برعاية السيد أسعد - جامعة مسقط تحتفل بالافتتاح وتدشن عملياتها بالتزامن مع العيد الوطني

خليل الخنجي: طرح برامج علمية تنسجم مع متطلبات سوق العمل واحتياجات الشركات الوطنية والعالمية -

برعاية صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص لجلالة السلطان، احتفلت جامعة مسقط أمس بافتتاحها وتدشين عملياتها تزامناً مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني السابع والأربعين المجيد، ويأتي الافتتاح الرسمي لهذا الصرح العلمي ليواكب مسيرة التعليم العالي للنهضة المباركة في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم ـ حفظه الله ورعاه. حضر الافتتاح عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة، وعدد من رجال الأعمال ومؤسسي الجامعة.

وفي كلمته في الحفل قال خليل بن عبد الله الخنجي رئيس مجلس ادارة جامعة مسقط ان الجامعة تأسست على منهج علمي قويم ، بعمل دؤوب من خلال لجنة تأسيسية ذات كفاءة علمية متنوعة عكفت طوال السنوات الماضية على تأسيس جامعة ذات مستوى علمي رفيع يواكب الرؤية المستقبلية لبلادنا مستنيرين بفكر القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان المعظم ودعم من حكومته .

وجاءت فكرة تأسيس جامعة مسقط من خلال حلم كان يراود مجموعة من المؤسسين العمانيين لإنشاء جامعة أهلية نموذجية ذات قاعدة علمية رصينة تتخذ من محافظة مسقط مركزاً لها وذلك في إطار التوجيهات السامية من لدن صاحب الجلالة السلطان المعظم بتأسيس جامعات في المحافظات ذات الكثافة السكانية الأمر الذي نتج عنه إبرام اتفاقية تعاون مع جامعة اكسفورد أحد أعرق الجامعات البريطانية وذلك للقيام بدراسة جدوى علمية اقتصادية تهدف لوضع خطة تفصيلية لجميع المتطلبات التي من شأنها تأسيس جامعة ذات قاعدة متينة وتكللت تلك الدراسة بعقد شراكات دولية مع جامعتي كرانفيلد وأستون البريطانيتين المشهود لهما بطرح البرامج العلمية التي تنسجم مع متطلبات سوق العمل الفعلية وخاصةً مع احتياجات الشركات الوطنية الكبرى والعالمية.

وتضمن حفل الافتتاح كلمة افتتاحية من جامعة مسقط ألقتها البروفيسورة يسرى المزوغي القائم بأعمال رئيس الجامعة، تحدثت فيها عن تأسيس الجامعة وأهدافها المتمثلة في توفير تعليم عالي الجودة في السلطنة بالتعاون مع جامعتي أستون وكرانفيلد البريطانيتين. تلتها بعد ذلك كلمة من رئيس جامعة كرانفيلد، وكلمة من جامعة أستون، أشادوا خلالها بالجودة العلمية التي سوف تقدمها جامعة مسقط ومدى قوة الشراكة والتعاون بين الجامعتين. وتقدم جامعة مسقط مجموعة متنوعة من البرامج الأكاديمية في كلياتها الثلاث، كلية الأعمال والإدارة، وكلية الهندسة والتكنولوجيا، وكلية النقل والخدمات اللوجستية.

وشهد الحفل عرض فيلم عن الجامعة بعنوان «من الرؤية الى الواقع» ويحكي قصة تأسيس وإنشاء جامعة مسقط وعملية البحث عن الشراكة مع أفضل الجامعات العالمية لرفد السوق المحلي بمخرجات قادرة على قيادة المستقبل. وكذلك تم عرض فيلم حول قصة شعار جامعة مسقط الجديد، الذي استلهم في تصميمه من بوابة مسقط القديمة وطريقة بناء السفن العمانية، حيث مثلت بوابة مسقط قديما معبرا للتجارة بين ما يتم استيراده من خارج السلطنة وما يتم إنتاجه محليا، وأما ما تم أخذه من السفن العمانية فيمثل نشاط عمان قديما في البحر والتنقل بين مختلف دول العالم للتجارة ونشر الثقافية الإسلامية، لتجمع جامعة مسقط في شعارها عراقة وتاريخ السلطنة قديما مع جودة التعليم العالمية وتقديمها في عمان.

ومنذ بداية هذا العام الأكاديمي ٢٠١٧/‏‏٢٠١٨م التحق بجامعة مسقط مجموعة متميزة من الطلاب من داخل السلطنة وخارجها في برامج السنة التأسيسية والبكالوريوس والماجستير، ليحظوا بتجربة فريدة في دراسة ونقل المعارف من خلال توافد الأكاديميين من الجامعتين البريطانيتين الى جامعة مسقط لتقديم مقررات البرامج الدراسية حسب ما نص عليه الاتفاق والشراكة الأكاديمية.

وكانت الخطوة الأولى لتأسيس هذه الجامعة التعاقد مع مؤسسة (Oxford University Innovation) وهي الذراع الاستثماري لجامعة أكسفورد البريطانية العريقة كاستشاري رئيسي لمشروع الجامعة لإعداد دراسة الجدوى وتحديد التوجه العام للجامعة والتخطيط للتنفيذ، وذلك بالتعاون الوثيق مع اللجنة التأسيسية للجامعة، وقد أسفر هذا التعاون عن تحديد الكليات والبرامج التي تبدأ الجامعة من خلالها عملياتها استناداً إلى واقع أسواق العمل في السلطنة والمنطقة المحيطة بها، وتعيين فريق أكاديمي دولي ذي خبرة واسعة في مجال التعليم العالي يتمثل في رئيس الجامعة ونوابه والارتباط الأكاديمي مع جامعتين بريطانيتين مرموقتين هما: جامعة كرانفيلد (Cranfield University) وجامعة أستون (Aston University) نظراً لتميّزهما في المجالات الأكاديمية التي تركز عليها جامعة مسقط والقابلية العالية لتوظيف مخرجاتهما حسب ما تشير التقارير الدولية المقارنة.

إلى جانب البرامج التأسيسية والتمهيدية بمختلف مستوياتها، تطرح جامعة مسقط مجموعة من البرامج في كلياتها الثلاث، بالتعاون مع جامعة أستون البريطانية بالنسبة لبرامج البكالوريوس ومع جامعة كرانفيلد بالنسبة لبرامج الماجستير، وستنتهج جامعة مسقط في ذلك نهج طرح البرامج المشتركة، حيث تشترك الجامعة مع إحدى الجامعتين البريطانيتين المذكورتين في تنفيذ كل برنامج دراسي من البرامج المعتمدة من قبل وزارة التعليم العالي في السلطنة، والتعاون بين جامعة مسقط وإحدى الجامعتين المذكورتين في طرح البرامج يشمل طرح البرنامج ذاته الذي يطرح بالمملكة المتحدة وتدريسه في السلطنة من قبل المدرسين ذاتهم أو من قبل مدرسين محليين في السلطنة يتم اختيارهم بالاتفاق بين الطرفين، هذا النوع من التعاون الأكاديمي يفتح آفاقاً واسعة للطلاب سواءً في السلطنة أو في المملكة المتحدة من خلال برامج التبادل الطلابي، هذه الصيغة الفريدة والجادة للتعاون الأكاديمي تتيح لطالب جامعة مسقط أن يحصل على شهادتين بعد إتمامه الدراسة بنجاح: شهادة من جامعة مسقط وشهادة من الجامعة البريطانية المرتبط بها، وأن الشهادة التي يحصل عليها الطالب من الجامعة البريطانية المرتبط بها ستتمتع بذات المصداقية التي تتمتع بها الشهادة التي يحصل عليها الطالب الذي يدرس في المملكة المتحدة.

وتتطلع جامعة مسقط لأن تكون الوجهة الأولى في الشرق الأوسط للدراسات الجامعية والشهادات العليا ذات جودة في المخرجات، وبدأت الجامعة ببناء علاقات وشراكات وطيدة مع القطاع الخاص بالسلطنة ذات العلاقة ببرامجها الدراسية المتمثلة في: بكالوريوس المحاسبة للإدارة، وبكالوريوس الهندسة الكيميائية، وبكالوريوس الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التموين، حيث تستغرق المدة الزمنية لدراسة هذه التخصصات أربع سنوات، تتضمن السنة الثالثة تدريبا عمليا متكاملا، ليتعرف الطالب على بيئة العمل واكتساب المهارات والخبرات العملية، ليعود بعدها للسنة الأخيرة لاستكمال الدراسة والتخرج. وعلى مستوى الماجستير تطرح جامعة مسقط التخصصات التالية: ماجستير الإدارة والريادة، وماجستير المالية والإدارة، وماجستير إدارة الطيران، وماجستير الخدمات اللوجستية وإدارة سلسلة التموين، وماجستير هندسة نظم العمليات، وماجستير نظم الطاقة والعمليات الحرارية، وتستغرق المدة الزمنية لدراسة هذه البرامج سنة كاملة للنظام التفرغ، وسنتين للنظام الجزئي.