1161536
1161536
الاقتصادية

مركز الزبير يدفع بمشاريع الشباب للنجاح وتحسين جودة منتجاتها

12 نوفمبر 2017
12 نوفمبر 2017

دور ملموس في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة -

استطلاع - حمد بن محمد الهاشمي -

في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة جهودا ملموسة في تنويع مصادر الدخل ودعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، تسعى مؤسسة الزبير إلى بذل جهود كبيرة في هذا المجال من خلال إنشاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة والذي يأتي في إطار المسؤولية الاجتماعية لمؤسسة الزبير وخدمة المجتمع وبما يتماشى مع رؤية الحكومة وخططها في دعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وإيجاد مشاريع مستدامة قادرة على النهوض والمساهمة بشكل كبير في دفع عجلة التنمية في السلطنة إلى مستقبل أكثر إشراقا والذي يؤدي بدوره إلى إيجاد اقتصاد وطني مستدام.

ويعتبر قطاع المؤسسات الصغيرة و المتوسطة أحد أهم المحركات القوية لأي اقتصاد في العالم والذي بدوره سوف يحقق التنمية المستدامة ويساهم بشكل فعّال في خلق قيمة مضافة ويعزز الناتج المحلي لأي بلد على مستوى العالم، وذلك نظرا لما تتمتع به هذه المؤسسات في التأثير بشكل مباشر على الدورات الاقتصادية وعلى مقاومة أي تغيرات سواء داخلية أو خارجية قد تشهدها الأسواق.

وحول هذا الموضوع أكد محمد بن مبارك الحسني رئيس الاتصالات والعلاقات الخارجية المشرف على مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة: بأن مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة سعى إلى زيادة الإدراك والوعي العام بأهمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة في السلطنة وذلك من خلال الجهود التي تبذلها في توفير المناخ المناسب والممكن لنمو هذه المشاريع وذلك من خلال تنظيم العديد من حلقات العمل والتعامل مع العديد من وسائل الإعلام المختلفة لنشر قصص نجاح رواد الأعمال، وتأتي هذه الجهود من خلال إدراك المركز بقدرة هذه المشاريع على خلق فرص توظيف كبيرة وفي مختلف القطاعات الحيوية حيث يسعى دائما إلى تنويع و تجديد و تطوير الخدمات التي يقدمها وذلك من خلال تعزيز التعاون مع الجهات المعنية بريادة الأعمال وتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة من القطاعين العام و الخاص، وذلك بهدف بناء منظومة من خدمات الدعم المتكاملة والمتنوعة من أجل توفر بيئة حاضنة ومساندة لأعضائه في شتى المجالات، وتشمل هذه الخدمات التدريب والتمكين ،المشورة والإرشاد ، والمكاتب المجهزة ، والفرص الحوارية الهادفة، بالإضافة إلى فرص لتطوير الأعمال والعقود التجارية، وبرنامج الدعم المباشر لمجموعة يتم اختيارها كل عام للحصول منحة مالية وخدمات توجيه ومشورة مكثفة.

مشيرا إلى أن المؤسسة قامت بدور مهم في تمكين المشاريع الصغيرة في السلطنة وذلك من خلال التعاون مع العديد من الجهات و المؤسسات الحكومية والخاصة من أجل نشر ثقافة ريادة الأعمال وتمكين هذه الشركات من تحقيق أهدافها المستقبلية. وأضاف بأن المركز يعمل على إتاحة أفضل الفرص لرواد الأعمال من أجل صقل مواهبهم وتمكينهم من تحقيق ما يصبون إليه وذلك من خلال الخدمات الاستشارية والمالية أو من خلال الشراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة بهدف إيجاد عقود ومشاريع للمؤسسات الصغيرة وتوفير فرص حقيقية لتطوير مشاريعهم والنهوض بها، حيث يقوم المركز ومن خلال التعاون مع المؤسسات الإعلامية الرائدة في السلطنة بتسليط الضوء على قصص النجاح المتميزة لرواد ورائدات الأعمال أعضاء مركز الزبير للمؤسسات الصغيرة من أجل تغذية فكرة ريادة الأعمال في المجتمع وتشجيع الشباب الآخرين أن يستفيدوا من تجارب الآخرين في هذا المضمار و الاستفادة من الفرص التي توفرها الجهات الحكومية والخاصة في هذا الجانب، ومن هذا الجانب يعمل المركز على دعم الشركات الناشئة وخصوصا في مراحلها الأولى وذلك من خلال فريق مختص من المستشارين العاملين في المركز.

وأكد الحسني: بأن الدور الذي يؤديه مركز الزبير يعتبر دورا تكامليا مع الجهات الأخرى ونفخر بالتعاون المشترك مع العديد من الجهات الحكومية كغرفة تجارة وصناعة عمان والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة “ريادة” وصندوق الرفد وهيئة تقنية المعلومات والمجلس الأعلى للبحث العلمي. مؤكدا بأن هذا التعاون سوف يساهم في الاستفادة من الخدمات التي تقدمها هذه الجهات والتي بدورها سوف ينعكس بشكل مباشر على المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال في السلطنة، ويأتي هذا التعاون المشترك من خلال الاستفادة من الخدمات الاستشارية والمشاركة في اللجان التقييمية أو تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في السلطنة أو من خلال القيام بالعديد من الندوات وحلقات العمل المشتركة للوقوف على فرص الاستثمار ومن خلال هذا التعاون المشترك نتبادل العديد من الخدمات لما فيها فائدة رواد الأعمال مثل الخدمات الاستشارية والمشاركة في اللجان التقييمية إضافة إلى القيام بالعديد من الأنشطة والتي تهدف إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في السلطنة وذلك من خلال القيام بالعديد من الندوات وحلقات العمل المشتركة.

الدعم الفني والتسويقي

أوضح عادل الحبيشي مستشار أول بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة قائلا: يقوم مركز الزبير بتقديم الدعم على المستوى الاستراتيجي الفني والإداري والتسويقي، ويقوم بتطوير أعمال أعضاء المركز من خلال محاولات الربط بينهم وبين الشركات الكبيرة وتسهيل معاملاتهم إن أمكن مع الجهات المختلفة.

مضيفا: تتنوع البرامج التي يقدمها المركز بين البرامج السنوية كبرنامج “الدعم المباشر” والذي سيطلق للمرة الخامسة هذا العام، ويعنى باختيار ١٠ مشاريع جديدة في كل عام وفق 7 معايير رئيسية، وتحصل المشاريع المختارة على كل الدعم الذي تحتاجه لمدة تمتد بين السنتين إلى 3 سنوات، حتى تحقق استدامة في أرباحها، بالإضافة إلى منحة مالية يحصل عليها كل فائز. مضيفا: بالإضافة إلى برنامج “تجسير” والذي يعمل المركز من خلاله على توطيد العلاقات بين المؤسسات المنتسبة للمركز والشركات الكبرى في السلطنة، وهناك أيضا البرامج الشهرية مثل “برنامج تجربتي” وهي عبارة عن حلقات حوارية يتم اختيار مادتها من قبل الأعضاء لطرح تلك التجربة باستضافة عدد من الشخصيات المتخصصة في موضوع الحلقة كما يقدم المركز الكثير من حلقات العمل والبرامج المساندة.

وأكد أن عدد المنتسبين للمركز حسب آخر الإحصائيات بلغ 450 عضوا، مشيرا إلى أنه لا توجد نوعية معينة من المشاريع التي يقوم المركز بدعمها ولكن هناك تركيز على المشاريع ذات المردود المجتمعي. مضيفا: من النتائج التي حققها المركز تطوير المشاريع وتحولها من مشاريع منزلية إلى صغرى أو من صغرى إلى متوسطة، بالإضافة إلى تحسين جودة المنتجات والخدمات المقدمة من قبل هذه المشاريع.

وأضاف الحبيشي قائلا: إن زيادة الإقبال على التسجيل في برنامج الدعم المباشر سنويا لدليل واضح على نجاحه، حيث فاق عدد المسجلين في العام الماضي ٣٠٠ طلب انتساب، ونعمل على تطوير البرنامج من خلال المعايير المدققة والمطورة، ومن خلال إشراك عدد من الشركات الكبرى فيه، حيث إنه تم تخصيص مقعد للريادة المجتمعية، وتم إطلاق مشروع بلادي مارت بالتعاون مع شركة الواحة اللوجستية لسوق الجملة، وستعلن عن نتائج هذا المشروع قريبا، وفي العام الماضي دخلت معنا شركة اومنيفست كشريك في مقعد فاز به مشروع متخصص بإعادة التدوير.

زيادة الإنتاجية

وتحدثت عالية بنت عبدالله النبهانية صاحبة مؤسسة “مشاريع الروائع الشامخة لبيع وتربية الدواجن الحية” عن مشروعها قائلة: من اختصاصات المؤسسة تربيه وبيع الدواجن الطازجة حيث يساهم في سد احتياجات السوق المحلي من هذا المنتج كما يساهم في الأمن الغذائي، ومن الخدمات التي نقدمها منتج طازج مذبوح بالشريعة الإسلامية وتحت إشراف كادر عماني متخصص في هذا المجال، بالإضافة إلى التوصيل المجاني للمنازل.

مضيفة: بدايتي في المشروع كأي مؤسسة حيث واجهت تحديات وصعوبات في الحصول على الدعم المالي، حيث إنني واجهت هذه المشكلة بالتوجه إلى بنك التنمية العماني بمحافظة الداخلية وعرضت عليهم فكرة المشروع حيث إنهم مدوا لي يد العون والمساعدة في بدايه طريقي. وإن من أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال عند بداية أي مشروع هي عدم توفر الدعم الفني. وأشارت عالية النبهانية إلى مدى استفادتها من العضوية بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة، قائلة: استفادتي من المركز كثيرة حيث حضرت حلقات العمل التي يقدمها، والتي تساهم في مد العون للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك الاهتمام بتطوير المؤسسات، كذلك تقوم بعرض التجارب المحلية والدولية لتبادل الخبرات في الجوانب المالية والفنية. وأضافت: حصلت على دعم مالي من المركز وذلك من خلال مشاركتي ببرنامج الدعم المباشر بنسخته الثالثة، ولقد حقق مشروعي بعد حصوله على الدعم من مركز الزبير زيادة إنتاجية بلغت ما يقارب 50%.

دعم مادي وفني

من جانبه تحدث علي بن سعيد الراشدي الرئيس التنفيذي مؤسسة “مُعاونة للتجارة”: مؤسستنا معنية بتقديم خدمات الصيانة العامة للمباني مثل أعمال السباكة والكهرباء والنجارة والصيانة وإصلاح أجهزة التبريد والتكييف وبعض الأجهزة المنزلية، كما يوجد لدينا مركز اتصال يعمل على استقبال اتصالات الزبائن ثم توجيه الطلبات لفرق العمل، كما يوجد لدينا فرق عمل بقيادة شباب عمانيين ذوي كفاءة كلٌ في مجال عمله، يستخدمون حافلات متنقلة مجهزة لأغراض الصيانة، من حيث احتوائها على جميع المعدات والأدوات اللازمة، كما تحوي بعض المواد الاستهلاكية في المباني مثل المصابيح وغيرها، حيث إننا نصل للزبون بمجرد أخذ عنوانه ونوع الخدمة المطلوبة.

وعن الاستفادة من العضوية بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة قال: نحن من خلال عضويتنا بالمركز نحصل على الخدمات التي نحتاجها في أي وقت نشاء، ونحصل على هذه الخدمات بالمجان ومن قبل مستشارين ذوي كفاءة وخبره، كما حصلنا على دعمهم في الوصول بمنتجاتنا وخدماتنا لمستويات أعلى وأوسع من حيث نوعية الزبائن، بحيث إنه من خلال مذكرات التفاهم الموقعة بين المركز والشركات الكبرى، نستطيع نحن الأعضاء الاستفادة منها في الدخول لتلك الشركات والجهات بناء على تزكية المركز؛ لذلك خدمات المركز عديدة وكثيرة، وفي معظم المجالات التي تهم رواد الأعمال من جوانب مالية وإدارية وتسويقية.

مضيفا: إن الدعم هو عبارة عن مبلغ مالي ممتاز يدعم به رائد العمل في الجوانب التطويرية والتوسعية لمشروعه، لذلك حتى آلية تسليم المبلغ لها طرق منظمة وليست عشوائية، وهناك متابعة مستمرة من المركز للتأكد من سلامة صرف الدعم في الجوانب المراد تطويرها.

وقدم الراشدي عددا من المقترحات للمركز، قائلا: نتمنى أن يستمر عمل المركز بذات النشاط والحيوية، وأن يحاول الإكثار من مذكرات التفاهم التي تستطيع من خلالها الدفع بأعضائه نحو مزيد من الإنجازات.

مستوى راقٍ وناجح

كما تحدثت إلينا كاذيا بنت حامد النبهانية صاحبة مشروع “مدرسة الجنائن الحمراء الخاصة” قائلة: افتتحت مدرستي سنة 2009 والتي كانت تضم 260 طالبا وطالبة، حيث تختص بتعليم الأطفال لسن ما قبل المدرسة، أي من عمر 3 سنوات إلى 6 سنوات، ومن الخدمات التي تقدمها المدرسة تعليم المبادئ الإسلامية مثل الأخلاق الحسنة والآداب وتعليم القرآن الكريم والقاعدة البغدادية، بالإضافة إلى المبادئ الأساسية لنطق الحروف العربية والإنجليزية، والأرقام الحسابية، وتعويدهم على الكتابة، كما نقدم لهم مناشط داخل المدرسة كتقديم البرامج الإذاعية للجميع المناسبات الوطنية والدينية، وتبادل الزيارات بين المدارس الحكومية والخاصة، والمشاركة مع المؤسسات الحكومية والخاصة، وإقامة حفلات ومعارض لتنمية قدرات الأطفال، كما ننظم لهم رحلات خارجية كزيارة الخيالة السلطانية، والمتاحف والحدائق.

وعن مدى استفادتها من العضوية بمركز الزبير للمؤسسات الصغيرة قالت: يعتبر هذا المركز أكثر مؤسسة تعاملت معها من حيث التعاون، والأمانة والسرية التامة، بالإضافة إلى حل الصعوبات التي تواجهنا، والتشجيع المستمر الذي يدفعنا للعمل بمستوى راق وناجح، حيث يقوم المركز بتقديم العديد من الجلسات الاستشارية، والدورات التدريبية، واللقاءات المتواصلة. مضيفة: حصلت على دعم مالي ساعدني في بناء فصول إضافيه بالمدرسة، كما حصلت على دعم فني والذي ساهم في تحقيق الأهداف التي وضعتها في بداية مشواري، كما وفر لي المركز زيارة إلى مدارس المملكة الأردنية الهاشمية للاطلاع على سير التعليم والأنظمة المتبعة بها، وكذلك الأهداف التربوية والتنموية.

وأوضحت كاذيا النبهانية أن مدرستها بعد الدعم الذي حصلت عليه من مركز الزبير ساعدها ذلك في زيادة سمعة وشهرة المدرسة، بالإضافة إلى التطوير والرقي، وارتفاع الدخل الشهري والسنوي، وحل الصعوبات، وزيادة عدد الطلاب، والإلمام ببعض المعارف والمدارك العلمية في التخطيط والتنفيذ. ختمت حديثها قائلة: أطمح في بناء مدرسة بأحدث التقنيات من الروضة إلى الثانوية، حيث إنني بدأت بتصاميم الخرائط لهذه المدرسة وتخليص بعض الإجراءات اللازمة لذلك.