العرب والعالم

بيونج يانج : تهديدات أمريكا تجعل الحرب حتمية في شبه الجزيرة الكورية

07 ديسمبر 2017
07 ديسمبر 2017

رئيس كوريا الجنوبية يزور الصين لبحث ملف الشمالية -

سول- (رويترز)-(أ ف ب) : قالت وزارة الخارجية الكورية الشمالية إن التدريبات واسعة النطاق بين الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي والتهديدات الأمريكية بشن حرب استباقية على بيونج يانج تجعل مسألة اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية «حقيقة مؤكدة».

وألقى متحدث باسم الوزارة اللوم على تصريحات المسؤولين الأمريكيين «الداعية للمواجهة الحربية»

في دفع شبه الجزيرة إلى شفا حرب.

وأضاف المتحدث في بيان نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية «السؤال المتبقي الآن هو: متى ستندلع الحرب؟» وأضاف «نحن لا نتمنى نشوب حرب، لكن ينبغي لنا ألا نختبئ منها».

وتصاعدت حدة التوترات في شبه الجزيرة الكورية بشدة في الشهور الأخيرة بعد أحدث تجارب صاروخية ونووية أجرتها بيونج يانج في تحد للضغوط الدولية وقرارات الأمم المتحدة.

وقالت كوريا الشمالية الأسبوع الماضي إنها اختبرت أكثر صواريخها الباليستية العابرة للقارات تطورا حتى الآن والقادر على الوصول إلى الولايات المتحدة.

وقال إتش.آر مكماستر مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض في بداية الأسبوع إن احتمالية الحرب مع كوريا الشمالية «تتزايد كل يوم».

وحث السناتور الجمهوري لينزي جراهام وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) يوم الأحد على بدء نقل أفراد أسر القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، مضيفا أن الصدام مع كوريا الشمالية يقترب.

وانضمت قاذفة أمريكية من طراز بي-1بي أمس الأول إلى تدريبات (فيجيلانت ايس) العسكرية بين الجيشين الأمريكي والكوري الجنوبي والتي ستستمر حتى اليوم . ونددت كوريا الشمالية بالتدريبات العسكرية.

وتهدد بيونج يانج كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وحلفاءهما باستمرار.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية «في الفترة الأخيرة وبينما تجري الولايات المتحدة أكبر تدريبات جوية مشتركة على الإطلاق في شبه الجزيرة الكورية مستهدفة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، فإن مؤشرات تبعث على القلق تبدر من السياسيين الأمريكيين رفيعي المستوى من خلال إطلاق تصريحات عدائية واحدا تلو الآخر».

وأضاف «لا يمكن تفسير هذه التصريحات التي تدق طبول الحرب إلا على أنها تحذير لنا للتأهب لحرب في شبه الجزيرة الكورية».

وتتزامن التوترات المتزايدة في المنطقة مع زيارة جيفري فيلتمان مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة هذا الأسبوع لكوريا الشمالية، وهو أكبر مسؤول بالأمم المتحدة يزور كوريا الشمالية منذ عام 2012. وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن نائب وزير الخارجية باك ميونج جوك اجتمع مع فيلتمان أمس الأول وبحثا التعاون الثنائي ومسائل أخرى تتعلق بالمصالح المشتركة.

على صعيد آخر يقوم رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن الأسبوع المقبل بزيارة إلى الصين لبحث ملف كوريا الشمالية ومواضيع أخرى على ما أعلن مكتبه وسط مؤشرات إلى حراك دبلوماسي في منطقة يسودها توتر شديد بشأن برنامجي بيونج يانج النووي والصاروخي.

وأعلن عن هذه الزيارة في وقت أجرى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الأمريكي جيفري فيلتمان محادثات مع مسؤول كوري شمالي كبير خلال زيارة نادرة إلى بيونج يانج.

ووصل فيلتمان إلى كوريا الشمالية لبحث «مسائل ذات اهتمام وقلق مشتركين» بحسب تصريحات الأمم المتحدة.

وناقش المسؤول الدولي مع نائب وزير الخارجية باك ميونغ كوك «التعاون بين كوريا الشمالية والأمانة العامة للأمم المتحدة ومساعدة وكالات تابعة للأمم المتحدة لكوريا الشمالية وغيرها من المسائل ذات الاهتمام المشترك»، على ما أوردت وكالة أنباء كوريا الشمالية.

وجاءت زيارة فيلتمان، الأولى لمسؤول دولي من هذا المستوى منذ 2010، بعد أقل من أسبوع على إطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا جديدا أكدت أن بوسعه استهداف الولايات المتحدة.

وأوضح مكتب مون أن جدول أعمال الرئيس الكوري الجنوبي خلال لقائه مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الأسبوع المقبل سيتضمن بحث السبل الكفيلة بإيجاد «تسوية سلمية لمسألة كوريا الشمالية النووية».

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية غينغ شوانغ إنه سيتم خلال الزيارة بحث «مسائل دولية وإقليمية ذات اهتمام مشترك» بما في ذلك سبل «زيادة الاتصالات والتنسيق في المسألة النووية في شبه الجزيرة الكورية».

ويصل مون إلى بكين الاربعاء المقبل في زيارة دولة تستمر أربعة أيام ستكون الأولى له إلى الصين منذ تولي مهامه في مايو الماضي في وقت يسعى البلدان لتحسين العلاقات بينهما التي تشهد توترا بسبب نشر سيول منظومة دفاعية أمريكية مضادة للصواريخ «ثاد».

وتعارض الصين نشر منظومة «ثاد» لأنها ترى أنها تهدد أمنها الخاص في منطقة نفوذ لها.

وطلبت بكين في مايو الماضي تعليقا فوريا لعملية نشر الدرع الصاروخية، مؤكدة أن المنظومة الأمريكية تعرقل قوة ردعها الخاصة.

في المقابل، تؤكد واشنطن وسول أن الدرع الصاروخية الأمريكية تهدف فقط إلى التصدي لتهديدات كوريا الشمالية الصاروخية.