.. وتؤكد أهمية جاهزية المجتمع المدني للتعامل مع الأزمة الاقتصادية

خرجت الحلقة النقاشية التي عقدت بجامعة السلطان قابوس أمس حول إدارة الأزمات الاقتصادية بمجموعة من التوصيات والمقترحات التي تهم المسؤولين والمختصين بالشأن الاقتصادي الوطني التي من شأنها أن تعمل على رفد المشهد الاقتصادي بالسلطنة من خلال رسم الآليات وتطوير الخطط الاستراتيجية المساهمة في الحد من آثار الأزمة الاقتصادية والعمل على التأكد من جاهزية مؤسسات المجتمع المدني للتعامل معها من كافة الجوانب والمجالات.

ونظم الحلقة مركز البحوث الإنسانية في الجامعة تحت رعاية معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام، وبحضور عدد من المهتمين والمختصين بالشأن الاقتصادي الوطني وبإدارة الإعلامي والخبير الاقتصادي أحمد كشوب.

وقال الدكتور ناصر بن راشد المعولي مدير مركز البحوث الإنسانية رئيس اللجنة المنظمة: إن المركز يسعى من خلال الحلقة النقاشية إلى المساهمة في إثراء الأفكار والأطروحات الاقتصادية ورفد المشهد الاقتصادي العماني بإضافات نوعية تحقق للمشاركين والقيادات العاملة في مجال إدارة الأزمات الاقتصادية فرصة لتبادل الخبرات ونقل المعارف والاطلاع على المستجدات الحديثة حول الأساليب المتبعة في إدارة الأزمات الاقتصادية.

وأضاف: إن الحلقة تكتسب أهمية خاصة سواء من حيث التوقيت أو المضمون، حيث تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة متغيرات اقتصادية متسارعة في ظل التذبذبات المتواترة لأسعار النفط منذ منتصف عام 2014، كما أنها تنعقدُ على أعتاب منتصف الخطة الخمسية الحالية (2016 - 2020م)، والتي تُعد الحلقة الأخيرة من الرؤية المستقبلية للاقتصاد العُماني (عُمان 2020) والممهدة للرؤية المستقبلية (عُمان 2040). وأشار المعولي إلى أن تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية يتطلب منا جميعًا قدرًا كبيرًا من الهدوء المقرون بالمعرفة المتعمقة بالأدبيات الاقتصادية والفهم الدقيق لواقع تركيبة المجتمع العماني، ويتطلب منا كذلك المشاركة بإيجابية بما يمكن أن يسهم في إيجاد حلول مبتكرة ومستدامة تسهم في تعزيز وتنويع الموارد المالية العامة للدولة وتوسيع القاعدة الإنتاجية للاقتصاد العماني، مشيرًا إلى أن الإنسان العماني هو حجر الزاوية في البناء التنموي وهو قطب الرحى الذي تدور حوله كافة محاور التنمية وغايتها ومن المعلوم أن الثروة الحقيقية للسلطنة لا تختزل في مكامن النفط، بل إنها توجد في مكامن فكر الشباب العماني القادر على صنع مستقبل واعد للسلطنة.

حضر الجلسة المكرّم الدكتور سعيد بن مبارك المحرمي عضو مجلس الدولة وأستاذ في المالية بجامعة السلطان قابوس وسعادة عبدالسلام بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي للصندوق الاحتياطي العام للدولة وسعادة الدكتور حمد بن سعيد العوفي وكيل وزارة الزراعة والثروة السمكية للثروة السمكية والأستاذ حسن بن جواد اللواتي رئيس مجلس إدارة مجموعة دبليو جي تاول.

وهدفت الحلقة بشكل أساسي إلى مناقشة الأساليب الحديثة المتبعة لإدارة الأزمات الاقتصادية وكيفية اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة للتنبؤ بالأزمات الاقتصادية والمالية، وتعد الحلقة للمشاركين والقيادات العاملة في مجال إدارة الأزمات الاقتصادية فرصة لتبادل الخبرات ونقل المعرفة والاطلاع على المستجدات الحديثة حول أساليب إدارة الأزمات الاقتصادية وكيفية الحد من آثارها.

وناقشت الحلقة عددًا من المحاور ذات الصلة بالأزمات الاقتصادية والمالية كالمفاهيم والسمات العامة الخاصة بالأزمة الاقتصادية الحالية، والخطط والبرامج المطلوب تنفيذها من قبل الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع في ظل وجود مثل هذه الأزمات. كما تطرقت إلى التجارب والممارسات الدولية الناجحة والسيناريوهات المختلفة للتنبؤ بالأزمات الاقتصادية والتعامل معها.