1176666
1176666
الرياضية

الشفرة «صفراء» .. واللمسة «رومانية».. ولا عـزاء للبقية !

26 نوفمبر 2017
26 نوفمبر 2017

ياســر المـنــا -

عادت بطولة دوري المحترفين (عمانتل) لتفرض حساباتها مرة أخرى بعد فترة توقف قصيرة ولتزيح الستار عن الجديد في أوراقها وهي تقترب من نهاية الجولة الأولى وكشفت العودة عن طموحات كبيرة وحرص وتركيز أكبر من جانب الفرق في سباق البحث عن النقاط وتعويض ما ضاع في النصف الأول.

ظهرت مؤشرات عديدة في الجولة الماضية تحدثت عن ارتفاع في الأداء والمستويات الفنية المتباينة لجميع الفريق وتظهر مقدرة بعضها على الصمود والارتقاء للقمة وكسب التحديات فيما تبقى من الموسم الذي يستمر فيه بحث الكرة العمانية عن نقلة تؤكد نجاح تجربة دوري الأضواء واكتمال صورة الاحتراف الذي لا يزال البعض يراه بعيدا وان الأمر يتطلب المزيد من العمل والدعم حتى تكون الأندية قادرة على تقديم الأفضل الذي يتساوى مع تلك التي تطبق معايير الاحتراف.

تباين المستوى الفني في المباريات التي أقيمت في يوم واحد كان أشبه بماراثون كروي طويل تقاسمت فيه جميع الفرق طموح الفوز ورغبة تقديم الأداء الأفضل الذي يؤكد حدوث تغيير في الصورة وان القادم سيكون أجمل.

جاءت المباريات تحمل نفس الجنيات السابقة مع ظهور بعض من الندية والسعي الجاد لكسب النقاط وتفادي الخسارة ولم تكن المتغيرات كبيرة بالصورة التي تدعو لتوقع فوارق فنية وتغييرات مهمة في صراع القمة والمؤخرة إلا إذا ما فرضت المستديرة شروطها و أحكامها ولعبت الظروف دورا مهما في إحداث هزة في جدول الترتيب الحالي.

المنافسات الثنائية بين الفرق في المباريات الـ 7 لم تخل من الصعوبات التي ترافق أي مباريات في كرة القدم كالعثرات وظهرت بعض المشاكل لدى فرق بعينها ساعدت منافسيها في كسب النقاط وفرض التفوق خلال التسعين دقيقة.

الفرق الكبيرة وصاحبة الحظوظ في الحصول على البطولة تبدو معروفة دائما وتتضح هويتها بصورة اكبر مع اقتراب نهاية الدور الأول وتتفوق على غيرها لعوامل منطقية وواقعية لكونها تقدم مستويات مختلفة وتعبر عن طموحاتها بعمل فني وإداري كبير يبدأ منذ بداية الموسم والأمر الجيد والمتكرر في كل موسم هو ان عدد الفرق ذات القدرات والإمكانات وفرص النجاح بالصعود لمنصات التتويج يتجاوز الثلاثة فرق على الأقل وهو أمر جيد ويضفي على المنافسة الإثارة والندية والقوة ويضمن حدوث كل عوامل التشويق في المستديرة حتى الأمتار الأخيرة من المنافسة وهذا ما ظل يمثل إحدى إشراقات الكرة العمانية بتعدد الأقطاب.هذه الفرق الكبيرة حتى الآن تبدو صاحبة نفس الحظوظ والفرصة وتمضي من جولة الى أخرى بخطوات واثقة وثابتة تجاه المقدمة وصدارة الترتيب وتملك حتى الآن حسب ما تقدمه من مستويات أدوات وقدرات تمكنها من الاستمرارية القوية وحصد المزيد من النقاط لتنهي مشوار الدور الأول بحصاد جيد يعزز من فرص المنافسة على اللقب.

حافظ فريق السويق على الصدارة بجدارة وابتعد بها خطوة عن أقرب منافسيه الشباب وذلك بعد أن واجه فريق فنجاء الباحث عن عودة قوية على حساب المتصدر وحقق عليه فوزا مهما جعله يبتعد عن مطاردة الشباب بفارق جيد يؤمن له صدارة الدور الأول حتى إذا ما خسر في الجولة المقبلة. الصراع فيما يبدو سيكون ساخنا في الجولة المقبلة والأخيرة بين 7 فرق المقدمة والفرق التي تبحث عن التقدم خطوة للأمام لأن الفارق بينها في النقاط ليس كبيرا وأكثر ما يميز التنافس بين هذه الفرق هو الفارق القليل في النقاط الذي يفصل بينها وتتساوى بعضها في رصيدها مثل ظفار وفنجاء والمضيبي ولكل منها 13 نقطة في المراكز التاسع والعاشر والحادي عشر ثم نادي عمان والسلام ولكليهما 12 نقطة في المركزين الثاني عشر والثالث عشر.

هذه المنافسة بين فرق لا تبدو راضية بما تقدمه حتى الآن ولا موقعها في (جدول) الدوري من شأنها ان تضاعف من الإثارة والقوة في الجولات المقبلة وسيكون التشويق كبيرا للمواجهات المشتركة التي تجمع الفرق الباحثة عن كسب النقاط والابتعاد عن الدخول في حسابات اللعب تحت ضغوط حسابات الهبوط.

الركن الفني: النقاط الكاملة.. رحلة البحث مستمرة -

الحدث البارز في الجولات الثلاث الماضية من دوري عمانتل للمحترفين يتمثل في النتائج التي أسفرت عنها المباريات بالرغم من تباينها في المستويات وما شهدته بعضها من ندية وقوة وصعوبة في الفوز إلا أن عدد حالات الفوز يمر بمنعطف وتأثيرات التعادلات وهذا دليل على أن الفوز لن يكون بالأمر السهل ويتطلب من الفرق بذل المزيد من الجهود ومعالجة الأخطاء والسلبيات حتى تكون قادرة على تجاوز العقبات.

هناك من يضع تراجع عدد حالات الفوز في لعبة كرة القدم في خانة الإيجابيات وإثراء المنافسة الكروية ومنحها الندية والقوة والإثارة التي تميزها عن الألعاب الأخرى وبالتالي إذا ما سار الدوري على نفس نهج الجولة الماضية فهذا يعني أن البطولة في الدور الثاني موعودة بإثارة وندية أكبر وستكون فاتورة الفوز مضاعفة.

وهناك حسبة أخرى بشأن المقارنة بين الانتصارات وحالات التعادل وتدل على أن منافسة الدوري تشهد أيضا بعض الفوارق الفنية وتعاني من التذبذب في المستويات وهو ما يجعل من الصعب التوقع بما يمكن ان يتحقق في أي جولة من الجولات والفرق التي تحقق النتائج الإيجابية في جولة يمكنها ان تتعثر في الجولة المقبلة بالتعادل أو الخسارة.

دائرة الضوء: محمد عمر.. بداية نموذجية ومؤشرات إيجابية -

شكل المدرب المصري محمد عمر حضورا جيدا في أول تجربة له مع دوري الأضواء ونجح في إعادة التوازن لفريق صحم الذي يشرف عليه حاليا عقب تعاقد إدارة النادي معه ليتولى المسؤولية في توقيت صعب كان فيه الفريق يعاني كثيرا ويتذبذب في الأداء والنتائج.

عانى الفريق بشكل واضح مع بداية الموسم الحالي وتراجع مستواه الفني نتيجة التغييرات المستمرة في الجهاز الفني.

تسلم محمد عمر المهمة وهو يدرك ان التحديات ستكون صعبة ويتوجب عليه ان يعيد ترتيب الأوراق رغم اقتراب الدور الأول من نهايته.

ستكون فرصة عمر كبيرة في الدور الثاني إذا ما وفرت له الإدارة فرصة معسكر للفريق في فترة الراحة ليستطيع ان يوفق أوضاع فريقه حسب رؤيته الفنية ويعود للدور الثاني بفريق متكامل وقادر على ان يعود أكثر قوة ويحقق طموحات جماهيره.

يملك محمد عمر تجارب ثرية في مجال التدريب وأشرف على العديد من الفرق الكبيرة في الوطن العربي مثل الوحدات الأردني والمريخ السوداني.

بورصة الأهداف: الرصيد يتجمد.. والمنافسة لا تزال هادئة -

يحافظ مهاجم صحم محمد الغساني على قمة الهدافين برصيد 9 نقاط بالرغم من غيابه عن التسجيل في المباريات الأخيرة وتستمر المطاردة هادئة باقتراب مهاجم السويق والمنتخب الوطني عبد العزيز المقبالي من الغساني برصيد 7 أهداف.

المنافسة على اللقب تظهر غياب القناصين والمهاجمين الذين يمكنهم ان يشعلوا الصراع على اللقب وذلك من واقع النسبة المتواضعة في التسجيل لهم مع اقتراب الدور الأول من محطته الأخيرة.

حصيلة الأهداف في الدوري حتى الآن تعبر عن أزمة حقيقية تعاني منها الأندية وتؤثر على نتائجها والاستفادة من تفوقها في بعض الأحيان.

وحتى بالنسبة للأسماء البارزة والمعروفة فهي بعيدة عن السباق ولا تزال تملك الفرصة والوقت لتحسن من صورتها وتستعيد حساسية هز الشباك بما يشعل السباق على لقب الهداف والمنافسة في ذات الوقت بين الفرق على المراكز المتقدمة.

وبمثل ما يتصدر السويق الترتيب العام فهو يتصدر أيضا ترتيب اكثر الفرق تسجيلا للأهداف برصيد 23 هدفا.

شروق -

-نجح فريق النصر في مواصلة صحوته وعودته من جديد لمسرح المنافسة واقترابه كثيرا من فرق المقدمة ليحل في المركز الثالث برصيد 21 نقطة وذلك بعد ان حقق فوزا كبيرا على صحار بخماسية متفوقا على نفسه وعلى الفرق الأخرى في تسجيل عدد كبير من الأهداف وذلك بفضل الاستقرار الفني في الفريق واستمرار مدربه المصري حمزة الجمل في العمل وهو ما ساعده في أن يكون أدرى بظروف فريقه وقدرات لاعبيه علاوة على خبرته في الدوري من خلال تجربته السابقة مع ظفار.

هذا الفوز يمكنه ان ينعكس إيجابا على مسيرة الفريق الأزرق الذي خسر نقاطا كانت في متناول يده في بعض المباريات ومن الممكن أن يفتح الفوز شهيته ويدفعه لمواصلة كسب النقاط واكتمال شروق شمسه في الدوري.

-تمكن فريق العروبة من تجاوز آثار البدايات الصعبة والتذبذب في المستوى الفني الذي عرضه للخسارة في بعض المباريات وكذلك الخسارة القاسية التي تعرض لها في مسابقة الكأس واستمر في حصد النقاط في الدوري ولم يخسر خلال الجولات الثلاث الماضية بعد تعادله في آخر مباراتين وفوزه قبل ذلك.

استمرار العروبة في حصد النقاط كاملة يعزز بشكل كبير من موقفه في الدوري كواحد من الفرق الكبيرة التي تثري المنافسة وترفع من وتيرة الإثارة والقوة فيها ويستفيد الفريق أيضا من تطور مستواه الفني لأن هذا يمنحه أفضلية كبيرة مقارنة بالفرق الأخرى التي لا تزال تبحث عن نفسها وتعاني من فقدان الهوية.

-حقق فريق السلام فوزا مثيرا ومهما على فريق ظفار بهدف وحيد جاء في وقت ظل الفريق يخسر فيه النقاط ويتراجع في الترتيب للوراء ليكون ضمن الفرق المرشحة للهبوط والتي تنطبق عليها قاعدة الصاعد هباط.

الفوز الذي حققه السلام على ظفار يمكنه ان يمثل دفعة معنوية كبيرة للفريق الصاعد ويساعده في ان يواصل كسب النقاط في الجولة المقبلة ليبتعد وليتقدم قليلا للأمام ويؤسس لنقلة فنية في الدور الثاني تمكنه من ان يحافظ على فرصة استمراره في دوري الأضواء.- واصلت جماهير الشباب حضورها الأنيق وتفوقها على جماهير الفرق الأخرى وفي طريقها الى ان تنافس على لقب افضل جمهور معلنة عن منافسة ستكون قوية بينها وبين جماهير صحار التي ظلت تتفوق في الدعم والمساندة وتوجت باللقب قبل ذلك بعد أن ظلت تواصل تواجدها في المدرجات وتمضي خلف فريقها أينما حل تحت شعار (لن تسير وحدك) وهذا الشعار جسدته الرابطة الخضراء في كثير من المباريات تطبقه جماهير الشباب اليوم وهي تقدم مثالا رائعا في دعم اللاعبين وحثهم على تحقيق النتائج الإيجابية.

غروب -

-استمر فريق ظفار في الخسارة ولم ينجح في الجولة الأولى من الدور الأول ليبرهن بأنه قادر أن يدافع عن لقبه ليعيش في وضعية صعبة ويعاني من نزيف النقاط بشكل متواصل سبب الحيرة والتساؤلات عند جماهيره وفي الشارع الرياضي.

تحول فريق ظفار بين موسم وآخر من فريق بطل يقدم مستويات فنية راقية وجميلة الى فريق يعجز عن تحقيق النتائج الإيجابية ويخسر بسهولة رغم وجود نخبة من أفضل اللاعبين في قائمته يمثلون أفضل العناصر اليوم في الدوري.

وتمثل الخسارة الماضية أمام السلام مؤشرا خطيرا وناقوس خطر يتطلب من إدارة النادي التدخل حتى لا يستمر النزيف ومن ثم تضعف قدرة الفريق ويصبح في مهب الريح وعرضة لاحتمالات عديدة منها خسارة مقعده في دوري المحترفين.

تسعى الإدارة الى ترتيب الأوضاع واتخذت أخيرا قرارها بإحداث تغيير في الجهاز الفني لعل وعسى ان ينصلح الحال ويعود للأحمر بريقه وتوهجه ويعود بقوة في الدور الثاني.

-فريق فنجاء احد أبطال دوري المحترفين لا يزال يبحث عن نفسه والعودة من جديد للمنافسة على الألقاب وهو أمر يبدو بعيدا بالرغم من الجهود التي تبذلها الإدارة وسعيها لدعم الفريق بعدد من اللاعبين المحليين والأجانب ولكن الأمر يبدو صعبا ويحتاج للمزيد من الجهود.

خسر فنجاء أمام السويق في وقت كان يبحث فيه الفريق عن الفوز وهذه الخسارة وضعته في موقف لا يحسد عليه وتضع النادي أمام خيار العمل بكل قواعده بجدية ومراجعة كافة الأمور حتى يستعيد الفريق توازنه وينجح في الصعود من جديد.

فنجاء رغم الخسارة التي أضعفت من مساعي عودته وصحوته يحتاج الى ان يستفيد من السلبيات والأخطاء التي أفقدته قوته ولم تعد حلته الصفراء تعجب الناظرين.

-لا يزال الإحجام الجماهيري يمثل الحلقة الأضعف في الدوري بالرغم من ان بعض الأندية عبر مبادرات من أقطابها تقدم الحوافز والجوائز للمشجعين لتشكيل حضور قوي ومؤثر إلا ان المحصلة العامة تدل على ان المدرجات لا تزال تعاني من الضعف الجماهيري وبحاجة لجهود كبيرة حتى يقتنع الجمهور بالحضور من تلقاء نفسه بعيدا عن الاستقطاب والتحفيز.

هناك بعض الجماهير لا ترى في فرقها ما يشجعها في الحضور الى الملاعب وتكبد مشقة الذهاب الى المدرجات لتقديم الدعم وهذه واحدة من أكبر عيوب الجماهير التي تربط دعمها لفرقها بما يقدمه اللاعبون من مستوى فني جيد ومتى ما حدث تراجع في الأداء غابت الجماهير وحدث العزوف الكبير.