1185697
1185697
الاقتصادية

ناقشنا مقترحا حول سبل تفعيل «السياحة الميسرة» وما تفتقده العديد من الدول العربية من المعايير والمتطلبات

07 ديسمبر 2017
07 ديسمبر 2017

المحرزي في تصريحات خاصة لــ«عمان» على هامش اجتماعات وزراء السياحة العرب -

أبو الغيط: استعادة الاستقرار الأمني والقضاء على الإرهاب ضرورة مُلحة للنهوض بالسياحة العربية -

القاهرة - نظيمة سعد الدين -

دعا معالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة العماني في تصريحات خاصة لـ(عمان) على هامش اجتماع الدورة الـ٢٠ لمجلس وزراء السياحة العرب بالقاهرة، أهمية متابعة تطوير الاستراتيجية العربية للسياحة وتنفيذ برامجها خاصة ما يتعلق بتسهيلات الحركة السياحية بين الدول العربية، وذلك من خلال عقد ندوة لتحسين الخدمات في المطارات والمقاصد السياحية العربية في الدول المستضيفة للسائحين، وعقد ملتقى لتحسين الخدمات الجوية البينية بالأسواق العربية المصدرة للسياحة والمقاصد السياحية في الدول المستقبلة للسائحين.

وأضاف المحرزي: إن المجلس ناقش مقترحًا حول سبل تفعيل (السياحة الميسرة) في المنطقة العربية، وما تفتقده العديد من الدول العربية من المعايير والمتطلبات بحيث تكون السياحة متاحه للجميع في قلب ومحور السياسات السياحية واستراتيجيات الأعمال، إلى جانب مناقشة التعاون العربي مع دول أمريكا الجنوبية في مجال السياحة ودراسة عدد من الموضوعات المقترحة من المنظمة العربية للسياحة والتي تهدف إلى النهوض بصناعة السياحة العربية، ومن أهمها مشروع “لوحة الإحصاء السياحي للنزل والفنادق السياحية” وبرنامج مشروع حاضنات الأعمال للمشاريع السياحية.

وكان معاليه قد أكد أهمية تطوير وتنفيذ الاستراتيجية العربية للسياحة على أرض الواقع العملي، وبما يتماشى مع الإمكانيات والقدرات المؤسساتية للدول العربية والعمل على رفع تلك القدرات بشكل مستمر.

وأوضح في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العشرين للمجلس الوزاري العربي للسياحة والتي انطلقت أعمالها أمس الأول بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية برئاسة فلسطين، إن الاجتماع يأتي في ظل العديد من المتغيرات التي تمر بها الدول العربية من ظروف وأحداث التي من شأنها التأثير سلبًا على نمو وتقدم واستقرار قطاع السياحة العربية”. وأكد “المحرزي” أهمية الاجتماع الذي يتناول العديد من الموضوعات التي تمثل محور صناعة السياحة في المنطقة العربية.

وأعرب معاليه عن أمله في الخروج بقرارات وتوصيات عن الاجتماع تساهم في تنمية قطاع السياحة في الدول العربية والذي يساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة والشاملة.

من ناحيته، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن استعادة الاستقرار الأمني والقضاء على الإرهاب يُمثلان الشرط الضروري والرافعة الأهم لدفع قطاع السياحة وتعزيز دوره وتعظيم إسهامه في الاقتصادات العربية التي تحتاج بشدة إلى تنويع مجالاتها والخروج من أُفق الاعتماد على مجال بعينه أو الاقتصار على نشاط محوري مع إهمال القطاعات الأخرى. وشدد أبو الغيط في كلمته أمام الاجتماع على أن قطاع السياحة يُعدُ من أكثر القطاعات الاقتصادية التي تنطوي على إمكانيات واعدة ،بدرجاتٍ مختلفة،في الأغلبية العُظمى من الدول العربية، داعيا إلى تعزيز الاستفادة من هذه الإمكانية الهائلة التي مازالت غير مستغلة، أو أنها لا تحقق العائد الأقصى من ورائها. وقال أبو الغيط: إن الظروف التي مر بالعالم العربي في السنوات الأخيرة أدت إلى تراجع خطير في قطاع السياحة الذي يتسم بحساسية للأوضاع الأمنية والاستقرار المجتمعي.

ودعا أبو الغيط إلى إطلاق حملات كبيرة ومؤثرة ومبادرات ذات صدى عالمي من أجل استعادة وترميم وإصلاح الآثار التي خربتها الجماعات الإرهابية في المنطقة وألحقت بها الضرر.وتابع أبو الغيط: إن المرءَ ليتألم ويحزن عندما يرى مناطق أثرية ومزارات تاريخية ودينية وقد صارت أثراً بعد عين، بعد أن نالها ما نالها من الخراب والتدمير على يد عصابات الخراب التي تعيث فساداً في بعض بلداننا”.

وأكد أبو الغيط أن العالم العربي هو الخزان الأكبر للذاكرة الإنسانية حيث تحتضن أرضه الآثار الشاهدة على فجر الحضارة الإنسانية، معتبرًا أن ما يجري من تدمير لبعض هذه الآثار التي لا تُقدر بثمن هو تخريبٌ للذاكرة ومحو لواحدٍ من أهم الفصول في قصة الحضارة البشرية .وقال أبو الغيط “إننا نشهد اليوم بشائر القضاء على بعضٍ من الفئات الضالة والجماعات الإرهابية المجرمة التي أشاعت التخريب في بعض البلدان العربية”.

ولفت إلى أن قطاع السياحة الثقافية والدينية في العالم العربي يتمتع بإمكانياتٍ لا نظير لها، ويمتلك مخزوناً من المواضع التاريخية والآثار الباقية لا مثيل له من حيث الفرادة والتميز، مشيرًا إلى أنه تقع على عاتق الحكومات العربية مسئولية حماية هذا الإرث الإنساني والحفاظ عليه صوناً للذاكرة واحترامًا للتاريخ، وتنمية لواحدٍ من أهم قطاعات السياحة الذي لا زال يُعاني من التدهور وضعف الكفاءة في إدارته.

ونوه أبو الغيط إلى أن في العالم العربي قصص نجاح مبهرة، ومبادرات لبناء قطاع سياحي تستحق الإشادة والتقدير، كما أن هناك عملا دؤوبًا يجري في بعض الدول من أجل تنمية مجالات جديدة ومبتكرة للسياحة،  منبها إلى أن التكامل العربي في هذا القطاع ما زال يُعاني من التباطؤ والضعف. ودعا إلى تعاون وتنسيق جاد ومخلص في مجال التنمية السياحية على الصعيد العربي للحيلولة  دون التنافس غير المبرر وتفادي التكرار غير المفيد واستغلال كل دولة لمواردها السياحية على الوجه الأمثل بالتركيز على المزايا النسبية التي لديها.وشدد على أهمية العمل على تعزيز السياحة البينية العربية، ورفع العوائق التي تحول دون انطلاقها، وبحيث تستطيع الدول العربية المستقبلة للسياحة أن تتفوق على المقاصد السياحية المُنافِسة التي نجحت في الأعوام الأخيرة في جذب السائح العربي.

وأوضح أن السياحة ليست مصدرًا للعملة الصعبة، أو سببًا في خلق الوظائف فحسب، بل هي قطاع رائد بإمكانه أن يُسهم في تنمية وتعزيز عدد من القطاعات الأخرى في الاقتصاد، كالبنية الأساسية والنقل والمواصلات والخدمات المالية وغيرها .وقال إن الاستثمار في قطاع السياحة هو استثمارٌ في هذه المجالات جميعاً ويؤدي إلى تشيطها وإنعاشها والارتقاء بها والنهوض بالسياحة يستدعي منهجًا شموليًا في رفع جودة الخدمة في كافة هذه القطاعات، وبحيث يرتقي المنتج السياحي العربي ويصير منافسًا بحق.

ودعا أبو الغيط إلى اتخاذ خطوات جادة من أجل النهوض بالسياحة العربية، وذلك من خلال تطوير الاستراتيجية العربية للسياحة وتعزيز آلية تنفيذها، وخاصة فيما يتعلق بتسهيلات الحركة السياحية بين الدول العربية، ودراسة كيفية تحسين الخدمات في المطارات والمقاصد السياحية العربية في الدول المستضيفة للسائحين.