سيول ترصد أنشطة تشير إلى احتمال قيام بيونج يانج بتجربة صاروخية

محاكمة الرئيسة السابقة لكوريا الجنوبية غيابيا -

سيول - (أ ف ب - العمانية) - أكدت سيول أمس أنها رصدت مؤشرات على أنشطة غير معتادة في كوريا الشمالية وذلك اثر تقارير أشارت إلى أن بيونج يانج قد تكون تحضر لتجربة صاروخ بالستي.

وتثير كوريا الشمالية قلق الأسرة الدولية جراء برنامجيها البالستي والنووي.

لكنها لم تجر أي تجربة منذ 15 سبتمبر ما يوحي بأن العقوبات الدولية المفروضة عليها بدأت تؤتي ثمارها.

لكن وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» نقلت عن مصدر حكومي قوله انه تم تشغيل رادار لتتبع مسارات الصواريخ الاثنين في قاعدة كورية شمالية غير محددة بينما رصد تكثيف لأنشطة الاتصالات.

وأكد المصدر أنه «تم رصد تحركات نشيطة في قاعدة صواريخ كورية شمالية».

لكنه أضاف ان «إشارات مثل تلك التي سجلت أمس الأول ترصد باستمرار»، مؤكدا انه «علينا مراقبة الوضع لفترة أطول لنحدد ما اذا كان الشمال يستعد لتجربة صاروخية او لتدريباته الشتوية التي تبدأ بعد غد».

وأكد وزير التوحيد الكوري الجنوبي شو ميونج-جيون «انه تم تسجيل حركة لافتة في الشمال في الآونة الاخيرة» لكنه أشار إلى انه على حكومة سيول ان «تنتظر لمعرفة ما اذا ستؤدي تلك الحركة إلى تجربة صاروخية فعلية او استفزاز».

وقال الوزير الكوري الجنوبي لمراسلين أجانب انه إلى جانب التحركات الاخيرة، كانت بيونج يانج تقوم ايضا بتجارب مختلفة على وقود ومحركات حتى خلال فترة توقف التجارب.

من جهتها، نقلت وكالة الانباء اليابانية كيودو عن مصادر قولها ان حكومة طوكيو في حالة تأهب بعدما رصدت إشارات لاسلكية تشير إلى أن كوريا الشمالية قد تكون تحضر لتجربة صاروخية.

وقال أحد المصادر للوكالة: إن «كوريا الشمالية قد تطلق صاروخا في الايام القليلة المقبلة».

لكن المصادر اليابانية قالت ايضا أن صور الأقمار الاصطناعية لم تظهر نقل اي منصة لإطلاق صواريخ، وان تلك المؤشرات قد تفسر بتدريبات شتوية يقوم بها الجيش الكوري الشمالي.

وقام الزعيم الكوري الشمالي كيم جون اون بزيارة مزرعة اسماك في شمال شرق بيونج يانج كما قالت وسائل إعلام رسمية أمس في احدث نشاط اقتصادي له تزامنا مع توقف تجارب الأسلحة.

وفي سبتمبر أجرت كوريا الشمالية تجربتها النووية السادسة وكانت الأقوى لها كما قامت بتجربة صاروخ بالستي فوق اليابان.

وقال الوزير الكوري الجنوبي: إن وتيرة أنشطة كوريا الشمالية تسجل تراجعا إجمالا خلال الشتاء.

وقال شو «اذا قامت باستفزاز، فسيكون على كوريا الشمالية وضع جيشها في حالة تأهب، لكنها تحتاج معظم قواتها للقيام بأعمال يدوية تحضيرا لفصل الشتاء».

والأسباب الأخرى وراء توقف بيونج يانج عن التجارب، قد تكون ان كوريا الشمالية بحاجة للمزيد من الوقت لتطوير برنامجها الصاروخي بتكنولوجيا جديدة كما أضاف الوزير الكوري الجنوبي مشيرا الى احتمال أيضا ان يكون الزعيم الكوري الشمالي يركز على تعزيز الاقتصاد.

وكانت كوريا الشمالية أجرت تجربة على صاروخ بالستي عابر للقارات يبدو ان مداه يصل الى الاراضي الامريكية.

والعامل الآخر قد يكون ان كوريا الشمالية تمارس ضبط النفس نظرا إلى التدريبات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن والتي تحشد طاقات استراتيجية أمريكية مختلفة كما أضاف الوزير. لكن من المتوقع ان تتزايد حدة التوتر مجددا مع إطلاق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية تدريبات جوية واسعة النطاق الاثنين في عرض قوة جديد في مواجهة بيونج يانج.

والتدريبات التي ستستمر لخمسة ايام تشمل 12 ألف عنصر أمريكي وعددا غير محدد من الجيش الكوري الجنوبي إلى جانب اكثر من 230 طائرة تشمل مقاتلات اف-22 وأسلحة كبرى في قواعد عسكرية أمريكية وكورية جنوبية.

وتندد بيونج يانج بشكل روتيني بمثل هذه التدريبات وتعتبرها بمثابة إعلان حرب.

والاسبوع الماضي كشفت الولايات المتحدة عن عقوبات جديدة تستهدف 13 شركة وكيانا كوريا شماليا وصينيا وخصوصا في قطاعي النقل البحري والتجارة لتكثيف الضغوط على الطموحات النووية لكوريا الشمالية.

ونددت بيونج يانج الاربعاء الماضي بهذه الخطوة باعتبارها «استفزازا خطيرا» محذرة من أن العقوبات لن تنجح.

قضائيا أقرت محكمة سول المركزية أمس إجراء جلسات محاكمة غيابية ضد الرئيسة السابقة بارك كون هيه نتيجة رفضها الحضور.

وقد رفضت بارك أمس الأول حضور جلسة المحاكمة لأسباب صحية.

وأشارت المحكمة إلى أنها أتاحت للرئيسة السابقة فرصة الدراسة المتأنية حول إمكانية إجراء جلسات محاكمة غيابية لها، مع وجود صعوبات في ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها، غير أن بارك لم تحضر جلسة المحاكمة أمس.

يذكر أن الرئيسة السابقة رفضت طلب اللقاء من المحامين العامين الجدد، وأبدت موقفا مقاطعا لجميع المراحل الخاصة بمحاكمتها، ويبدو أنها ستغيب عن جلسات المحاكمة المتبقية.

ومن المرجح أن تجري جلسات المحاكمة الغيابية إلى حين إصدار الحكم على بارك.