1180115
1180115
مرايا

تحتوي على العديد منها رحلة إلى جزيرة الدمى المشوهة في المكسيك

06 ديسمبر 2017
06 ديسمبر 2017

تجذب جزيرة شوتشيميلكو الواقعة في مدينة مكسيكو سيتي السياح من جميع أنحاء العالم إليها لما تمتاز به من طقوس فريدة من نوعها تتمثل -بحسب اعتقادهم- في تعليق الدمى المشوهة على الأشجار لطرد الأرواح الشريرة.

وبحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فإن كلمة كلمة شوتشيميلكو تعني “حقل الزهور” في لغة ناهواتل، وهي لغة قبائل الآزتيك، ولا يزال هذا الاسم ينطبق على المنطقة على الرغم من ابتلاع المولوخ منذ فترة طويلة للقنوات والحدائق، وقد تم إدراج هذه المنطقة مع وسط المدينة ذات الطابع الاستعماري ومعابد الآزتيك ضمن قائمة التراث العالمي للحفاظ عليها، وتعتبر هذه القنوات بقايا البحيرات الخمسة، والتي شكلت فيما بينها بحرا داخليا، وتظهر المناطق الريفية خلف هذه القنوات، وينتشر الورد والزنابق المائية فوق سطح الماء، وتعد هذه المنطقة بمثابة واحة لسكان مدينة مكسيكو سيتي البالغ عددهم 23 مليون نسمة.

وخلال القرن الماضي كان يمكن للسياح السفر من هنا إلى وسط المدينة بواسطة البواخر، ولكن مع مرور الوقت لم يتبقى من القنوات، التي كان يبلغ طولها حوالي 1000 كلم سوى 188 كلم، ولا يزيد عمقها عن بضعة أمتار، بالإضافة إلى انخفاض مستوى المياه الجوفية، ولذلك فإن منظمة اليونيسكو قد صنفت هذه المنطقة بأنها “معرضة لخطر كبير”، ويتم تطهير القنوات وتجريفها باستمرار للحفاظ عليها.

وبعد الإبحار بالقارب لمدة ساعة انعطف سيرانو إلى أكبر قناة، والتي تعرف باسم أباتلاكو، وبعد ذلك تمت مواصلة المسير حتى ظهرت جزيرة صغيرة أمام السياح والمحاطة بسياج، وظهرت بعض الدمى الرثة المعلقة على البوابة وعلى الأغصان وفروع الأشجار، وبعض هذه الدمى مشوه أو بأطراف ملتوية، وأشار سيرانو قائلا: “إنها جزيرة لاس مونيكاس”.

جثة فتاة غارقة

وقد كانت هذه الجزيرة تخص دون جوليان، والذي استغل الجزيرة وزرع بها الخضروات وصاد الأسماك وطارد الحيوانات، ويغادر الجزيرة مرة أو مرتين في السنة، وفي أحد أيام عام 1950 انقلب قارب تراجينيرا وبه حوالي 20 فتاة، وتعرضت فتاتان للغرق، وبعد أسبوع ظهرت جثة إحداهما على جزيرة دون جوليان.

ومنذ ذلك اليوم وجد دون جوليان دمى متحركة وقال إنه بدأ يشعر أنه مراقب من قبل روح الفتاة الميتة، وخاصة أثناء الليل، وهنا قرر دون جوليان تعليق الدمى لطرد الأرواح ولجلب المزيد من الزوار، الذين يأتون بالدمى الخاصة بهم، ثم يقوم دون جوليان بتعليقها إلى أن وافته المنية في 2001، وبعد ذلك واصل ابن أخيه أناستاسيو سانتانا هذا التقليد.

وخلال رحلة العودة يشاهد السياح الزوارق البخارية، حيث تظهر عائلة كبيرة على أحد قوارب تراجينيرا وهي تعد حفلة شواء، بينما يظهر على قارب آخر فرقة موسيقية في سترات بيضاء، ويعتبر يوم الأحد من أفضل الأيام للانطلاق في هذه الرحلة في ظل أجواء الطقس المناسب، حيث تنطلق مواكب القوارب، التي لا نهاية لها، في القنوات، وتنطلق القوارب الصغيرة مسرعة بين القوارب الكبيرة، وفي خضم هذه الرحلة الرائعة ينعم السياح ببعض المشروبات المنعشة.