المنوعات

حفيدة «أم كلثوم» .. بزوغ «كوكب شرق» جديد

10 نوفمبر 2017
10 نوفمبر 2017

القاهر «الأناضول»: بعد 42 عاما من وفاة «كوكب الشرق» المصرية أم كلثوم برزت نجومية الفتاة سناء نبيل، وهي إحدى قريبات سيدة الغناء العربي، المقيمة على بعد نحو كيلومترين من مسقط رأس الأخيرة بمحافظة الدقهلية شمال مصر، لتعيد للأذهان صوتا من الزمن الجميل.

«سناء» التي لم تتجاوز 15 عاما، بحكم النسب، وفق ما تتحدث للأناضول من منزلها، هي ابنة حفيدة أخت أم كلثوم، وكل من يسمعها أو يتأمل في ملامحها يتأكد أن هناك صلة قرابة بينها وبين الراحلة أم كلثوم، وكأن الأخيرة بعثت من جديد في صورة هذه الموهبة.

وأم كلثوم هو لقب المطربة المصرية الأشهر في القرن العشرين فاطمة البلتاجي التي ولدت بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية في العام 1900 (بحسب روايات متواترة)، وتوفيت بالقاهرة في 3 فبراير 1975، ولها عدة ألقاب منها: سيدة الغناء، وكوكب الشرق، وقيثارة الشرق، وبدأت مشوارها الفني في سن الطفولة، واشتهرت عربيا وعالميا. «أفرح لما أسمع إني خليفة أم كلثوم والمسؤولية تكبر عندي؛ لأني أتمنى أن أحصل على جزء من نجاحها»، بهذه الكلمات تبدأ سناء لقاءها مع الأناضول وسط مجموعة من مقتنيات أم كلثوم، بينها معطف ونظارة شمسية وحقيبة يد وصور نادرة.

سناء نبيل لم ترث مقتنيات أم كلثوم أو بلدتها فقط، بل وغناءها وثقة تجري في عينيها وصوتها وهي تشدو أغنية كوكب الشرق «فكّروني (ذكّروني)».

تعلو سناء بصوتها ذي النبرة العريضة، وهي تغني طربا «كلموني تاني (مرة أخرى) عنك، فكروني.. فكروني، صَحّوا (أيقظوا) نار الشوق في قلبي وفي عيوني». وتعود سناء لتعزف بأحبالها الصوتية باقي الأغنية وتصدح بصوت آهات كلثومية: «رجّعوا لي الماضي بنعيمه وغلاوته وبحلاوته وبعذابه وبقساوته». وهذه الأغنية التي تعد الأشهر لأم كلثوم، وهي التي غنّتها للمرة الأولى في 1 ديسمبر 1966، وتعتبر من أقرب أغاني كوكب الشرق التي تحبها سناء نبيل التي تقول إنها بدأت تحفظ وتسمع أغانيها منذ عمر 9 أعوام.

ولا ترتبط الفتاة فقط بمقتنيات أم كلثوم في منزلها، ولكنها تراها كل يوم في غدوها ورواحها من وإلى المدرسة عبر تمثال يخلد كوكب الشرق بأحد الميادين قرب منزلها.

- حفلات وجوائز

وقفت سناء نبيل، وهي لا تزال طالبة في الصف الثالث الإعدادي على مسارح عدة للغناء بمدينتها السنبلاوين مسقط رأس أم كلثوم، أو بمسارح كثيرة بينها الأوبرا المصرية أكبر محفل غنائي رسمي في البلاد. ولا تنكر الفتاة أن كونها قريبة الصلة بنسب وصوت أم كلثوم منحها فرصة كبيرة لأن تتواجد في وسائل إعلام وصحف بمصر وسط دعم كبير من أختها ووالديها.

جاءت مع والدها إلى مايسترو الأوبرا المصرية سليم سحاب، وفور أن سمعها الأخير وهي تغني أقر بموهبتها، وفق سناء قائلة «أعجب بصوتي وأدائي».

صوتها القوي أيضا كان سببا في اختيارها من مايسترو الإنشاد بالأوبرا أحمد عبد الله ورئيستها إيناس عبد الدايم؛ لتمثيل بلادها في مهرجان المقامات الدولي الذي عقد في أذربيجان نهاية أكتوبر الماضي، وحصدت المركز الأول كأحسن صوت، وأفضل أغنية وطنية.

وتقول سناء في حديثها للأناضول: إن المنافسة بالمهرجان كانت صعبة لا سيما مع تنوع الجنسيات، ولكن الصوت والموهبة كانا سببين للفوز. وتعرب عن فرحتها بمشاركتها حفلا غنائيا بالمسرح المكشوف الشهير بـ«الأوبرا»، مشيرة أنها حصدت شهادات تقدير كثيرة، بخلاف أكبر مكافأة مالية تقدر بنحو ألفي جنيه (115 دولار أمريكي).

- الغناء التركي قريب للشرق ومصر: وتضيف حفيدة طرب أم كلثوم أنها بدأت منذ فترة قريبة الاستماع للغناء الغربي والانتباه له. وعن الفن التركي تقول «بالنسبة للمسلسلات التركية أكيد الكل يشاهدها، ولكن أنا كمطربة أركز على الموسيقى والألحان فهي ما تعجبني، لأن فيها لونا من الموسيقي الشرقي والمصري وأداؤه جميل».