العرب والعالم

ميركل تحذر من محادثات صعبة قبل انتهاء مهلة الاتفاق على ائتلاف

16 نوفمبر 2017
16 نوفمبر 2017

برلين-(أ ف ب) : حذرت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل من وجود «خلافات جدية» بين الأحزاب التي تأمل في تشكيل الحكومة الألمانية المقبلة لكنها أعربت عن الأمل في أن يتم التوصل الى اتفاق أمس قبل ساعات على انتهاء مهلة المشاورات وتجنب الدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة.

وقالت ميركل للصحفيين «لدينا مواقف مختلفة جدا» حيال بعض السياسات، لكنها تابعت «أعتقد أننا يمكن أن نتجاوزها».

وبعد أسابيع من مباحثات استكشافية لم تخلو من خلافات، يجري تكتل ميركل المسيحيين الديمقراطيين/‏الاتحاد المسيحي الاجتماعي والحزب الديموقراطي الحر وحزب الخضر اليساري الميول، يوما أخيرا من المشاورات قبل الإعلان عما اذا توصلوا الى أرضية مشتركة لبدء محادثات ائتلاف رسمية.

والأحزاب التي تختلف على كل شي بدءا من اللاجئين الى حماية المناخ وإصلاح الاتحاد الأوروبي، التقت بعد انتخابات سبتمبر الماضي غير الحاسمة، والتي أضعفت ميركل بدرجة كبيرة فيما جذب حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف ملايين الناخبين.

والرهانات مرتفعة وخصوصا لميركل الساعية الى ولاية رابعة والتي حددت أمس مهلة للتوصل الى اتفاق في المبدأ بهدف تشكيل حكومة جديدة بحلول عيد الميلاد.

وكتبت صحيفة دير شبيغل الأسبوعية «لا أحد يريد ذلك.لكن هل هذا يكفي لتبرير ائتلاف».

والائتلاف المحتمل الذي اطلق عليه «ائتلاف جامايكا» لتشابه ألوان تلك الأحزاب مع ألوان علم جامايكا، لم يتم اختباره بعد على المستوى الوطني كما إن مدى استقرار حكومة كتلك غير معروف.

ويتوقع ان تستمر الجولة الأخيرة من مشاورات ما قبل-الائتلاف حتى ساعة متأخرة ليلا، فيما يناقش مسؤولو الأحزاب مسائل منها الهجرة.

وقالت صحيفة بيلد الأكثر انتشارا في ألمانيا أن ميركل تواجه «اكثر الليالي خطورة».

وأضافت «ليست الولاية الرابعة للمستشارة فقط هي التي تعتمد على نجاح «جامايكا» بل مستقبلها السياسي برمته».

وإدراكا بالغضب إزاء تدفق المهاجرين في 2015 والذي ساعد في وصول حزب البديل لألمانيا المعادي للإسلام الى البرلمان (البوندستاج)، لا تزال الهجرة من اكثر المواضيع الشائكة على جدول المناقشات إذ يريد المحافظون تشديد سياسة اللجوء.

ويريد حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي في بافاريا، شريك حزب ميركل في التكتل، الذهاب أبعد من ذلك ويطالب بتحديد سقف لعدد المهاجرين.

لكن ذلك لا يرضي الخضر الذين يسعون لتخفيف القيود على جمع شمل عائلات طالبي اللجوء.

وسيرفض الخضر تغيير موقفهم بعد أن خففوا من تعهدات رئيسية في الحملة، تتضمن إعادة فتح محادثات شائكة حول البيئة.

وتخلى زعيم الخضر جيم اوزديمير عن المطالب لتحديد عام 2030 موعدا نهائيا للمصانع العاملة بالفحم ولمحركات الاحتراق الداخلي، ودعا احزابا أخرى الى اظهار مرونة ايضا.

وقال لصحيفة بيلد «يمكن بناء جسور سويا، او لا جسور على الاطلاق».

ولكن مقترحاته لجعل السيارات الملوثة بالديزل أقل جذبا وإغلاق 20 منشأة فحم هي الأكثر تلويثا، قوبلت بمقاومة من المحافظين والديموقراطيين الأحرار الذين يخشون خسارة الوظائف وعرقلة قطاعي السيارات والطاقة الكبيرين.

وعشية المهلة المحددة للمشاورات، تواصل التشهير والانتقادات في وسائل الإعلام اذ اتهم مفاوض حزب المسيحيين الديمقراطيين الجريء الكسندر دوبرينت حزب الخضر «بالتشبث بمطالب قديمة».

ورد المدير السياسي لحزب الخضر مايكل كيلنر على التصرف «غير المسؤول» للمسيحيين الديمقراطيين.

واشتكى كيلنر من ان «الاستنتاج الوحيد من إهانات دوبرينت اليومية هو انه يريد للمحادثات ان تفشل».

رغم الخلافات الظاهرة تمكنت الأحزاب من التوصل الى نوع من الاتفاقيات الواسعة في الأسابيع الأخيرة.

ووسط امتلاء خزائن الدولة التزمت هذه الأحزاب الحفاظ على الموازنة.

كما اتفقت على تحديث البنية الأساسية للانترنت وزيادة الاستثمار في التعليم ورفع مساعدات الأطفال.

وحققت هذه الأحزاب التي هي بشكل عام مؤيدة للاتحاد الأوروبي، تقدما حول المسائل المتعلقة بأوروبا بعد أن اسقط الديمقراطيون الأحرار مطلبهم المتعلق بخفض صفقات الإنقاذ لدول منطقة اليورو.

وفي حال الخروج ب»حكومة جامايكية» سيجد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في المستشارة ميركل شريكا مستعدا هو بأمس الحاجة له في مساعيه الطموحة لإصلاح الاتحاد الأوروبي رغم أن خططه لوضع موازنة للاتحاد الأوروبي ومطالبته بوزير للمالية ستبقى مثيرة للانقسامات في برلين.

ومع قرب انقضاء المهلة الحاسمة يقول المعلقون ان جميع الأطراف تريد تجنب الدعوة لانتخابات مبكرة يمكن ان تؤدي الى تعزيز حزب البديل لالمانيا.

وتشير الاستطلاعات الى رغبة قليلة في العودة الى صناديق الاقتراع، ويقول ثلثا الناخبين انهم يتوقعون نجاح محادثات الائتلاف.