عمان اليوم

فلج الصعراني بالبريمي يعرض تجربته في مدينة «بيدار» الهندية

06 نوفمبر 2017
06 نوفمبر 2017

سياح من مختلف دول العالم زاروا الفلج -

البريمي – حميد بن حمد المنذري -

يواصل الأهالي بولاية البريمي صيانة فلج الصعراني وفتح الثقاب وإزالة الأتربة المتراكمة في السواقي بهدف إعادة إيصال مياه الفلج لري الواحات والمزارع التي كانت تروى من الفلج قبل 15 عاما قبل ان يجف نظراً لقلة الأمطار في السنوات الماضية.

ويقول المهندس طالب بن أحمد الجابري المشرف العام على مشروع صيانة فلج الصعراني:إن المشروع متواصل بنفس الهمة والنشاط، وإضافة الى الهدف وهو إيصال المياه إلى الشريعة وإحياء المزارع الموجودة في البريمي التي كانت تروى من مياه الفلج لكن هذا الهدف توسع وكبر حيث نهدف الآن الى الفلج الذكي وسيكون الصيعراني أول فلج في العالم يستخدم الطاقة الشمسية وبه كاميرات مراقبة ومجسات تقيس تدفقه وتوصيل خدمة الإنترنت في أماكن الصيانة وإلى مجرى الفلج حيث يستطيع العامل في الفلج التواصل مع العالم ونقل ما يحدث داخل قنوات الفلج واستخدام الإنترنت من قبل السياح دون انقطاع من خلال وصول الشبكة الى مسارات الفلج الداخلية إضافة الى التحكم في بوابة الفلج من أعلى بديلاً لعمليات الغلق التقليدية وعمل إضاءة داخل ساقية الفلج تم الاستفادة منها عند عمليات صيانة الفلج وكذلك عند الزيارات التي قام بها السياح للفلج وتطبيق (بوابة طالب) التي أطلقها الأهالي وهي أول بوابة لفلج داؤدي للدخول فيه بأمان بدون وسائل مساعدة مثل الحبال وحتى الأطفال الذين يرغبون في الدخول يدخلون بكل أريحية وكذلك بالنسبة للنساء وهناك أفواج نسائية دخلت فلج صعراء فأصبح أول فلج داؤدي بعمق 20م يتم الدخول إليه بكل أريحية. وأضاف أن تجربة صيانة فلج الصيعراني يتم الاستفادة منها في الأفلاج الأخرى في الولاية والولايات المجاورة مثل فلج البريمي وفي ولاية محضة بجهود الشباب المتطوعين والفرق الأهلية.

وحول الدعم المقدم لصيانة الفلج يقول الجابري إن هناك دعما ماديا ومعنويا منقطع النظير من كل الجهات وهو دعم مقدر حيث قام الكل بدوره على أكمل وجه سواء من الجانب الحكومي مثل وزارات البلديات الإقليمية وموارد المياه والسياحة والتراث والثقافة والجانب الأهلي والقطاع الخاص حيث وصل الدعم المادي إلى 130 ألف ريال عماني من المواطنين والقطاع الخاص في الولاية، وقامت وزارة البلديات الإقليمية وموارد المياه بعمل قناة بطول 600 متر بتكلفة حوالي 39 ألف ريال مع إمكانية إكمال بقية مسافة القناة من خلال موازنة عام 2018، كما تم إدراج الفلج من ضمن مشاريع تقييم شهر البلديات وموارد المياه حيث قامت لجنة الشؤون البلدية برئاسة سعادة والي البريمي بزيارة الفلج، إضافة إلى الزيارة التي قامت بها معالي الدكتور وزير الزراعة والثروة السمكية للفلج وزيارة معالي الشيخ وزير البلديات الإقليمية وموارد المياه الذي قدم دعما معنويا كبيرا للمشروع.

وأكد الجابري على أهمية إبراز جهود الآباء والأجداد في شق الأفلاج تحت الأرض وتوضيح معالمها والتعريف بها لدى الناشئة والآخرين داخل السلطنة وخارجها وهو جزء من التعريف بالموروث العماني والحضارة العمانية، وأشار إلى الزيارات التي قامت بها الوفود السياحية من داخل وخارج السلطنة رغم عدم جاهزية الموقع لاستقبال السياح حيث انه تحت الصيانة لكن هناك شغف من الأهالي والسياح للتعرف على الفلج حيث زار الموقع وفود من الولايات المتحدة الأمريكية،المانيا، بلجيكا،نيوزلندا،الفلبين ومن الدول العربية من سوريا والأردن ومصر والسودان وما زالت هناك اتصالات من بعض الجهات السياحية مما يعني زيادة الحراك السياحي إلى الولاية في مختلف القطاعات.

وأشار الجابري إلى أن مشروع فلج الصيعراني كان حاضرا في مؤتمر دولي عقد في مدينة (بيدار) الهندية من خلال ورقة عمل قدمها الدكتور عبدالله الغافري مدير وحدة البحوث والأفلاج في جامعة نزوى وكانت تجربة للتعريف بالفلج خارج السلطنة ولقت الورقة صدى إيجابيا واسعا من جميع الدول المشاركة، كما لفتت الورقة والمعلومات التي وردت فيها ممثل منظمة اليونسكو في المؤتمر الذي أشاد بالفلج ومكوناته وأعرب عن أمله بأن يتاح التعريف بالفلج في مؤتمرات قادمة. وأعرب الجابري عن أمله في أن يتم عقد مؤتمر عن فلج الصيعراني قريبا، كما أعرب عن أمله في أن تتم دراسة إمكانية إدراج الفلج ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو ليضاف الى الأفلاج العمانية الخمسة التي أدرجت في القائمة.