عمان اليوم

جامعة السلطان قابوس تنشر ثقافة الأمن الغذائي في ولاية صحار

11 ديسمبر 2017
11 ديسمبر 2017

نظمت جامعة السلطان قابوس ممثلة بكلية العلوم الزراعية والبحرية بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان بولاية صحار يومًا مفتوحًا حول الأمن الغذائي وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ علي بن أحمد الشامسي والي صحار وبحضور المكرّم راشد بن عبدالله اليحيائي عميد الكلية وعدد من أصحاب السعادة والمسؤولين المختصين في الأمن الغذائي والطلبة.

وأكد الدكتور عمر بن سالم الجابري مساعد العميد لخدمة المجتمع والتدريب على أهمية دور كلية العلوم الزراعية والبحرية في الترابط المجتمعي وبناء جسور التعاون ونشر الوعي والمفهوم الحديث للجانبين الزراعي والبحري وارتباطهما الوثيق بالمجتمع والأمن الغذائي لدى كافة فئات المجتمع، مشيرًا إلى أن الكلية تغذي سوق العمل العماني بكافة المخرجات إضافة إلى زخم بحثي شهدت له كل الأوساط العلمية، كذلك فلديها سجل بحثي مشهود له بالكفاءة ويوجد فيها 6 أقسام تطرح 10 تخصصات مختلفة، كما يتم طرح برنامجي البكالوريوس والدكتوراه.

وأوضح أن القطاعين الزراعي والبحري يواجهان تحديات كثيرة أهمها الاستنزاف المفرط للمصادر الطبيعية من مياه ومخزون سمكي ولذلك يأتي دور الكلية في المساهمة لمواجهة هذه التحديات التي لولا تضافر الجهود بين الجهات الحكومية والخاصة مع الكلية لما تم التغلب على الكثير من التحديات التي واجهت هذه المنظومة.

وعرض مجموعة من طلبة الكلية مجموعة من المشروعات التي تخدم الأمن الغذائي، منها مزرعة الشهلاء التي تهدف إلى استغلال الأعداد الكبيرة من الجمال من أجل لحومها والحليب الذي يمكن استخدامه في إيجاد عدد من المنتجات، والمشروع الثاني عبارة عن فلتر حيوي يتكون بشكل رئيسي من قشور الجوز ويستخدم في تصفية وتنظيف المياه الملوثة بمواد العوالق البترولية ويعد أنسب فكرة لإزالة النفط والعوالق الصلبة من المياه التي تنتج في مرحلة استخراج النفط إذ أنه قادر على إزالة من 95% إلى 99% من المواد الصلبة العالقة و90% إلى 99% من الهيدروكربونات غير القابلة للذوبان استخدام المواد الكيميائية، والهدف من المشروع هو معالجة المياه الملوثة بالنفط بواسطة قشور الجوز التي يعززها الكربون المنشط والرمل والذي يساعد هذا المشروع على طرد الروائح ويقلل من نسبة الأملاح الذائبة في الماء، كما تم عرض مشروعات عن نظام التحكم المركزي وأيضا ما يتعلق بالأمن الغذائي.

وقدم الدكتور علي الوهيبي محاضرة بعنوان «تطوير تربية نحل العسل في عمان .. الآمال والتحديات»، تضمنت تاريخ وأنواع النحل وانتشاره في السلطنة، وكيفية المحافظة على السلالة العمانية وكيفية تربية النحل. كما ألقى الدكتور إسماعيل بن محمد البلوشي من قسم علوم الأغذية والتغذية محاضرة تحدث فيها عن توفير الغذاء وما يشكله كمًا ونوعًا للشعوب كأحد أهم التحديات التي تواجه الدول في ظل الازدياد الكبير لسكان الأرض، مشيرًا إلى أن تأمين الغذاء يعد عامل استقرار وسيادة للدول ولذلك تتجه لوضع العديد من الاستراتيجيات وتُنشئ العديد من اللجان التي تعمل على تحقيق الأمن الغذائي.

وأضاف البلوشي: إن تحقيق الأمن الغذائي يواجه تحديات كثيرة رئيسية منها المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء، الانفجار السكاني، نقص الموارد الطبيعية والبشرية والمادية، التغير المناخي وأن تحدي تأمين سلامة الغذاء من المخاطر، كما أن من أهم التحديات التي تحول دون تحقيق الأمن الغذائي ذلك أنه لا قيمة لأي غذاء مهما كانت جودته إن لم يكن آمنا للاستهلاك الآدمي والحيواني والنباتي وتتعدد المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء منها المخاطر البيولوجية والكيميائية والفزيائية.

وأوضح البلوشي أن المبيدات بمختلف أنواعها واستخداماتها الجائر والعشوائي بقصد أو دون قصد تشكل أحد أهم المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء وتحول دون تحقيق الأمن الغذائي بغض النظر عن منافعها الاقتصادية، وتتفق العديد من المنظمات الدولية والدراسات على أن المبيدات تشكل سمية للإنسان والنبات والحيوان والبيئة وتبين الدراسات التي أجريت على الحيوانات في أوروبا أن 32 من 76 مبيدًا فطريًا و25 من 87 مبيدًا للحشائش و24 من 66 مبيدًا حشريًا إما أن تكون مسرطنة أو تسبب سمية للتوالد والتطوير، أما الاستخدام الجائر للمبيدات فقد تسبب تلوث الماء والهواء وتؤثر بشكل سلبي على خصائص التربة كرقم الحموضة ومحتوى الرطوبة والمحتوى الميكروبي ومحتوى المركبات العضوية.

وقدم الدكتور خالد الهاشمي من قسم العلوم البحرية والسمكية محاضرة تناول فيها عالم البحار والمحيطات وما يحفه من غموض وأسرار مشيرًا إلى أن العلماء استطاعوا من خلال البحث المضني التوصل إلى معلومات قيّمة تخص الحياة البحرية وكائناتها والعلاقة بينهما وطرق التكيف مع التغيرات البيئية وطرق عيشها وأماكن وجودها وغير ذلك من دواعي بقائها واستمرارها وأن العيش في البيئة البحرية يختلف عن العيش في البيئة البرية.

إلى جانب ذلك قدم المهندس أحمد الغافري محاضرة حول تجربة محطة التجارب الزراعية في جامعة السلطان قابوس، وتحدث عن المحطة والأدوار المختلفة التي تقوم بها، ونبذة عن أنظمة الري المختلفة بمحطة التجارب الزراعية وطرق تشغيلها وإدارتها المتطورة إضافة إلى التطور التدريجي في أنظمة الري في المحطة، كما قدم نبذة عن نظام التحكم المركزي بالري ودوره في رفع كفاءة استخدام مياه الري.

وتحدث عن نجاحات التحسين الوراثي في الحيوانات المزرعية الدكتور محمد بن علي العبري قائلًا: إن قطاع الإنتاج الحيواني يعد أحد أكثر القطاعات التي سيطلب منها مواكبة الطلب العالمي المتزايد المتوقع على اللحوم بشكل عام بنسبة 68% وعلى الحليب ومشتقاته بنسبة 57% بحلول عام 2050.

الجدير بالذكر أن تلك الزيادة في الطلب ستكون أكثر في الدول النامية منها بالمقارنة بالدول المتقدمة وذلك بسبب زيادة الدخل وتحسن مستوى المعيشة مصحوبين بارتفاع عدد السكان في تلك الدول.

وأكد أن التزايد المستمر على المنتجات الحيوانية مع التأثير المتوقع للتغير المناخي من شح في المياه والمرعى وتزايد في درجات الحرارة يحتم على المنتجين استخدام آخر ما توصلت إليه التقنية في تغذية وصحة الحيوان وكذلك في تحسين السلالات المحلية والتي تعتبر أكثر تلاؤمًا مع المناخات الحارة، ويعتبر التحسين الجيني للسلالات من أنجح الوسائل لتوفير الاحتياج المستقبلي من الغذاء والتصدي لتحديات التغير المناخي.

وفي المحاضرة الأخيرة بعنوان «تنمية وتنويع الصادرات» تطرق الدكتور جمعة المسلمي من قسم اقتصاد الموارد الطبيعية إلى ما يشكله الاعتماد على مصدر واحد للدخل من خطر محدق باقتصاد الدول الغنية بالموارد الطبيعية، ويأتي الاعتماد على النفط في مقدمة الأخطار المحدقة بميزانيات الدول الغنية به وذلك لشهرته بتقلبات أسعاره الدائمة والأزمات المصاحبة لها التي نعيش أحد تبعاتها إلى يومنا هذا، مشيرًا إلى أن العديد من الدول الغنية بالنفط أدركت خطر الاعتماد عليه فبدأت بجهود التنويع الاقتصادي ومحاولة إيجاد مصادر بديلة لإيراداتها الحكومية ولعبت سياسات تنمية وتنويع الصادرات الدور الأكبر في سياسات التنويع الاقتصادي المختلفة، حيث تم تطبيق هذه السياسة من قبل معظم الدول التي نجحت في التنويع الاقتصادي.