العرب والعالم

اليمين المتطرف في ألمانيا مرتاح للأزمة السياسية التي تواجهها ميركل

26 نوفمبر 2017
26 نوفمبر 2017

بوتسدام، (ألمانيا) - (أ ف ب): بعد أن حقق حزب «البديل لألمانيا» انتصارًا تاريخيًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة، يبدي الحزب اليميني المتطرف ارتياحه إلى الأزمة السياسية التي تواجهها المستشارة أنجيلا ميركل العاجزة عن تشكيل حكومة، بحسب ما أكد أحد قادة الحزب. وتباهى نائب رئيس حزب البديل لألمانيا ألكسندر جولاند البالغ 76 عامًا في مقابلة مع وكالة فرانس برس بكون «ميركل في ورطة، وذلك بفضلنا بشكل جزئي».

وقبل أسبوع من انعقاد مؤتمر حزبه في 2 و3 ديسمبر القادم، قال جولاند وهو يحتسي كأسا من النبيذ في مطعم في منطقة بوتسدام في شرق ألمانيا قرب برلين، «انتهى زمنها، نريد أن تغادر (ميركل) الساحة السياسية».

تحت عنوان «ميركل يجب أن ترحل»، تمكن حزب البديل لألمانيا من الاستفادة أكثر من أي حزب آخر من الانتخابات التشريعية التي أجريت في سبتمبر.

وتحوّل الحزب الذي أنشئ عام 2013 والمعارض أصلا للاتحاد الأوروبي، إلى حزب يميني متطرف، مستغلا المخاوف التي أثارها قرار المستشارة عام 2015 استقبال أكثر من مليون طالب لجوء. وحصد الحزب في الانتخابات الأخيرة 12.6 بالمائة من الأصوات حاجزا لنفسه 92 مقعدًا في مجلس النواب في سابقة هي الأولى منذ 1945.

ووعد جولاند بـ«شن حرب على ميركل».

رغم أن المستشارة تصدرت نتائج الانتخابات التشريعية إلا أنها سجلت نتيجةً متواضعةً تاريخيًا. ومذاك تحاول جاهدة تشكيل أكثرية تدعمها في ولايتها الرابعة في مجلس النواب المنقسم بعد دخول «البديل لألمانيا».

ويُعتبر خطر إجراء انتخابات مبكرة فعليًا؛ لأنها قد تؤدي إلى نهاية الحياة السياسية للمستشارة التي تحكم منذ 12 عامًا.

ويبدو جولاند واثقًا بأن البديل لألمانيا سيحقق نتائج أفضل في حال أجريت انتخابات جديدة.

كما أن استطلاعات الرأي تؤكد صوابية رأيه.

وتابع: «ليس من شأننا اتخاذ قرار إجراء انتخابات جديدة.لسنا من الذين يطلبون لكننا مستعدون» و«فوزنا محتمل فيها».

يرتدي جولاند سترة صوفية وربطة عنق خضراء فيبدو كأنه «جدّ بريطاني» محافظ جدًا. ويشكل ثنائيًا غريبًا مع أليس فيدل، موظفة المصرف السابقة.

اعتبرت تصريحات جولاند حول الإسلام والنازية والتمسك بالذاكرة مثيرة للجدل، وتسببت باضطرابات داخل الحزب نفسه وأدت إلى انسحاب شخصية حزبية قيادية هي فروك بيتري. لكن هذا التطرف اثبت نجاحه وخصوصا حين اعتبر أن طالبي اللجوء المسلمين الذين سمحت ميركل باستقبالهم مجرمين أصحاب سوابق. ويوضح المحامي السابق أن لا ندم على شيء لأننا «نعبر عن مخاوف الناس» مضيفًا: «لا نريد أن يتغير البلد إلى حدّ لا يعود بإمكاننا العودة إلى الوراء».

ورغم تسجيل نسبة بطالة منخفضة تاريخيا (5,4% في أكتوبر)، يراقب البديل لألمانيا أيضا الوضع الاجتماعي.

إذ أن شركة «سيمنس» العملاقة أعلنت الأسبوع الماضي إلغاء سبعة آلاف وظيفة في العالم بينها 920 في مقاطعة ساكس في شرق ألمانيا، معقل البديل لألمانيا.

يرى جولاند أن «هذا الأمر قد يساعدنا» مشيرًا بسرور إلى أن حزبه يستقطب المحتجين على الوضع الاجتماعي.

وأكد أن «الناس لا ينتخبون البديل لألمانيا بسبب الأشخاص، ولكن للاحتجاج على ما يحصل» نافيًا أهمية الصراعات بين قادة الحزب نفسه.