية وتؤثر على المجتمع، مشددا على أهمية قياس الاستدامة.

من جانبه قال فرانشسكو مندرين: إن إعلان مسقط يعكس النتائج التي خلص إليها بالتعاون بين منظمة السياحة واليونسكو بدعم من سلطنة عمان والتي تلعب دور البطولة في المزاوجة بين السياحة والثقافة. وقال عمر عبدالغفار خلال المؤتمر: تمثل السياحة اليوم قطاعا حيويا حيث تمثل أهميته الاقتصادية أكثر من 10% من الدخل القومي على المستوى العالمي ولقدرته على إيجاد فرص عمل كريمة تقدر بحوالي فرصة من كل عشر فرص عمل على المستوى العالمي. وأضاف: رغم الأجواء السياسية التي تؤثر على نمو السياحة في المنطقة فإن الدول العربية كلها تهتم بهذا القطاع وتسجل كلها نموا متواصلا خلال السنوات الماضية، ولكن هناك إدراك لدى الدول والحكومات بأن السياحة قطاع استراتيجي هام وأن السياحة والثقافة قطاعين توأمين وأن قطاع السياحة يعتبر نفسه ناشرا للتراث والثقافة على المستوى العالمي.

وأوضح المدير الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية في الشرق الأوسط أن جلسات المؤتمر أكدت على مدار يومين كيفية تفعيل دور هذين القطاعين الهامين تحقيق بعض أهداف التنمية المستدامة للألفية التي اعتمدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة وأكثر من 193 دولة، وهي 17 هدفا ولها أجندة لتطبيقها حتى عام 2030، مؤكدا أن مؤشرات نمو قطاع السياحة تؤكد أن هذا القطاع سيستمر في التفاعل والنمو حيث يبلغ الآن مليار و200 ألف سائح دولي، دون حساب السياحة الداخلية وسيصل هذا العدد إلى مليار و800 مليون سائح دولي في 2030، والفكرة التي دار عليها مؤتمر مسقط هي كيف نجعل هذا القطاع محرك للتنمية الاقتصادية والثقافية على المستوى العالمي والعربي. وقدم معالي وزير السياحة هديتين تذكاريتين في ختام المؤتمر لكل من عمر عبدالغفار المدير الإقليمي لمنظمة السياحة العالمية في الشرق الأوسط وفرانشيسكو باندرين مساعد المدير العام لمنظمة اليونسكو للثقافة. وعقد معالي وزير السياحة عددا من الاجتماعات واللقاءات الثنائية والمشتركة مع نظرائه من وزراء السياحة ومن رؤساء الوفود المشتركة على هامش مشاركتهم في المؤتمر تطرقت إلى الجوانب ذات الصِّلة بتفعيل القطاعات السياحية والثقافية وأوجه التعاون الممكنة في هذا الجانب.

وقال معالي الدكتور طالب الرفاعي، أمين عام منظمة السياحة العالمية: «يمثل المؤتمر الثاني لمنظمة السياحة العالمية واليونسكو حول السياحة والثقافة معلما بارزا في الجهود المشتركة الرامية إلى تقريب السياحة والثقافة لمصلحة المجتمعات في جميع أنحاء العالم، حيث تلعب السياحة والثقافة دورا رئيسيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر وخطة عام 2030، ويضع هذا المؤتمر خارطة طريق في هذا الصدد، ونشكر عمان على استضافتها هذا الحدث الرائع وللمساهمة في دفع الروابط بين السياحة والثقافة».

شارك في المؤتمر 700 شخص من داخل وخارج السلطنة يمثلون 70 دولة حول العالم، وبحضور 30 وزيرا للسياحة والثقافة. وقد جاءت استضافة السلطنة للمؤتمر على مدى يومين متتاليين، بتنظيم من وزارة السياحة ووزارة التراث والثقافة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية (يو ان دبليو تي أو)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو). وكانت أعمال المؤتمر أمس قد تضمّنت جلسات نقاشية حول دور السياحة في الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واستكشاف النطاق الثقافي في السياحة بالإضافة إلى عرض الملخص الختامي للمؤتمر وإصدار (إعلان مسقط 2017) للمؤتمر العالمي للسياحة والثقافة ثم عقد مؤتمر صحفي تم من خلاله الكشف عن تفاصيل المؤتمر ومخرجاته وتوصياته وأبرز قراراته. وتناولت المحاور الرئيسية الخمسة للمؤتمر القضايا والبرامج والخطط ذات الصلة بقطاع السياحة الثقافية كصانع للسلام ورائد للازدهار وأهمية التنمية السياحية مع الحفاظ على التراث الثقافي ودور الثقافة والسياحة في التنمية الحضرية والإبداع واكتشاف الوجهات الطبيعية الثقافية في السياحة العالمية بالإضافة إلى تحقيق أهداف خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030.