1158269
1158269
المنوعات

منحوتات فنية تحكي تفاصيل خيالية في معرض حسين عبد الباسط

08 نوفمبر 2017
08 نوفمبر 2017

26 عملا فنيا لمجسمات ولوحات مسطحة -

كتبت- شذى البلوشية -

افتتح مساء أمس الأول بالمركز العماني الفرنسي معرض النحت «فنتازيا» للفنان الدكتور حسين عبد الباسط حسن، وهو الذي جمع فيه الفنان 26 عملا فنيا من المنحوتات والمجسمات واللوحات المسطحة، حيث افتتح المعرض تحت رعاية سعادة صبري مجدي صبري سفير جمهورية مصر العربية لدى السلطنة بحضور عدد من عشاق الفن التشكيلي وهواته من العمانيين والمقيمين في السلطنة.

اختار الفنان حسين عبد الباسط أعماله المنحوتة التي يتضح منها انتقاءه الفني المميز، حيث تتضح «الفانتازيا» أو «الخيال» من خلال الأعمال المعروضة التي تحدد لغة جديدة للفن بأشكال خيالية عميقة تحكي قصصا مختبئة وسط تفاصيلها العميقة، وتتجرد من الواقعية بالصورة الفكرية لمضمون العمل.

وتوضح الأعمال الفنية التي انتقاها الفنان لتكون واجهة معرضه الشخصي قدرته على مواكبة التطورات التي بلغها الفن التشكيلي والنحت، كما يوظف الفنان في أعماله الدراسات الحديثة مع الحضور الفني لتاريخ الفنان، وأهم أعماله التي شارك بها في محافل مختلفة، وأبرز التقنيات التي تميز أعماله على مستويات دولية ومحلية.

المعرض يجتذب الزائر إليه من خلال أعمال النحت التي تكون في استقبال الزائرين بألوانها التي تميل للنحاسية والفضية، وكذلك هي تودع الزائر في نهاية المعرض، حيث عرض الفنان مجسمات حملت معاني «التمزق، والانبثاق، والانفصال»، بالإضافة إلى التجاويف المختلفة التي أبرزتها المجسمات بتشكيلات حديثة ومميزة، كما قدم الدكتور حسين عبد الباسط في المعرض مجموعة من الأعمال المتطورة والحديثة تمثلت في مجسمات لطيور، وآلات طائرة، باستخدامه خامات الطبيعة المختلفة.

كما عرضت مجموعة من الأعمال المسطحة كلوحات فنية جدارية، حيث اختار الفنان لوحات متنوعة أطلق عليها «عشوائية» رغم النسق الفني الذي تميزت به الأعمال، كما حملت إحدى اللوحات عنوان «انكماش»، وأخرى «توالد»، وتبرز تفاصيل «التنفس» في لوحات جدارية أيضا، وأطلق الفنان اسم «وسط غريب» على لوحة في المعرض، و«وسط الأوراق» في لوحة يظهر فيها شكل هندسي وسط أوراق متناثرة، وأشكال هندسة أيضا «وسط الصخور»، بالإضافة إلى لوحات «حركة السطح»، و«توتر سطح».

الأعمال الفنية في معرض «فنتازيا» توضح قدرة الفنان على إبراز التضادات في العمل من خلال لوحاته التي اختار فيها بروز بعض المكونات وتسطح الآخر، ونعومة بعض الأسطح وخشونة الآخر.

وحول هذا المعرض يقول الدكتور أشرف العتباني أستاذ تاريخ الفن والتذوق: «بأسلوب متفرد عبر فلسفة تنتهج مفهوم التفكيك والتركيب بصياغة مختلفة، تجمع بين عدة اتجاهات، فعلاقة الأضداد والجمع بينهم من أهم معايير فنون ما بعد الحداثة، وهذا ما نراه في هذا المعرض، إذ تمكن الفنان الدكتور حسين عبد الباسط من الجمع بين الطبيعي والصناعي الساكن و المتحرك، الهندسي والعضوي، القوة والمرونة، الوحدة والانفصال، والكتلة والفراغ وهذا يشكل صعوبة فنية تستوجب إيجاد حلول جميلة للطرح ومعالجات بأسلوب واضح باستعراض وانتقاء عناصر ورموز هي أقرب للجماد ولكنها حملت وعبرت عن أحاسيس ومشاعر إنسانية، في حالة الانقسام والتوالد والازدحام والانكماش، وهذا ما ظهر جليا في بعض الأعمال».

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور حسين عبد الباسط حسن يعمل أستاذًا مساعدًا في النحت بقسم التربية الفنية جامعة السلطان قابوس، وله العديد من المعارض الفنية داخل السلطنة وخارجها، كما حصل على عدد من الجوائز المحلية والدولية والمشاركات الفنية المميزة، كما شارك في عمل بعض الموسوعات العلمية وغيرها، وأوضح الفنان أن أفكاره حول معرض «فنتازيا» تبلورت في مرحلة دراسة الدكتوراه التي كانت ترتبط بالخيال العلمي، حيث كان إيمانه بأن الفن التشكيلي له دور ممتد في حياتنا ليس من جانب الفكرة فقط بل من جانب التقنية والمهارة التي يمتلكها الفنان، وهو ما جعله يبحث عن الأفكار التي جمعت بين الخيال والعلم، ودراسة أثر الخيال علي نمو قدرات الإنسان وتطوير حياته المادية، وكيفية استغلال ذلك في الوصول إلى أشكال مبتكرة تفرض واقعا جديدا مرتبطا بشخصيته. ويستمر المعرض في فتح أبوابه أمام الزوار والجمهور في المركز العماني الفرنسي حتى السابع والعشرين من الشهر الجاري.