1187041
1187041
الاقتصادية

طلب المسافرين على الرحلات الجوية يشهد تعافيًا في أكتوبر بعد أعاصير سبتمبر

08 ديسمبر 2017
08 ديسمبر 2017

توقعات بارتفاع نسبة النمو في القطاع العام القادم -

(جنيف): كشف «الاتحاد الدولي للنقل الجوي» عن نتائج حركة المسافرين الدوليين في شهر أكتوبر، والتي أظهرت ارتفاع الطلب، بنسبة 7.2% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي. وفيما حققت السعة نموا بنسبة 6.2% ارتفع عامل الحمولة بواقع 0.8 نقطة مئوية ليصل إلى 80.8%، والذي يعد رقما قياسيا بالنسبة لشهر أكتوبر. وتشير هذه الإحصائيات إلى استعادة قطاع الطيران لعافيته بقوة بعد الانقطاعات التي نجمت عن إعصاري إرما وماريا اللذين ألقيا بظلالهما على النتائج خلال شهر سبتمبر على المستويين المحلي والدولي . وحول ذلك، قال ألكساندر دو جونياك ، المدير العام والرئيس التنفيذي لـلاتحاد الدولي للنقل الجوي: «كما توقعنا، لم يكن للظروف الجوية المضطربة التي شهدتها منطقة الأمريكيتين مؤخراً إلا تأثير مؤقت على الطلب على الرحلات الجوية والذي سجل معدلات صحية هذه السنة، ونحن ماضون بثبات نحو تحقيق معدل نمو سنوي إجمالي يتجاوز المعدل خلال عام 2017».

أسواق المسافرين العالمية

شهد شهر أكتوبر زيادة معدل الطلب العالمي على الرحلات الجوية بنسبة 7.3% مقارنة بشهر أكتوبر 2016، وهو ما يمثل تحسنا ملحوظا بالنظر إلى معدل الطلب خلال شهر سبتمبر والذي سجل زيادة بنسبة 6.6%. وقد حققت شركات الطيران في مختلف المناطق العالمية نموا في عدد المسافرين، مع تزايد السعة الإجمالية بنسبة 6.0% وعامل الحمولة بواقع 1.0 نقطة مئوية ليبلغ 79.4%.

حققت شركات الطيران في منطقة آسيا والمحيط الهادي أعلى معدل للنمو في أعداد المسافرين خلال شهر أكتوبر على مستوى العالم، والذي ارتفع بنسبة 10.3% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وهو ما تفوق بدوره على معدل الطلب خلال شهر سبتمبر والذي سجل زيادة بنسبة بلغت 8.7%. النمو شمل أيضاً السعة، التي ازدادت بنسبة 8.4%، وعامل الحمولة الذي ارتفع بواقع 1.3 نقطة مئوية ليبلغ 78.0%. أما أحجام المسافرين المعدلة موسميا فتواصل نموها بمعدل سنوي يتراوح ما بين 8 و9%، مدعومةً باستقرار الوضع الاقتصادي في المنطقة والنمو الكبير في عدد الاتصالات.

سجلت شركات الطيران الأوروبية خلال شهر أكتوبر الماضي زيادة بنسبة 6.2% مقارنة بالشهر ذاته من العام 2016، ما يمثل تراجعا عن نسبة النمو المسجلة على أساس سنوي في سبتمبر التي بلغت 7.2%. كما سجلت الخطوط الجوية الأوروبية زيادة السعة بنسبة 4.5% وعامل الحمولة بواقع 1.3 نقطة مئوية ليصل إلى 84.9%، وهو الأعلى على مستوى العالم. ومع أن الظروف الاقتصادية في القارة تسجل تحسنا كبيرا منذ ما يقارب السنة، فإن نمو الطلب المعدل موسميا يشهد تباطؤا شديدا منذ شهر مايو الماضي، وهو ما يعكس طبيعة الرحلات الدولية في القارة، والتي غالباً ما تكون قصيرة المسافة، وبالتالي شديدة الحساسية للأسعار.

في الشرق الأوسط، شهدت شركات الطيران تزايد الطلب خلال شهر أكتوبر الماضي بمعدل 6.9%، وهو ما يشكل تحسنا مقارنةً بمعدل النمو خلال شهر سبتمبر والذي توقف عند 3.9%. كما ازدادت السعة بنسبة 5.3% وعامل الحمولة بواقع 1.0 نقطة مئوية ليصل إلى 69.6%. كما شهدت المنطقة تباطؤا في نمو إيرادات الركاب لكل كيلومتر، على نحو ما جرى في أوروبا. كما سجلت الخطوط الجوية في الشرق الأوسط هبوطاً في الطلب على الرحلات من وإلى أمريكا الشمالية للشهر السابع على التوالي خلال سبتمبر (وهو آخر شهر تغطيه البيانات المتوافرة حول الرحلات مقسمة حسب الوجهة)، لتبقى الوجهة الدولية الوحيدة التي لم تحقق نموا سنويا في الطلب لهذا العام بالنسبة لشركات الخطوط الجوية في الشرق الأوسط. وقد تأثر الطلب على الرحلات الجوية بشكل كبير بالحظر على الأجهزة الإلكترونية المحمولة الذي تم رفعه الآن، إضافة إلى إجراءات منع استقبال المسافرين المزمع تطبيقها في الولايات المتحدة.

سجلت شركات الطيران في أمريكا الشمالية خلال شهر أكتوبر الماضي زيادةً في الطلب على رحلاتها بنسبة 3.7% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، وهو المعدل الأقل على المستوى العالم، وإن كان يشكل تحسناً مقارنة بمعدل النمو السنوي خلال شهر سبتمبر، والذي بلغ 3% فقط متأثراً بالإعصار الذي ضرب المنطقة. كما زادت الخطوط الجوية في القارة سعتها بنسبة 5.2%، فيما انخفض عامل الحمولة بواقع 1.1 نقطة مئوية ليسجل 79.2%، لتكون واحدة من منطقتين فقط سجلتا انخفاضاً على هذا المستوى. وأخيراً، تستمر المؤشرات التي تدل على تأثر الرحلات الواردة إلى الولايات المتحدة الأمريكية سلباً بالإجراءات الأمنية المشددة المتعلقة بالسفر إلى البلاد.

من جهتها، سجلت شركات الطيران في أمريكا اللاتينية نمواً في معدل الطلب على رحلاتها خلال شهر أكتوبر بلغ 8.7%، والذي شكل تباطؤاً بالمقارنة بمعدل النمو خلال شهر سبتمبر والذي بلغ 10.7%، ومع ذلك فهو ثاني أعلى معدل على مستوى العالم. ولكن الصورة مختلفة فيما يتعلق بالإحصائيات المعدلة موسمياً، حيث سجلت الأحجام انخفاضاً طفيفاً عما كانت عليه قبل ثلاثة أشهر، وهو ما قد يكون ناجماً عن تسرب الطلب من المناطق التي تضررت من إعصاري إيرما وماريا. أما السعة فقد ازدادت بنسبة 9.1%، على العكس من عامل الحمولة الذي انخفض بواقع 0.3 نقطة مئوية ليسجل 82.6%.

وأخيراً، تزايد الطلب على رحلات شركات الطيران الأفريقية خلال شهر أكتوبر بنسبة 7.5% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي، متفوقاً على شهر سبتمبر الذي بلغت الزيادة السنوية خلاله 3.6%. ويستمر التباين بين الأحوال في الدولتين اللتين تعدان الأهم اقتصادياً في القارة؛ فبينما تقترب معدلات الثقة التجارية في نيجيريا من أعلى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، يستمر الانخفاض في هذه المعدلات في جنوب أفريقيا، وهو أمر طبيعي نظراً لتراجع النشاط الاقتصادي. وقد سجلت شركات الخطوط الجوية الأفريقية زيادة في السعة بنسبة 3.4%، وفي عامل الحمولة بواقع 2.7 نقطة مئوية ليصل إلى 70.9%.

أسواق المسافرين المحلية

شهد شهر أكتوبر الماضي زيادة الطلب على الرحلات الجوية المحلية بنسبة 7.2% مقارنة بالشهر ذاته من العام الماضي 2016، مع تزايد السعة بنسبة 6.6%. وقد حافظت الهند والصين على موقعهما الريادي على مستوى العالم، مسجلتين معدلات نمو مرتفعة مكونة من خانتين.

حققت السوق المحلية في البرازيل زيادة سنوية تبلغ 7.7% خلال شهر أكتوبر الماضي، وهو المعدل الأعلى منذ 27 شهراً، والذي يتزامن مع التعافي البطيء للاقتصاد من الانكماش الذي حل به في السنوات الأخيرة. وشهدت روسيا تنامي الطلب على الرحلات الجوية المحلية بنسبة 6.1% خلال شهر أكتوبر، وهو المعدل الأقل في البلاد منذ سنة.

الخلاصة

واختتم دو جونياك حديثه بالقول: «مع اقترابنا من موسم رحلات الإجازات، تحافظ الرحلات الجوية على طلب قوي مع وجود مؤشرات تنبئ باستمرار التحسن الاقتصادي بشكل عام خلال عام 2018، ما يؤشر بدوره إلى استمرار المعدلات الإيجابية في الطلب على الرحلات الجوية.