1184836
1184836
العرب والعالم

الأوروبي والأطلسي موحدان إزاء بيونج يانج رغم خلافاتهما

05 ديسمبر 2017
05 ديسمبر 2017

مسؤول أممي كبير يزور كوريا الشمالية للمرة الأولى منذ 6 أعوام -

بروكسل - بكين - (أ ف ب) - التقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي أمس في بروكسل للتأكيد على متانة العلاقات بينما شدد حلفاؤه على انه لا يزال يلعب «دورا أساسيا» رغم الشائعات حول مستقبله.

وأجرى تيلرسون محادثات خلال الغداء مع نظرائه في التكتل ووزيرة خا رجية الاتحاد فيدريكا موغيريني، قبل اجتماع للحلف الأطلسي يستمر يومين ويركز على التحديات الأمنية الكبرى وخصوصا كوريا الشمالية وروسيا.

لكن زيارة تيلرسون تأتي على خلفية توتر مع الرئيس دونالد ترامب وورود تقارير إعلامية بان تيلرسون يمكن ان يتم استبداله في غضون أسابيع ما أثارت تساؤلات حول سلطته الفعلية بتمثيل واشنطن.

وهناك مواضيع خلافية عدة بين جانبي الأطلسي، خصوصا الاتفاق النووي الإيراني الذي ندد به ترامب بشدة بينما تريد بروكسل الحفاظ عليه بأي ثمن.

كما ان احتمال اتخاذ ترامب قرارا بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يمكن أن يشكل مسألة شائكة اذ حذر الاتحاد الأوروبي من أن «التداعيات الخطيرة» لمثل هذا القرار من قبل الولايات المتحدة.

وكانت موغيريني في استقبال تيلرسون في مبنى المجلس الأوروبي في بروكسل، بعد لقاء مع موظفي السفارة الأمريكية.

وشدد الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ أمس الأول على ضرورة عمل الأسرة الدولية معا من اجل التصدي للازمة الكورية الشمالية بعد إجراء بيونج يانج تجربة لإطلاق صاروخ بعيد المدى قالت انه قادر على بلوغ أي مكان في الولايات المتحدة.

وقال ستولتنبورغ ان «اطلاق كوريا الشمالية صاروخا بالستيا عابرا للقارات الأسبوع الماضي أظهر ان كل الدول الحليفة يمكن ان تستهدفها» صواريخ بيونج يانج.

وتابع ستولتنبرغ ان «شركاءنا في المنطقة في خطر .. ولا بد ان تمارس دول العالم كلها ضغوطا قصوى على كوريا الشمالية من أجل التوصل الى حل سلمي بالتفاوض»، مذكرا بان الدول الـ29 الأعضاء في الحلف كانت «واضحة وثابتة في اداناتها» للتجربة النووية التي قامت بها بيون يان في مطلع سبتمبر الماضي.

وعزز الأوروبيون عقوباتهم على كوريا الشمالية على أمل حملها على العودة الى طاولة المفاوضات لكن دون تحقيق نجاح. وإذا كان الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتخذان موقفا موحدا ازاء كوريا الشمالية، الا ان الاتفاق النووي مع إيران يطرح إشكالية أكبر.

فقد اعتبر ترامب ان الاتفاق التاريخي الموقع في 2015 بعد سنوات من المفاوضات المضنية بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا وروسيا، كان سيئا وهدد بسحب بلاده منه.

إلا أن أوروبا تريد الحفاظ على الاتفاق، وقامت موغيريني بزيارة الى واشنطن في نوفمبر الماضي لحث المسؤولين الأمريكيين على عدم الانسحاب من الاتفاق.

وقالت موغيريني الجمعة الماضية أن «الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران وتطبيقه في كل جوانبه أولوية أمنية أساسية لأوروبا».

وزيارة تيلرسون الى بروكسل هي المحطة الأولى من جولة أوروبية تشمل باريس وفيينا حيث يشارك في اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

وألمحت تسريبات من مصادر لم تحدد هويتها في البيت الأبيض الى ان تيلرسون قد لا يعود في منصبه في غضون أسابيع، اذ ان ترامب وفي معرض نفيه لذلك الجمعة ذكره بان «الكلمة الأخيرة لي».

اما ستولتنبرغ فأعرب أمس الأول عن دعمه لجهود تيلرسون من اجل التعامل مع أزمة كوريا الشمالية وهي قضية تعرض فيها لانتقادات لاذعة من قبل ترامب الذي اعتبر ان وزير خارجيته «يضيع وقته» في السعي لإقامة اتصالات مع بيونج يانج.

وقال ستولتنبورغ ان تيلرسون لعب «دورا أساسيا من اجل توجيه رسالة ردع ووحدة وحزم من الحلف برمته» في مواجهة كوريا الشمالية «إنما كذلك (رسالة) مفادها أنه ينبغي مواصلة العمل من أجل حل سلمي».

وكان تيلرسون استبعد المعلومات بان المقربين من ترامب يريدون استقالته لكن الشائعات ستظل تطارده خلال مشاركته في الاجتماعات مع نظرائه الأوروبيين.

في الأثناء وصل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية الأمريكي جيفري فيلتمان أمس الى كوريا الشمالية حيث يقوم بزيارة نادرة تستمر أربعة أيام في إطار التوتر المتزايد بعد اطلاق بيونج يانج صاروخا بالستيا عابرا للقارات.

وكان مسؤول كبير في وزارة الخارجية الكورية الشمالية في استقبال فيلتمان في مطار بيونج يانج حيث وصل قادما من بكين، في أوج الأزمة حول البرنامج النووي للنظام الشيوعي.

وتأتي هذه الزيارة التي أعلنت عنها الأمم المتحدة أمس الأول في ظل توتر شديد بعد ستة أيام على إطلاق نظام كيم جونغ أون صاروخا بالستيا عابرا للقارات قادرا بحسب قوله على إصابة أي مكان على الأراضي الأمريكية.

وباشرت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة الاثنين مناورات عسكرية جوية هي أكبر تدريبات من نوعها بين البلدين حتى الآن بمشاركة 230 طائرة بينها مقاتلات خفية أمريكية من طراز «اف-22».

وفيما هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باللجوء الى القوة ضد كوريا الشمالية، وصفت بيونج يانج هذه المناورات بانها «استفزاز تام» متهمة الإدارة الأمريكية «بالسعي الى الحرب النووية بأي ثمن».

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أمس الأول أن فيلتمان سيجري محادثات مع مسؤولين كوريين شماليين تتناول «مواضيع ذات اهتمام وقلق مشتركين»، من غير أن يؤكد إن كان سيلتقي كيم جونغ أون. كما سيجتمع فيلتمان مع دبلوماسيين أجانب وفريق الأمم المتحدة المنتشر في كوريا الشمالية ضمن مهمة إنسانية.

وسيزور عدة مواقع تنشط فيها الأمم المتحدة، بحسب المتحدث الذي أشار الى ان الزيارة ستشمل بصورة رئيسية في منطقة العاصمة بيونج يانج.

وتعمل ست وكالات تابعة للأمم المتحدة في كوريا الشمالية وهي برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية.

ويعمل في هذه الوكالات 50 موظفا دوليا.

غير أن زيارة فيلتمان تبقى استثنائية، وستكون أول زيارة يقوم بها لهذا البلد منذ تولي مهامه عام 2012، وأشارت الأمم المتحدة إلى أن آخر مساعد للامين العام للشؤون السياسية زار كوريا الشمالية كان لين باسكو في فبراير 2010.

كما تعود آخر زيارة لمسؤول أممي لهذا البلد إلى أكتوبر 2011 حين زارته المساعدة السابقة للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة عمليات الإغاثة الطارئة فاليري آموس.

وتأتي زيارة فيلتمان بدعوة سلمتها كوريا الشمالية إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة في سبتمبر، على ما أوضح دوجاريك.

وسئل المتحدث عما إذا كان هدف هذه الخطوة التمهيد لزيارة لاحقة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بيونغ يانغ، فاكتفى بالقول إن غوتيريش أبدى على الدوام استعداده للقيام بمهمة مساع حميدة إذا دعت الحاجة من دون أن يضيف أي توضيحات أخرى.

وتتولى طوكيو حاليا الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي. وضمن برنامجها لرئاسة المجلس، تنظم اليابان التي حلقت صواريخ كورية شمالية مرارا فوقها، اجتماعا لمجلس الأمن على المستوى الوزاري في 15 ديسمبر يخصص لبحث ملف كوريا الشمالية وبرامجها العسكرية.

وفي سياق رحلته الآسيوية، التقى فيلتمان أمس الأول في بكين نائب وزير الخارجية الصيني لي باودونغ.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية غينغ شوانغ ان المسؤولين «تبادلا وجهات النظر حول مواضيع ذات اهتمام مشترك» موضحا ان الصين دعت الأمم المتحدة الى «لعب دور بناء في حل المسألة النووية في شبه الجزيرة».

وتؤكد بكين، الداعم الاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، التزامها بتطبيق عقوبات الدولية المفروضة على بيونغ يانغ لكن واشنطن تدعوها إلى تشديد الضغط على بيونج يانج من خلال فرض حظر نفطي عليها.

وبعد عملية إطلاق الصاروخ الجديدة التي قام بها الشمال الأسبوع الماضي، عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بدون إقرار عقوبات جديدة مثلما حصل إثر التجارب الصاروخية السابقة أو التجربة النووية التي جرت خلال الصيف.

وتفرض الأمم المتحدة ثماني مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية تحظر بصورة خاصة استيراد الفحم والحديد ومنتجات النسيج والصيد من هذه الدولة كما تحظر إقامة شركات مع كوريين شماليين وتوظيف مواطنين من كوريا الشمالية خارج بلادهم.

والهدف هو إرغام بيونج يانج على الدخول في مفاوضات حول برامجها للأسلحة التقليدية والنووية.

ونصت المجموعة الأخيرة من العقوبات أيضا على الحد من إمدادات النفط للشمال.