1171632
1171632
عمان اليوم

«تجربتي في الابتعاث» مبادرة شبابية تخدم أبناء السلطنة المغتربين

28 نوفمبر 2017
28 نوفمبر 2017

تعريف طلبة دبلوم التعليم بالابتعاث الخارجي -

كتب- محمد الصبحي -

أنهت «مبادرة تجربتي في الابتعاث» نسختها الرابعة هذا العام، والتي تعد إحدى المبادرات الشبابية الواعدة على الساحة المحلية، أطلقتها الجمعية العمانية بولاية كوينزلاند الأسترالية في عام 2014م، وتستهدف الطلبة العمانيين من خريجي الدبلوم العام، وكذلك الطلبة الراغبين في استكمال مشوارهم الدراسي خارج السلطنة في مرحلة الدراسات العليا. فازت «تجربتي في الابتعاث» بجائزة اللجنة الوطنية للشباب 2017م في «فئة المبادرات»، وذلك في حفل يوم الشباب العماني 2017م والذي نظمته اللجنة الوطنية للشباب مؤخرا.

وقال هلال بن مظفر الريامي خريج بكالوريوس تقنية المعلومات من جامعة كوينزلاند الأسترالية- صاحب فكرة ومؤسس المبادرة ورئيس سابق للجمعية العمانية بولاية كوينزلاند: مبادرة «تجربتي في الابتعاث» هي منصة حوار وتبادل للتجارب والمعلومات حول الدراسة في الخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، وكذلك عبر تنظيم لقاءات وفعاليات ميدانية في السلطنة خلال فترات إجازات الطلبة. وذلك بهدف ربط الطلبة العمانيين الراغبين بالدراسة خارج السلطنة بزملائهم الطلبة المتواجدين فعليا على مقاعد الدارسة في مختلف جامعات العالم أو الخريجين منها، لتكون تلك التجارب مرشدا للطلبة الجدد في مواجهة تحديات الغربة وكيفية التعامل والتعايش مع ثقافة وأنظمة المجتمع الجديد.

مضمون

وأضاف هلال الريامي: على الرغم من تركيز المبادرة على طلبة الدبلوم العام، لكنها تتيح - في كثير من حلقات العمل التي تنفذها - الفرصة للطلبة الراغبين في إكمال مرحلة الدراسات العليا خارج السلطنة للحضور والمشاركة والاستفادة، وخصوصا أن الكثير منهم يسافر لأول مرة للدراسة خارج أرض الوطن، المبادرة في مضمونها تقدم خدماتها لكافة الطلبة بكافة أعمارهم وتوجهاتهم الدراسية؛ لاكتساب مخزون معرفي كاف؛ ليكونوا قادرين على مواجهة تحدي الغربة والاستفادة بشكل أكبر من تجربة الابتعاث. إضافة لإعطاء الطلبة المبتعثين -المشاركين والمنظمين لفعاليات المبادرة- فرصة لمشاركة تجاربهم وتطوير مهاراتهم في التواصل والقيادة والتنظيم عبر إفادة زملائهم الجدد.

تثقيف

من جانبه قال هيثم بن سليمان امبوسعيدي -خريج بكالوريوس هندسة كيميائية من جامعة توكاي اليابانية- رئيس اللجنة التنفيذية بالمبادرة: تنشط المبادرة على مدار العام الأكاديمي عبر ثلاث مراحل رئيسية هي التثقيف، والتنفيذ، والمتابعة. تبدأ المرحلة الأولى وهي «مرحلة التثقيف» قبل فترة بدء تسجيل الرغبات بمركز القبول الموحد، حيث يتم تعريف طلبة التعليم العام بالابتعاث الخارجي وما هو المردود المعرفي والإنساني الذي يعود على الطالب المبتعث والتحديات التي قد تواجه مستقبلا حتى يكون لدى الطالب وعي كاف بماهية الابتعاث قبل اتخاذه قرار الدراسة بالخارج. حيث تنظم المبادرة العديد من المحاضرات وحلقات العمل في مختلف المناطق التعليمية بالسلطنة، وذلك بالتنسيق مع المركز الوطني للتوجيه المهني بوزارة التربية والتعليم، إلى جانب المشاركة في معارض التعليم كمعرض جيدكس.

تنفيذ

وأشار مروان بن خليفة الفاخري - طالب بكالوريوس هندسة مدنية بجامعية كوينزلاند الأسترالية- رئيس لجنة التواصل بالمبادرة إلى أن «مرحلة التنفيذ» فهي تنطلق بعد فتح باب تعديل الرغبات النهائية بنظام القبول الموحد، وتتضمن تنظيم حلقات نقاشية عبر تويتر، والتي يديرها طلبة مبتعثون من الجمعيات الطلابية العمانية حول العالم، وفق جدول محدد المواعيد لكل جهة ابتعاث، بحيث يستطيع الطالب المقبل على الابتعاث التعرف على بلدان الابتعاث المختلفة ويحصل على المعلومة الدقيقة من المبتعثين المتواجدين في تلك الدول عبر هاشتاج المبادرة. هذه المرحلة تعين الطالب الجديد على بناء قراره النهائي في الابتعاث واختيار جهة الابتعاث التي تناسب تخصصه وميوله.

متابعة

وأوضح جمال بن سالم الحربي - طالب بكالوريوس هندسة ميكانيكية بجامعة موناش الأسترالية- رئيس اللجنة الإعلامية بالمبادرة أنه بعد أن يكون الطالب قد حدد وجهة ابتعاثه، تنطلق مرحلة المتابعة والتي يستمر من خلالها أعضاء المبادرة في تقديم المساعدة للطالب الجديد قبل وبعد وصوله إلى بلد الدراسة، وذلك من خلال توجيه الطالب لجهة التواصل الصحيحة حسب نوعية استفساراته، وكذلك إنشاء مجموعات واتساب لكل جهة ابتعاث، يديرها طلبة يدرسون في تلك الجهات، على سبيل المثال مجموعة للطلبة المبتعثين لبريطانيا، ومجموعة للطلبة المبتعثين للولايات المتحدة وهكذا. حيث يتمكن الطلبة الجدد من التعارف والتواصل وتبادل المعلومات وطرح استفساراتهم على زملائهم ممن كان لهم تجربة الدراسة في تلك الدولة، كما يتم تنشر ملفات الأسئلة الشائعة وإجاباتها في هذه المجموعات. الأمر الذي يشعر الطلبة وأولياء أمورهم بالارتياح والطمأنينة قبل وبعد الوصول لبلد الدراسة. ولله الحمد شارك في المرحلة الثالثة للعام الأكاديمي الحالي ما يزيد عن 1200 طالب وطالبة مبتعثين لجهات مختلفة حول العالم. وما يقارب 89 طالبا وطالبة مشرف لمجموعات الواتساب، وهو ما يثبت نجاح المبادرة وتطورها من عام لآخر، ومدى تفاعل واستفادة الطلبة من فعالياتها وخدماتها.

تعاون جديد

في هذا العام عززت «مبادرة تجربتي في الابتعاث» حضورها في خدمة الطلبة المبتعثين بالخارج وأنشطتهم، وذلك من خلال تعاونها مع النسخة الثالثة من «جائزة سفراء عمان» وهي مسابقة سنوية مخصصة للطلبة العمانيين الدارسين خارج السلطنة أطلقها المجلس الاستشاري الطلابي العماني بالمملكة المتحدة بالتعاون مع الملحقية الثقافية العمانية بلندن في العام 2015م، وذلك بهدف تعزيز دور الطالب العماني الذي هو بأفعاله وأقواله سفيرا للسلطنة يعكس هوية شعبها وثقافتها الأصيلة وتاريخها العريق في الخارج.

وعن طبيعة التعاون بين المبادرة وجائزة سفراء عمان ومردوده على الجهتين أكد ماجد بن خلفان الوشاحي - خريج بكالوريوس هندسة كيميائية وطاقة من جامعة ليدز البريطانية- عضو اللجنة المنظمة لجائزة سفراء عمان قائلا: ساهمت مبادرة تجربتي في الابتعاث في توسّيع وتنويع نطاق المشاركات التي تردنا كلجنة منظمة لجائزة سفراء عُمان إلى أكثر من ١٤دولة من دول الابتعاث، حيثُ نتج عن هذا التعاون في النسخة الثالثة، تطوير الجائزة لتشمل جميع الطلبة العمانيين المبتعثين إلى شتى أقطار العالم ، كما تم تطوير الجائزة من ناحية مجالات الاختصاص وآليات التقييم من قبل لجان مختصة لتنظيم الجائزة، وعلى أثر هذا التطور تم تحقيق الأهداف الأولية للجائزة ومن ضمنها منح التشجيع والتقدير للطلبة المبتعثين والمبدعين في كافة أقطار العالم وعدم قصرها على جهة ابتعاث دون أخرى، إضافة لنشر ثقافة الإجادة بين الجمعيات الطلابية خارج السلطنة والمنتسبين إليها.

وأضاف الوشاحي: مبادرة تجربتي في الابتعاث ومن خلال حلقات العمل التي تم إقامتها في السلطنة، أسهمت في إيصال وتوضيح أهداف الجائزة للطلبة حديثي الابتعاث، حيثُ أتضح ذلك من خلال ارتفاع جودة الأداء والأعمال المشارك بها في النسخة الحالية من جائزة سفراء عمان 2017م.

مشاركات واستفادة

وأشار إدريس بن عبد اللطيف البلوشي- طالب بكالوريوس هندسة كهربائية بجامعة فيينا للتكنولوجيا- عضو اللجنة التنفيذية بالمبادرة: انضمامي للمبادرة كان بهدف أن أكون من المساهمين في إيصال تجربتي كطالب مبتعث لزملائي المبتعثين الجدد بصورة أوضح ليكونوا على أتم الاستعداد لخوض تجربة للابتعاث مستقبلا. ودوري مع زملائي في فريق اللجنة التنفيذية للمبادرة هو التنسيق والتنظيم لكل مراحل المبادرة وعلى وجه الخصوص الحلقات التفاعلية. ويضيف البلوشي: لم تقتصر الاستفادة من المبادرة على الطلاب الجدد المقبلين على الابتعاث فقط، لكن الواقع أن الاستفادة شملتنا أيضا نحن كمنظمين من خلال تطوير مهاراتنا كالعمل في مجموعة والتخطيط والتنظيم الصحيح، وأيضا تبادل تجاربنا وخبراتنا مع زملائنا المبتعثين في دول الابتعاث الأخرى.

وهذا ما يؤيده زميله المهند بن سيف الجلنداني- طالب بكالوريوس طب بالكلية الملكية للجراحين بإيرلندا- عضو اللجنة الإعلامية بالمبادرة: يأتي انضمامي لأسرة مبادرة تجربتي في الابتعاث رغبة مني في إيصال فكرة الابتعاث وتوضيح كل ما يتعلق بها لطلبة الدبلوم العام وكذلك أولياء أمورهم، وتزويدهم بالمعلومات التي قد تفيدهم في حياتهم الدراسية القادمة. انضمامي للمبادرة أكسبني العديد من مهارات التواصل، وكذلك ساهم في تعرفي على خبرات حياتية وعلمية جديدة من زملائي الطلبة العمانيين المبتعثين لدول العالم الأخرى.