omair-2
omair-2
أعمدة

ذكرى النهضة المباركة وآفاق التنمية الشاملة

15 نوفمبر 2017
15 نوفمبر 2017

عمير بن الماس العشيت - كاتب وباحث -

[email protected] -

تحتفل السلطنة خلال الأيام القليلة القادمة بذكرى السابع والأربعون من عمر النهضة المباركة ، التي تصادف يوم 18 نوفمبر من كل عام، وهي ذكرى عزيزة وخالدة على كل مواطن يعيش على ثرى هذا الوطن الغالي ومناسبة تحمل في طياتها الكثير من مشاعر الفخر والحب والعزة والانتماء لهذا البلد المعطاء كما يتجلى فيها الولاء والعرفان لقائد مسيرة عمان الحديثة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - الذي أرسى ومنذ توليه مقاليد الحكم دعائم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة تنطلق من خلالها آفاق التنمية الشاملة وكذلك توطيد قيم العدالة والمواطنة والمساواة بين أبناء الشعب، حيث تمثل ذكرى العيد الوطني المجيد فرصة سانحة للمواطنين والمقيمين وكافة شعوب العالم للتعرف عن كثب مدى المنجزات المختلفة والمتنوعة التي تحققت على أرض السلطنة الطيبة سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، ولمواقفها الدولية الثابتة والصامدة التي بدأت تنتهجها منذ فجر النهضة المباركة دون تغيير بالرغم من التحديات الكبيرة والأزمات الاقتصادية المتلاحقة والصراعات الإقليمية الساخنة التي تشهدها دول العالم.. لقد استطاعت السلطنة وبفضل قائد نهضة عمان المعاصرة أن تتكيف مع كافة الأوضاع والظروف المحاطة بها وكذلك أن تبقى على مسافة شبر واحد مع كافة أقطار دول العالم دون تحيز إلى طرف أو التدخل في شؤون الآخرين مما جعلها تتبوأ مكانة سامقة بين دول العالم و محط إعجاب وتقدير المجتمع الدولي وقبلة للمستثمرين والسياح ورمزا للأمن والسلام العالمي.

لا شك أن هناك العديد من التحديات الخارجة عن نطاق الحدود والإمكانيات المحلية والتي ألقت بضلالها على بعض القطاعات التنموية في السلطنة ، بيد انه من الممكن تحويل هذه التحديات وتدوريها إلى فرص عمل وطني مشترك يقوم على الاستفادة من التجارب السابقة ووضعها في مسارها الصحيح ، وكذلك المضي قدما في برامج التنويع الاقتصادي وتنفيذ المشاريع الإنتاجية الكبرى فضلا عن ذلك استغلال طاقات وقدرات الموارد البشرية الوطنية الواعدة من خلال التوظيف والإحلال والتشغيل المباشر وكذلك التعاطي مع المقومات السياحية التي تزخر بها السلطنة .. إن ثوابت مسيرة النهضة المباركة كانت وما زالت تستهدف الإنسان بالدرجة الأولى وتعتبره أساس التنمية وهدفها الرئيسي وهو القادر على صون وحماية ثروات بلاده والحفاظ عليها من الاستنزاف الداخلي والخارجي مهما كانت الظروف والتحديات والصعوبات . ومما يبعث على التفاؤل بإمكانية تجاوز التحديات هو أن هناك العديد من الجهود تعكف عليها الحكومة والتي تستهدف لوضع استراتيجيات تنموية شاملة و راسخة وقوية تقوم بتذليل كافة الصعوبات التي تعترض المسار التنموي.. لتمضي بلدنا عمان كما عهدنا قوة شامخة تنعم بالخير والتقدم والنماء والازدهار على مر العصور.