1172298
1172298
مرايا

المجالس الاستشارية الطلابية تعزز دورها في العملية التعليمية

29 نوفمبر 2017
29 نوفمبر 2017

لمتابعة قضاياهم وتوعيتهم وحل مشكلاتهم -

استطلاع- تيمورة الغاوية -

إشراك الطالب الجامعي في تحسين وتطوير العملية التعليمية والبحثية والخدمات المقدمة للطلبة داخل الحرم الجامعي، ومتابعة قضايا الطلبة وتوعيتهم والمحافظة على منجزاتهم، وحل مشكلاتهم، والعمل على رفع مستوى النشاط الطلابي وترسيخ قيم العمل التطوعي، من الأهداف التي سعت وزارة التعليم العالي لتحقيقها من خلال إنشاء المجالس الاستشارية الطلابية في المؤسسات الحكومية والخاصة بالسلطنة. فمع انقضاء الفترتين الأولى والثانية من المجالس، أثبت الطالب الجامعي قدرته على تحقيق تلك الأهداف، وأصبحت مساهماته في الارتقاء بالصرح العلمي ملموسة، والدليل على ذلك تشكيل المجلس الاستشاري في المؤسسات لفترته الثالثة، والذي لاقى إقبالًا كبيرًا من الطلبة، على عكس السنوات الماضية. ويدل ذلك كله على وعي الطالب بأهمية المجلس الاستشاري، ودوره القائم داخل وخارج المؤسسة، بما يعود بالنفع على الطالب الجامعي أولًا ثم على جميع المنتسبين للمؤسسة، والمؤسسة ذاتها. خلال هذا الاستطلاع، تحاورنا مع بعض الطلبة المنتسبين للمجلس خلال الفترات السابقة لمعرفة مدى فاعلية المجالس، والإضافات التي أضافتها لهم المجالس خلال تلك الفترات.

رؤى طلابية

يقول صالح بن أحمد الطوقي، رئيس المجلس الاستشاري الطلابي بكلية العلوم الشرعية في العام الأكاديمي 2016/‏‏2017م: «الدافع من الخوض في تجربة المجلس هي لتنمية مهاراتي وقدراتي لا سيما في القيادة، فمن وجهة نظري أرى بأن المجلس الاستشاري يتيح للطالب الفرصة للتعرف على كافة الإداريين في الكلية وطبيعة عملهم واختصاصاتهم . أيضا رغبتي في خدمة طلاب العلم الشرعي الشريف فما أشرفها من عبادة». وقد سعى الطوقي إلى مجموعة من الأهداف منها غرس أهمية المجلس في نفوس الطلاب، وكسب ثقة الطلاب ومعرفة أساسيات الإدارة والقيادة، والتي تحققت الكثير منها كما ذكر ذلك.

أما عن الأمور التي اكتسبها خلال فترة تواجده في المجلس قال: «خلال تلك الفترة كسبت ثقة وحب الطلاب، واستطعت تنمية مهاراتي في القيادة بالإضافة إلى أنني تعلمت كيفية التعامل مع مختلف الطبائع والأجناس». ويرى صالح بأنه لا يوجد أي فرق بين الفترات الماضية من المجالس سوى تغير الطلبة، فالأهداف ذاتها، والقواعد نفسها، كما أنه يرى أن الفترة القادمة من المجلس ستكون كسابقتها.

إنجازات

حنين بنت سعيد السعدية، رئيسة المجلس الطلابي بجامعة الشرقية في الفترة الأولى، قالت عن مشاركتها: «الدافع لمشاركتي في المجلس كان رغبتي في تحسين الوضع الجامعي للطلبة، وإيصال رسالتهم بطريقة مباشرة لذوي الاختصاص والمسؤولين. أما عن الأهداف فقد كانت كثيرة، حققنا البعض منها وسعينا للبعض الآخر». وقالت السعدية أنها اكتسبت روح العمل والمبادرة من مشاركتها في المجلس. بالإضافة إلى مفاهيم القيادة والمسؤولية، وكيفية التعامل مع العديد من الإشكاليات في مختلف الأوقات والأوضاع.

وعن ما تحقق خلال الفترة الأولى للمجلس قالت: «ما حققناه كان ثمرة جهد وتعب مجلس متكامل، عملنا على تغيير بعض من القوانين والأنظمة المعمول بها في الجامعة بما يتناسب. كذلك أقمنا ملتقى للمجالس الاستشارية، والذي يعتبر الأول على مستوى مؤسسات التعليم العالي. كما أشرفنا على العديد من الفعاليات المهمة على المستوى الجامعي، وساهمنا في مساعدة الطلبة لحل مشاكلهم الأكاديمية والإدارية، وغيرها من الإنجازات».

إيجابيات وتطلعات

أما أمل بنت أحمد الزيدية، عضوة في اللجنة الأكاديمية بالمجلس الاستشاري الطلابي بكلية العلوم التطبيقية بعبري للعام الأكاديمي 2016/‏‏2017م، فتقول: «دفعني للمشاركة في المجلس عندما أيقنت بأن المجلس الطلابي عبارة عن فكرة جديدة وملائمة لخدمة الطلبة، ولما فيه من إيجابيات في مجال الثقة بالنفس وتقوية الشخصية. ومن خلال مشاركتي في المجلس استطعت بالتعاون مع الأعضاء الآخرون في حل المشكلات الطلابية الأكاديمية كانت أو الخدمية وغيرها، وذلك من خلال طرحها على إدارة الكلية أو المعنين في الأمر، أيضا استطعت التعرف على نخبة جديدة من الطلبة المتميزين في الكلية وهم أعضاء المجلس واستطعنا تبادل الخبرات فيما بيننا».

وتضيف الزيدية بأنها لم تجد الكثير من الاختلاف بين الفترتين السابقتين من المجلس خاصة في صلاحيات المجلس، ولكنها ترى بأن اختلاف الهيكلة الإدارية قد تحدث الفرق فهي تحدد كمية الإنجازات التي تم تحقيقها خلال تلك الفترة، وأخيرا قالت الزيدية: «رسالتي لجميع الطلبة بأن يكونوا على قدر الثقة المعطاة لهم من قبل الطلبة، وأن يسعوا ويجتهدوا لتحقيق ما تبتغيه المصلحة العامة عوضًا عن تحقيق مطالبهم الشخصية».

الفترات السابقة للمجالس

يعرب بن عمر البطاشي، نائب رئيس المجلس الطلابي بالكلية التقنية بإبراء في الفترة الأولى، ورئيس المجلس للفترة الثانية، ذكر بأن دافعه للمشاركة في المجلس الاستشاري هو رغبته في إيصال صوت الطالب إلى إدارة المؤسسة الملتحق فيها وأن يعرف ماله من حقوق وواجبات. وأضاف أيضا: «لدي رغبة للمساهمة في تعزيز ثقافة النقد البناء والتي تجعل الطالب مشاركا في عملية البناء والتطوير. وخلال إنظمامي للمجلس طمحت للعديد من الأهداف على المستويين الشخصي مثل الإلمام بالصفات القيادية وتنظيم الوقت وجدولة الأعمال، وعلى مستوى المؤسسة مثل إيجاد الحلول وإبداء الرأي والمقترحات لما فيه مصلحة على الجميع».

وعما اكتسبه خلال الفترتين السابقتين، قال البطاشي: «اكتسبت العديد من المهارات القيادية من خلال بعض الدورات والورش التدريبية التي أقامتها المؤسسة بشكل خاص، أو المؤسسات الأخرى، مما انعكس ذلك إيجابا على شخصية أعضاء المجلس، مما أعطانا الإمكانية لتحقيق العديد من الإنجازات خلال تلك الفترة، مثال عليها إيجاد حلول لمشاكل التسجيل الإلكتروني، وبعض المشاكل الخدمية والأكاديمية».

أما عن الاختلاف في الفترتين، فقد قال: «لكل فترة ميزة خاصة بحيث أنه كان للفترة الأولى شرف الترشح لأول مرة فقاموا بتهيئة المجلس لمن بعدهم. كما أن المجلس خلال الفترة الأولى كان الجهد متركزا على تحديد صلاحياته ونواحيه وأهدافه والتعريف به. أما عن الفترة الثانية فقد تم التمهيد لها وعمل كل الأساسيات من أجلها فما عليهم سوى وضع النقاط على الحروف، والبدء بالعمل الفعلي. ومن وجهة نظري، فأن الفترة الثالثة ستكون الأهداف والرؤية واضحة بحيث تكون فاعلية المجلس أعم وأشمل من الفترتين السابقتين».

وأخيرًا قال يعرب: «كلنا وجدنا لنصنع التغيير، وأن نضع البدائل، ونبدئ المقترحات والحلول، ولكوننا أعضاء للمجلس يجب أن لا يأخذنا الحماس للرغبة في حل المشاكل في لحظتها، بل يجب أن نتريث وأن نعطي الثقة للمؤسسة بأنها ستصنع التغيير في الوقت المناسب من أجل مصلحة الطالب. كما توجد مشاكل يكون حلها في آنها، إلا أن البعض قد يحتاج لفترة طويلة للوصول للحل المناسب له، وهذا ما يجب أن يأخذه الطالب في عين الاعتبار. مع ذلك لابد أن نعمل بجد ونخلص الأمانة التي كلفنا من أجلها، ولا ننظر للمصالح الشخصية مهما كانت، فالمصلحة العامة أولى».

المجلس الطلابي خارج السلطنة

الغيث بن عبدالله الحارثي، طالب بجامعة مانشستر متروبوليتان، رئيس المجلس الاستشاري الطلابي العماني في المملكة المتحدة لعام 2017 ورئيس اللجنة الإعلامية بالمجلس عام 2016م، يقول: «هناك عدد من الأهداف التي راودتني قبل الانخراط في العمل الطلابي، والتي تتضمن تحقيق مبدأ العمل التطوعي وجعل هذا المبدأ احد الركائز الأساسية لشخصيتي. ثانيا: السعي لتقديم المساعدة والعون للطلبة العمانيين في المملكة المتحدة. ثالثا: خلق مجتمع عماني متماسك في المملكة المتحدة. جميع هذه الأهداف تحقق شيئا فشيئا حيث إنها أهداف عامة وشاملة وتتطلب الجهد والتكاتف المناسبين لتحقيقها».

وذكر الحارثي مجموعة من القيم والمبادئ والمهارات التي اكتسبها خلال مشاركته في المجلس الاستشاري منها العمل الطلابي والتطوعي بشكل عام، حيث قال إن ذلك يسهم في صقل شخصية الفرد في كثير من النواحي، الاجتماعية والثقافية والإدارية وحتى العلمية. وأضاف أن أبرز القدرات التي تطورت في شخصيته خلال تلك الفترة هي متعلقة بالنواحي الاجتماعية والإدارية، مثل العمل في فريق ومهارات التواصل وتنظيم الوقت.

وعن الفترات السابقة للمجلس الاستشاري قال: «بعد تأسيس المجلس في عام ٢٠١٢، أتصور ان السنوات الأولى كانت سنوات تأسيسية تطلبت جهود جبارة تثبيت ركائز المجلس وكسب ثقة الطلبة والجمعيات الطلابية، نحن الآن في الدورة الرابعة نلاقي تعاون منقطع النظير من الجمعيات الطلابية والطلبة في المملكة المتحدة في سبيل إنجاح مختلف الفعاليات والإصدارات التي تنجز من خلال منصة المجلس، كذلك ان للمجلس الدور الكبير في تنظيم بعض من فعاليات الجمعيات الطلابية المنتسبة له ودعمها ماديا ومعنويا».

وأضاف على ذلك: «إن للمجلس العديد من الأدوار والمهام التي تتمحور جميعها حول الطالب المبتعث في المملكة المتحدة، تتضمن مساعدة الطلبة في تسيير الأمور الاجتماعية، وتقديم النصائح لهم سواء في المجال الاجتماعي وحتى الأكاديمي، كما ان للمجلس الدور الفاعل في تثمين أعمال الطلبة في مختلف المجالات وذلك من خلال إقامة الفعاليات والمسابقات ذات الصلة، والتي يتم التنسيق لها من خلال خطة توضع في بداية العام. كذلك، يقوم المجلس بتنظيم عمل الجمعيات الطلابية المنتسبة له والتي يصل عددها إلى ٢٤ جمعية في مختلف المدن البريطانية، من خلال التنسيق لعمل الفعاليات والمسابقات التي من شأنها ان تحفز الطلبة للمشاركة في المجالات الأدبية والثقافية والعلمية والفنية وكذلك الرياضية. كسالف الذكر، من المهم جدا السعي لإنشاء مجتمع عماني متماسك في المملكة المتحدة يسعى لتعزيز المواهب والقدرات العمانية في المملكة المتحدة».

كما وضح الغيث بأنه لا ينوي الترشح من جديد للانضمام للمجلس الاستشاري حيث ذكر بأن العمل في المجلس له طعم خاص وإحساس جميل، ولكنه لا يفكر في الترشح مرة أخرى لسببين، الأول شخصي والآخر أنه إنسان مغامر، ويؤكد أن الوقت قد حان بالنسبة له لخوض مغامرة أخرى مختلفة.

وختم الحارثي حديثه قائلا: «رسالتي ستتمثل في عبارات تشجيع للطلبة الشباب لخوض غمار هذه التجربة الفريدة، لما لها من الأثر البليغ في صقل شخصية الفرد، ولما لها من لذة تتمثل في العطاء اللامتناهي. تجارب كهذه ليست بالبسيطة، والعمل بها يتطلب الجهد والثبات، كما أود ان أشير الى أن في العمل الجماعي وتوزيع الأدوار الأثر الكبير في تحديد مسار العمل».