أفكار وآراء

حب الوطن والقائد أفعال وليس أقوالا (1-2)

18 نوفمبر 2017
18 نوفمبر 2017

سالم بن سيف العبدلي -

[email protected] -

الأمم لا ترقى ولا تتطور إلا بهمة وعزيمة أبنائها الأوفياء المخلصين وها هي عمان تجني ثمار 47 عاما من الجهد والعطاء والعمل الدؤوب واستطاعت بحمد الله وتوفيقه أن تعيد أمجادها التليدة التي سطرت بأحرف من نور ولم يتأت كل ذلك من فراغ وإنما جاء بعد كد وكفاح وعزيمة وإصرار فمنذ فجر النهضة المباركة والتي فجر طاقتها الأب الملهم جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم –حفظه الله ورعاه - والسلطنة تخطو خطوات متزنة وثابتة نحو العلا والتقدم والنماء وعلى المستوى السياسي والدبلوماسي فإنها تمشي بخطى ثابتة وواضحة وقاعدة راسخة أساسها “لا ضرر ولا ضرار “ ويشهد على ذلك القاصي والداني.

جلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ عندما تولى مقاليد الحكم في 23 يوليو من عام 1970 وفي أول خطاب له بعد تسلمه مقاليد الحكم في البلاد أعطى إشارة الانطلاقة الحقيقية لنهضة شاملة عمادها الهمة والعزيمة حيث قال :

(أيها المواطنون...... سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل، وعلى كل واحد منكم المساعدة في هذا الواجب كان وطننا ذا شهرة وقوة وان عملنا باتحاد وتعاون فسنعيد ماضينا مرة أخرى وسيكون لنا المحل المرموق في العالم العربي، كانت عمان بالأمس في ظلام ولكن بعون الله غدا سيشرق فجر جديد على عمان وعلى أهلها حفظنا الله وكلل مسعانا بالنجاح والتوفيق).

كلمات معبرة نابعة من القلب تحمل في طياتها العديد من المعاني والآمال فيها الحث على الجد والاجتهاد والتماسك بين أفراد المجتمع لتحقيق هدف واحد وهو بناء عمان الغد والمستقبل دعائمها ماض عريق وأرضية صلبة هذه الكلمات السامية تعتبر المرشد والدليل وخارطة الطريق نحو هدف وغاية.

ورغم التحديات الكبيرة التي كانت تواجه الدولة الوليدة في ذلك الوقت إلا أنها استطاعت بعون الله وتوفيقه وبحكمة وهمة قائد فذ تعهد أمام الجميع أن يجعل أبناء شعبه يعيشون سعداء ولمستقبل افضل وبمساعدة الأوفياء من هذا الوطن الغالي والذين هبوا من كل حدب وصوب لتلبية نداء القائد ومن أبرز التحديات في ذلك الوقت ندرة الموارد الاقتصادية وعدم وجود بنى أساسية ووعورة وتباين تضاريس السلطنة وامتداد أراضيها إضافة الى عدم وجود استقرار سياسي اجتماعي إلا أن الجميع قبل التحدي وعمل ليل نهار من اجل الفجر الجديد الذي شع نوره بعد زمن قصير.

مشاريع تفتتح وأخرى يوضع لها حجر الأساس وثالثة يعلن عن دراستها وعجلة التنمية تسير وتدور رغم التحديات والعوائق التي مرت بها المنطقة خلال السنتين الأخيرتين واللتين تعتبران من السنوات العجاف إلا أن السلطنة ولله الحمد استطاعت أن تعبرهما بسلام رغم التضحيات الكبيرة والتي كان للمواطن نصيب الأسد منها إلا أنها كانت لا بد منها من أجل المحافظة على دوران عجلة التنمية وتطوير البنى الأساسية.

ولأن من بطن الأزمات تأتي الفرص فكان لانخفاض أسعار النفط والذي ظل وما زال المصدر الأساسي للدخل هو بمثابة ناقوس يدق على مسامعنا ليقول بأنه حان الوقت لتنويع مصادر الدخل ليس بالقول وإنما بالفعل ومن هنا جاء البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي (تنفيذ) وفعلا لمسنا جميعا خلال الفترة الأخيرة أن هناك تغييرا واضحا قد حصل وان كان لا يزال يمشي ببطء. لقد تم توقيع عدد من المناقصات لتنفيذ مشاريع اقتصادية في مجال الصناعات التحويلية والبتروكيميائية والصناعات المتوسطة والثقيلة في المنطقة الاقتصادية بالدقم وفي ميناء صحار وفي صلالة وغيرها من المواقع وهذه المشاريع بدأت بالفعل في التنفيذ ونتوقع عند الانتهاء منها سوف تساهم بشكل واضح وكبير في التنويع الاقتصادي المنشود وللحديث بقية.

كل عام وجلالة السلطان المعظم في صحة وعافية والشعب العماني في عزة وتقدم.