1183946
1183946
العرب والعالم

تحذيرات عربية ودولية من خطورة إقدام واشنطن على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

جامعة الدول العربية اعتبرته اعتداء على الأمة وأردوغان هدد «بقطع العلاقات» مع تل أبيب -

عواصم - (أ ف ب) - تصاعدت الضغوط العربية والدولية قبل قرار مرتقب للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الوضع الشائك لمدينة القدس، محذرة من تداعيات أي قرار من شأنه تدمير الآمال بإحياء عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

واعتبرت جامعة الدول العربية في ختام اجتماعها الطارئ أمس أن أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل هو «اعتداء صريح على الأمة العربية».

وأكد بيان مجلس الجامعة عقب الاجتماع الطارئ للمندوبين الدائمين والذي دعت له فلسطين للوقوف على خطوة الإدارة الأمريكية لنقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس ان «أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي».

وتابع البيان بأنه «من شأن مثل هذا الاعتراف غير القانوني أن يشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن والاستقرار في المنطقة، علاوة على نسف فرص السلام وحل الدولتين، وتعزيز التطرف والعنف».

وطالبت الجامعة الولايات المتحدة بـ«الاستمرار في لعب دور إيجابي ونزيه ومحايد لتحقيق السلام الدائم والشامل في الشرق الأوسط».

وكلّف المجلس المجموعة العربية في نيويورك بدراسة الطرق الفعالة للتصدي لهذه الخطوة من خلال الأمم المتحدة.

وخلال الجلسة الافتتاحية، أعلن أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة أن اتخاذ الولايات المتحدة قرارا بنقل سفارتها الى القدس سيكون «إجراء خطيرا ستكون له عواقب وتداعيات، ولن يمر من دون تبعاتٍ تتناسب ومدى خطورته».

وقال إن مثل هذا القرار، إن اتخذ، «من شأنه القضاء على الدور الأمريكي كوسيط موثوق لرعاية التسوية بين الفلسطينيين والقوة القائمة بالاحتلال».

ودعا أبو الغيط الإدارة الأمريكية «أن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأيٍ من قضايا الحل النهائي».

وقال «اجتمعنا لا لإثارة مشاعر وإنما للتحذير من العواقب الخطيرة للإقدام على خطوة طالما عرف الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منذ 1980 مغزاها ومدى تهديدها للاستقرار في المنطقة، فتجنبوا طوال هذه الفترة اتخاذها»

وأضاف «ويخطئ من يظنُ أن القضية الفلسطينية يمكن أن تكون مسرحاً للتلاعب أو مجالاً للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة».

من جهتها حذّرت مشيخة الأزهر في بيان أمس من إقدام الولايات المتحدة على خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، مؤكدا أن من شأنها أن «تهدد السلام العالمي».

وجاء في البيان «ان أي إعلان بهذا الشأن سيؤجج مشاعر الغضب لدى جميع المسلمين، ويهدد السلام العالمي، ويعزز التوتر والانقسام والكراهية عبر العالم».

وحذرت السعودية من «تداعيات بالغة الخطورة» في حال الإقدام على هذه الخطوة، معربة عن قلقها «البالغ والعميق» من هذه الخطوة.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، بحسب ما أورت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، إن السعودية تعتبر الإقدام على هذه الخطوة «إخلالاً كبيراً بمبدأ عدم التأثير على مفاوضات الحل النهائي» ومخالفة للقرارات الدولية، محذرا من أنها ستؤدي إلى «تداعيات بالغة الخطورة وإضفاء المزيد من التعقيدات على النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي».

وفي القدس، حذر مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس للشؤون الدولية نبيل شعث أمس من ان الاعتراف الأمريكي يعني إنهاء جهود السلام الأمريكية التي اعلن عنها ترامب، وقال ان «ذلك يدمر تماما أي فرصة بأن يلعب (ترامب) دورا كوسيط نزيه» في عملية السلام.

وأضاف شعث ان هذا الإعلان لن يؤدي الى التوصل الى «صفقة القرن»، في إشارة الى العبارة التي استخدمها ترامب عندما تعهد بالعمل للتوصل الى اتفاق سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وحذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من أن وضع القدس «خط أحمر للمسلمين»، مهددا «بقطع العلاقات» مع اسرائيل.

وأكد أردوغان الذي يترأس منظمة التعاون الإسلامي انه سيتم عقد قمة لهذه المنظمة التي تضم 57 بلدا عضوا في غضون 5 الى 10 أيام في حال اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأعلن أردوغان «سنواصل هذا الكفاح بتصميم حتى النهاية، وقد يصل الأمر إلى حد قطع علاقاتنا الدبلوماسية مع إسرائيل».

وحذر الاتحاد الأوروبي أمس من «التداعيات الخطيرة» لمثل هذا القرار من قبل الولايات المتحدة. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغريني ان «التركيز يجب أن يظل على الجهود الرامية لاستئناف عملية السلام وتجنب أي عمل من شأنه ان يقوض مثل هذه الجهود». كما شددت على ان وضع القدس يجب ان يُحل «عبر التفاوض».

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعرب عن قلقه لنظيره الأمريكي من هذا الاحتمال، بحسب ما قال قصر الاليزيه في بيان.

وقال البيان الصادر عن الرئاسة الفرنسية انه وخلال اتصال هاتفي بينهما «ذكّر ماكرون بان مسألة وضع القدس يجب أن تتم تسويتها في إطار مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي تهدف خصوصا الى إقامة دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن، مع القدس عاصمة لهما»، وفق بيان الرئاسة الفرنسية.

وحذر وزير الخارجية الألماني زيجمار جابريل من العواقب بعيدة المدى حال اعترفت الولايات المتحدة بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقال جابريل أمس خلال منتدى برلين للسياسة الخارجية الذي تنظمه مؤسسة «كوربر» الألمانية: «لا يمكن إيجاد حل لمعضلة القدس إلا عبر مفاوضات مباشرة بين الطرفين... كل ما يتسبب في تصعيد الأزمة أمر غير بناء في هذه الأوقات»، مؤكدا أن موقف ألمانيا لن يتغير في هذه القضية.

وطالب جابريل في خطابه بسياسة ألمانية جديدة تجاه الولايات المتحدة والتعامل بثقة أكبر في النفس مع واشنطن.

وسرت معلومات متضاربة حول هذه المسألة في الأسابيع الأخيرة. لكن مراقبين يتوقعون ان يعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل بدون أن يذهب الى حد نقل مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية الى المدينة.

وأعلن البيت الأبيض مساء الاثنين ان ترامب أرجأ قراره في شأن نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل الى القدس، علما أن المهلة المحددة لاتخاذ قرار بهذا الشان انتهت الاثنين.