1157468
1157468
العرب والعالم

الأسد: الحرب السورية لا تنتهي في دير الزور

07 نوفمبر 2017
07 نوفمبر 2017

روسيا تنفي إلغاء مؤتمر السلام -

دمشق - عمان - بسام جميدة - وكالات:-

قال مكتب الرئيس السوري بشار الأسد أمس: إن «الانتصارات التي تحققت ضد التنظيمات الإرهابية» لا تنتهي في محافظة دير الزور.

وأضاف الأسد في اجتماع مع علي أكبر ولايتي مستشار السياسة الخارجية للزعيم الأعلى الإيراني : إن الحرب التي يخوضها الجيش السوري وحلفاؤه «ليست ضد الإرهاب فقط بل أيضا ضد محاولات استثمار الإرهاب وتسخيره لتقسيم الدول وإضعافها».

واستقبل الأسد عددا من المفكرين والكتاب العرب المشاركين في مؤتمر «الواقع العربي بعد مائة عام على وعد بلفور» الذي استضافته دمشق على مدى اليومين الماضيين.

ودار الحديث خلال اللقاء حول جوانب الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سوريا ولا سيما الجانب المتعلق بقضايا الهوية والانتماء والتي تعد من أخطر أوجه هذه الحرب كونها تشكل تهديدًا وجوديًا للأمة العربية برمتها.

وأكد الرئيس الأسد أن ما تتعرض له سوريا اليوم يمثل امتدادا بشكل أو بآخر لما تعرضت له الأمة العربية على مدى أكثر من مائة عام من محاولات الغزو الفكري والعقائدي وتشويه مفهوم الهوية مشددًا على ضرورة التمسك بالهوية الحقيقية لمنطقتنا والقائمة على أساس الحفاظ على التنوع المتجانس ثقافيا وحضاريا لأن فقدان هذا التنوع يوجد البيئة المناسبة لانتشار الفكر المتطرف الذي يغذي الإرهاب. في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أن التحضيرات جارية لعقد مؤتمر الحوار الوطني السوري في مدينة سوتشي بالتنسيق مع الشركاء لا سيما تركيا وإيران, مشيرا إلى أن موعد انعقاده لم يعلن في الأصل. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافروف قوله في مؤتمر صحفي عقده في موسكو مع نظيره الموريتاني إسلكو ولد أحمد إزيد بيه: إن «موسكو تعمل مع شركائها في مفاوضات استانا وبالدرجة الأولى تركيا وإيران على تنسيق أجندة المؤتمر والمواعيد وغيرها من المسائل المتعلقة بتنظيمه كي يكون المؤتمر مثمرا ويساعد على المضي قدما في إطلاق الإصلاح الدستوري وتحضير الانتخابات الجديدة في سوريا. وبيّن لافروف أن هذا المؤتمر «لا يمكن لأحد تأجيله لأن موعد انعقاده لم يعلن رسميا بعد لكن موعد انعقاده سيعلن قريبا».

وأكد عميد الدبلوماسية الروسية أن المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا على اتصال وثيق مع الطرف الروسي في مسألة تحضير المؤتمر المقبل، مشيرا إلى أهمية التنسيق مع الشركاء الإقليميين في هذا الموضوع. وأشاد الوزير بردود الأفعال الإيجابية غالبا من قبل المدعوين للمشاركة في المؤتمر، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود أطراف في المعارضة ترفض عقده.

وأشار لافروف إلى أن هذه الدعوات تأتي، بالدرجة الأولى، من قبل المعارضة الخارجية.

وذكر وزير الخارجية الروسي أن أهمية العملية السياسية في سوريا تتزايد في وقت تشرف فيه الحرب على الإرهاب داخل سوريا على النهاية.

وحذّر لافروف المجتمع الدولي من التوقف عن دعم المساعي المبذولة في هذا المجال، مشددا على ضرورة تفعيل الجهود بزخم بغية تهيئة الظروف الملائمة لإطلاق حوار شامل بين السوريين. ويأتي ذلك عقب إعلان الرئاسة التركية أن مؤتمر الحوار السوري تم تأجيله إلى موعد يحدد لاحقا بعد معارضة أنقرة على الإعلان الذي وصفته بأنه «مفاجئ» مطالبة الجانب الروسي بمعلومات مفصلة أكثر حول المؤتمر.

ووجهت روسيا الدعوات لعدة أطراف منها الأكراد للمشاركة في مؤتمر سوتشي، معتبرة أن المؤتمر أول محاولة لتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254، حيث أعلنت الأمم المتحدة أنها لم تحدد موقفها بعد من المشاركة، فيما علقت فرنسا بأن محادثات جنيف هي المنتدى الوحيد والمعتمد من قبل المجتمع الدولي لكي تتم مناقشة الحل السياسي للأزمة السورية.

وأعلن الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أبرز مكونات المعارضة في الخارج انه لن يشارك في أي مفاوضات مع دمشق «خارج إطار جنيف» و«بدون رعاية الأمم المتحدة».

من جهتها وصفت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة في جنيف لأطياف واسعة من المعارضة السورية، المبادرة الروسية بأنها «مزحة».

وكانت روسيا كشفت الأسبوع الماضي عن مبادرتها لجمع الحكومة السورية والمعارضة على طاولة المفاوضات في سوتشي بعدما لم تحقق محادثات السلام في استانا تقدما بارزا.

واعتبر لافروف أن القوى الدولية يجب أن تضاعف جهودها لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع في سوريا فيما يقترب الجيش السوري من حسم المعركة ضد تنظيم (داعش) الذي مُني بخسائر كبرى في الآونة الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الروسي «في ما يتعلق بالنزاع السوري: إن العملية السياسية ترتدي أهمية اكبر بشكل متزايد».

وأضاف: إن «الحرب ضد الإرهاب في سوريا تشارف على نهايتها. ويجب إلا يحصل أي توقف في جهود المجموعة الدولية».

فيما نفى التحالف الدولي ضد «داعش» بقيادة الولايات المتحدة أنباء مفادها أن واشنطن تقوم بتحضير معارضة «معتدلة» جديدة في قاعدة التنف جنوبي سوريا. ونشر المركز الصحفي للتحالف الدولي، قوله : «في الوقت الراهن، يعد فصيل «مغاوير الثورة» مجموعة وحيدة يدعمها التحالف الدولي في جنوب سوريا. وهذا الفصيل شريك موثوق به وقوة قتالية فعالة في حملة ضد تنظيم «داعش». وسنواصل دعم جهوده في مكافحة «داعش» في سوريا».

وكان مركز المصالحة الروسي في سوريا أفاد سابقا اعتمادا على شهود عيان، أن الولايات المتحدة نشرت معسكرا بالقرب من مخيم الركبان يحتشد فيه مسلحون، وذلك لتشكيل «معارضة معتدلة» جديدة تتضمن جماعات «جيش أسود الشرقية» و«قوات الشهيد أحمد عبدو» و«لواء شهداء القريتين».

وأكد التحالف الدولي أنه كان يدعم سابقا مجموعة «لواء شهداء القريتين». وأضاف: «لكن، في نهاية يوليو2017، قامت مجموعة «لواء شهداء القريتين» من جانب واحد ومن دون موافقة من التحالف بدورية خارج المنطقة المتفق عليها لمنع النزاعات بالقرب من التنف، كما قامت بنشاط لا يهدف إلى مكافحة «داعش». وأن التحالف لم يعد يدعم هذه المجموعة.

وكان التحالف الدولي قد أعلن سابقا أنه أقام حول قاعدة التنف منطقة نصف قطرها 55 كيلومترًا لمنع النزاعات، وتم الاتفاق عليها مع العسكريين الروس. ولا يجوز دخول القوات السورية وحلفائهم إلى هذه المنطقة. وقد وقعت في منطقة التنف في يونيو الماضي اشتباكات بين قوات التحالف الدولي والقوات الموالية للحكومة السورية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس عن إصابة 4 صحفيين و5 جنود روس بانفجار لغم في مدينة دير الزور. وأوضحت الوزارة في بيان انه حدث تفجير نفذه «إرهابيون» في حي سكني بمدينة دير الزور، حيث «يعمل مراسلون للإعلام الروسي، وأسفر عن إصابة 4 صحفيين، هما إيليا أوشينين وتيمور فورونوف من قناة «إن تي في»، وكونستانتين هودوليف وديمتري ستارودوبسكي من قناة «زفيزدا»».

وأضاف البيان: إن «التفجير أسفر أيضا عن إصابة 5 جنود من مركز إزالة الألغام، كانوا يعملون على إزالة الألغام من المنطقة».

وأعلنت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي أن القوات الروسية في سوريا اختبرت عمليا جميع أنواع الأسلحة الوطنية الحديثة وتمكنت من تطبيق مبدأ «هدف واحد - قنبلة واحدة».

وقال المتحدث باسم الأركان العامة الروسية، فاليري غيراسيموف امس: إن القوات الروسية قامت خلال عملياتها في سوريا باختبار صواريخ مجنحة بحرية وجوية وأحدث الطائرات والمروحيات وصواريخ جوية حديثة ومنظومات استطلاعية وغيرها من أنواع الأسلحة.

وأكد المسؤول العسكري الروسي أن استخدام وسائل استطلاعية قتالية على أساس منظومات استطلاع وإدارة واتصالات على نطاق واسع سمح بتطبيق مبدأ «هدف واحد - قنبلة واحدة».

وقال غيراسيموف: إن قصف مواقع الأعداء جرى حسب بعد المناطق المستهدفة، فالمناطق الواقعة على بعد حتى 4 آلاف كم جرى استهدافها بصواريخ مجنحة بحرية من نوع «كاليبر» وصواريخ بحرية من نوع «X-101 » وقاذفات بعيدة المدى من نوع «تو-22ام3».

وأضاف: إن قاذفات من نوع «سو-24» ومقاتلات من نوع «سو-33» زودت بمنظومات حسابية عالية الدقة استخدمت في استهداف المناطق الواقعة على بعد حتى 500كم. وأشار إلى أن استهداف المناطق القريبة جرى باستخدام منظومات استطلاع واتصالات من نوع «ستريليتس» وقاذفات من طراز «سو-24ام».

وأكد غيراسيموف أن «العمل القتالي في سوريا أظهر أن الأسلحة والآليات العسكرية الروسية هي من الأفضل في العالم». إلى ذلك استهدف الطيران الحربي السوري مواقع المسلحين في تل أم خزيم وأم تريكية والبليل بريف حماة الشمالي الشرقي، وطال القصف المدفعي محور جوبر عين ترما، فيما شهدت عدة مناطق من العاصمة السورية سقوط قذائف هاون على المدينة وأطرافها من قبل المجموعات المسلحة. وفي ريف حلب وحسب مصادر إعلامية، وقوع اشتباكاتٍ بين فصائل «الجيش الحر» المدعومة من تركيا من جهة، ومسلحي «قسد» من جهة ثانية، على محور بلدة «عون الدادات»، شمال مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي، إثر هجومٍ شنّه مسلحو «الجيش الحر» على المنطقة.