1178391
1178391
عمان اليوم

السلطنة تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف

27 نوفمبر 2017
27 نوفمبر 2017

تضمنت قصيدتين وعرضا مرئيا بعنوان «الإسلام في عمان» -

الأوقاف: الميلاد الأعظم ينشر الاطمئنان والأمان ويستنهض الرحمة كطوق نجاة للبشرية -

كتب: سيف بن سالم الفضيلي -

احتفلت السلطنة مساء أمس بذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم بإقامة برنامج بهذه المناسبة المباركة بالقاعة متعددة الأغراض بكلية العلوم الشرعية بالخوير نظمته وزارة الأوقاف والشؤون الدينية ورعاه معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية وحضره عدد من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة والمشايخ ولفيف من الحضور من مختلف شرائح المجتمع.

بدأ الحفل بتلاوة عطرة للقارئ زكريا بن سالم الهادي، فكلمة الوزارة ألقاها الشيخ سلطان بن سعيد الهنائي المدير العام للوعظ والإرشاد والتي أوضح من خلالها انه عندما تقف البشرية حائرة في قراءة تقلبات واقعها ومضطربة في إدراك مآلات مستقبلها يكون لأمة الإسلام مصادر الثبات واليقين من وحي خالقها وأيامها الفاصلة من تاريخها ومعالم دروبها البينة من الأحداث الكبرى لعظمائها حيث يتكرر الميلاد الأعظم ليبعث الأمل والتفاؤل وينشر الاطمئنان والأمان مجددا الذكرى الخالدة بمولد بشير الإنسانية وروح حياتها الآمنة وسرِ سكينتها الدائمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم صاحب الرسالة العالمية وحامل لواء الرسالية الحضارية التي عبرت مسلكها بتسديد الله تعالى بين ضجيج الجاهلية وصخبها وجرت في الكون البشري المشرف على الوفاة فأعادت إليه الأمل في الحياة وأشرقت بنورها على ظلمات الفتن فوضح درب القاصدين وأمسكت بزمام المبادرة الخيرية فتفاعلت مكونات الوجود مستبشرة بميلاد إنسانية جديدة بمفاهيم الهداية الاختيارية المتساوقة مع الفطرة السوية «فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ».

وقال الهنائي: ألا ما أبلغ حجة الله على عباده حيث اصطفى لهم أكمل البشر أخلاقا وقيما وجعل قدوتهم الأعظم والأفضل والأجدر بتحمل شرف النبوة والرسالة فقد صنع برعاية الله أربعين سنة بين التأمل والتفكر والنظر في خلق الله وبين دراسة واقع الناس وأعرافهم بالمعايشة والمخالطة وبين السير في الأرض ليكتمل المشهد التربوي والتصور الواقعي لطبيعة حياة الناس فكان نعمة الله على خلقه «لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» ولقد أثبت محمد صلى الله عليه وسلم «أن قوة الخلق هي التي تجعل الرجل العظيم ثابتا في مركز تاريخه لا متقلقلا في تواريخ الناس، محدودا بعظائم شخصيته الخالدة لا بمصالح شخصه الفاني، ناظرا في الحياة إلى الوضع الثابت للحقيقة لا إلى الوضع المتغير للمنفعة « لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ » ليشهد كل مسلم ببصيرته أنوار الحق وجمال الخير وتجسُّدَ الأعمال الإنسانية في صورها الخالدة فيستريح إلى الحقائق الأساسية لهذه الحياة ويعبر بهدوء بين عواصف الزمن ومحن الأيام مستشرفا النجاح والفلاح نتيجة لوعيه العقلي وصفائه الروحي.

وأضاف: لا تزال الأحداث المتوالية على البشرية تستدعي التفكير الواعي بالرابطة العقدية الكبرى بين المسلمين حيث تتحقق بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لتستوعب تحت مظلتها الجامعة الجنس الإنساني على السواء «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» ولترسم معالم المؤتلفِ الإنساني لتتقررَ شريعةً حكمتُه السامية في سياسة الإنسانية بالمعروف وإدارةِ علاقاتها بالإحسان وفق المشتركات الإنسانية الكبرى بعيدا عن المثالية المفرطة واستشرافا للخيرية المتحققة بسيادة القيم الحضارية والعدالة الاجتماعية واستنهاضا للرحمة من مكامنها لكونها طوق النجاة للمجتمعات البشرية باسرها فالرحمة تربي على العدل والإنصاف وتؤسس للعطف والمودة وتجمع على التعاون والمحبة وتترجم لمعاني العيش الآمن والسلام الدائم والرحمة يتلاشى معها الظلم والكراهية وتنحسر الفرقة والتشتت وتنتفي الفتن والضغائن ويحرم التعذيب والقتل ولنحتفل بها صفة عظيمة تجسدت فعلا وقولا في نبينا محمد عليه الصلاة والسلام «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ» «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ».

وختم مدير عام الوعظ والإرشاد كلمة الوزارة برفع أسمى تهنئة وأعطرها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- داعين الله جلت قدرته أن يديم عليه عمرا مديدا موفورا بالصحة والعافية وأن يعيد عليه هذه المناسبة بكل يمن وخير ونسأل الله أن يعيد هذه المناسبة على الأمة الإسلامية وهي تنعم في ظلال الأمن والإيمان وتتفيأ مظلة السلم والإسلام وان يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن إنه ولي ذلك والقادر عليه.

تخلل الاحتفال قصيدة حول المناسبة للشاعر يوسف بن عبد القادر الكمالي، وأخرى للشاعر فيصل بن عبدالله الفارسي وفقرة إنشادية أداها المنشد بدر بن ناصر الحارثي.

كما قدم عرض مرئي بعنوان «الإسلام في عمان» حكى عن تاريخ عمان الإسلامي بداية بإسلام أول شخص من عمان وهو الصحابي الجليل مازن بن غضوبة رضي الله عنه وإرسال النبي صلى الله عليه وسلم رسالة إلى ملكي عمان في ذلك الوقت عبد وجيفر ابني الجلندى المعوليين، ودخول أهل عمان إلى الإسلام طواعية دون حرب أو غزو.

كما تطرق العرض الى ما كان من محافظة العمانيين على هذا الدين ونشره في مختلف بقاع الأرض في الصين والهند وشرق آسيا وشرق إفريقيا وتمسكهم بأخلاق وصفات هذا الدين الحنيف وكيف كان لهم الأثر الكبير في تلاحم الشعوب والدول ونشر رسالة المحب والتسامح والتعايش.