1156323
1156323
الاقتصادية

ندوة سلسلة الكتل «البلوك تشين» تناقش إمكانية تطبيقها في السلطنة والقطاعات التي تستوعبها

06 نوفمبر 2017
06 نوفمبر 2017

دعوة لتهيئة البنية الأساسية والتشريعية والفنية -

كتبت - شمسة الريامية -

ناقشت ندوة سلسلة الكتل التي بدأت أعمالها أمس إمكانية تطبيق تقنية “البلوك تشين” في السلطنة، والقطاعات والمجالات التي يمكن أن تستوعبها، والمتطلبات اللازمة لتطبيقها من النواحي التشريعية والفنية والبنية الأساسية.

وأوضح المشاركون في الندوة أن هناك العديد من الفوائد التي تجنيها السلطنة من جراء تقنية “البلوك تشين” منها سرعة إنجاز المعاملات بكل شفافية وأمان، وتشجع على الابتكار، فضلا عن معرفة مصدر الاختراق في حالة وجوده الأمر الذي من شأنه يعزز الاقتصاد ويدفعه نحو الأمام.

وأكد المشاركون على ضرورة تدريب الكفاءات للتعامل مع هذا النوع من التقنية، وإعادة النظر في بعض القوانين، وتهيئة البنية الأساسية.

وقالوا إنه من الضروري استيعاب مصطلح هذه التقنية كمرحلة أولى، ثم القيام بعملية التقييم لمعرفة القيمة المضافة لها، ثم الانتقال إلى مرحلة التجريب، ونشر الوعي بأهمية هذه التقنية، وبعد ذلك تأتي عملية تحديد الأهداف المرتبطة بكل القطاعات، لمعرفة كيفية استخدام هذه التقنية لتعزيزها.

وقد بدأت الندوة أعمالها أمس في شيراتون عمان بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين في قطاعات اقتصادية مختلفة وذلك بتنظيم من وزارة الخارجية بالتعاون مع وزارة الإعلام، ووزارة التجارة والصناعة، والبنك المركزي العماني، وصندوق الاحتياطي العام للدولة، والهيئة العامة لأسواق المال، وهيئة تقنية المعلومات.

وتهدف الندوة التي تستمر أربعة أيام إلى التعرف على تقنية “بلوك تشين” وتطبيقاتها المستقبلية على القطاع المصرفي والمالي وقطاع الخدمات الحكومية، وبحث إمكانية استقطاب الشركات الأجنبية للاستثمار في السلطنة في مجال التعاملات المالية والتبادلات التجارية القائمة على هذه التقنية، إضافة إلى بحث إمكانية تطبيقها في الخدمات الحكومية.

خطة تطبيقية

وقال معالي سلطان بن سالم الحبسي، نائب رئيس مجلس محافظي البنك المركزي في كلمه له: إن الهدف من الندوة هو تسليط الضوء على هذه التقنية، وتطوير إطار عام لاستيعاب تطبيقاتها في القطاع المصرفي والمالي، وقطاع الخدمات الحكومية، بالإضافة إلى وضع خطط تطبيقية لتطوير منصات إلكترونية بتقنية “البلوك تشين” في عدد من المؤسسات الحكومية المختارة، وتطوير بيئة الأعمال من خلال هذه التقنية، ووضع خطة عمل لبناء المهارات والكفاءات المستقبلية في هذا المجال لدى الخريجين والباحثين عن عمل.

وأوضح الحبسي أن الندوة جاءت في إطار الاستعدادات المسبقة للتغيرات المستقبلية التي تحدثها الطفرة الهائلة في التكنولوجيا على الاقتصاد والمجتمع، ودراسة أوجه تحويل ما تحدثه من تحديات إلى فرص تخدم النمو الاقتصادي، إضافة إلى دراسة إمكانية تطبيق هذه التكنولوجيا في القطاع المصرفي والمالي وقطاع الخدمات الحكومية، والفوائد والتحديات المتوقعة من نقل هذه التكنولوجيا إلى السلطنة بمشاركة أبرز الخبراء على مستوى العالم في هذا المجال.

وأكد الحبسي أن استخدام هذه التقنية سوف يحدث نقلة نوعية في المعاملات الحكومية والمصرفية على حد سواء مما يتطلب معه ضرورة قيام المؤسسات الحكومية والخاصة بالاستثمار في هذه التقنية، وتدريب كوادرها ومراجعة أنظمتها لتتوافق مع تطبيقاتها والعمل على استيعابها واستكشاف استخداماتها في مختلف الأعمال.

وقال: إن التحول التدريجي والمدروس لاستيعاب هذا النوع من التقنية سيساهم بلا شك في تعزيز التنويع الاقتصادي وخلق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني وتحقيق قفزة نوعية في الأداء الحكومي ويساهم في خفض التكاليف وتحسين بيئة الأعمال في السلطنة، فضلا عن إيجاد أنظمة إدارية أكثر كفاءة وأمانا في المؤسسات الحكومية والخاصة من الأنظمة الإلكترونية السائدة في الوقت الحالي مؤكدا على أن “بلوك تشين” من التقنيات الصاعدة التي ستغير تدريجيا الكثير من النظم والنماذج المصرفية والمالية والتبادلات التجارية.

منصة شفافة

وقال سعادة عبد السلام بن محمد المرشدي الرئيس التنفيذي لصندوق الاحتياطي العام للدولة في كلمته إن هناك مختصين يقومون بدراسة تقنية سلسلة الكتل “بلوك تشين” وبحث آلية عمل هذا النظام، معربا عن تطلع المسؤولين في السلطنة ورجال الأعمال العمانيين لتطوير أنظمة العمل تماشيًا مع الأنظمة الحديثة التي تركز على السلاسة والدقة في العمل بشكل أكثر مرونة وأمنا “.

وأضاف أن سلسلة الكتل “بلوك تشين” هي تطبيقات ليست منحصرة على القطاع المالي وإنما بإمكانها أن تدير الموانئ والمستشفيات، موضحا انه سيتم تشكيل فريق عمل سيقوم بتحديد ما يمكن تطبيقه في السلطنة من تلك التطبيقات.

وقال سعادته: إن هناك قطاعات أخرى يجب أن تشارك بالندوة من ضمنها المنظمون وأصحاب القرار والتنظيمات والتشريعات بالإضافة للقطاع التعليمي الذي يجب أن يكون مبادرًا، معربا عن أمله أن تساهم هذه التكنولوجيا في إيجاد وظائف للمواطنين.

وأضاف أن تقنية “بلوك تشين” عبارة عن منصة شفافة مطلقة في التعاملات تهدف الى إطلاق المجال أمام القيود الموجودة في الأعمال سواءً في ممارسة العمل الحكومي أو

العمل التجاري الخاص.

وأوضح سعادته أنه جار تأسيس شركة وستبدأ أعمالها قريبا حيث تم تحديد الإدارة التنفيذية لها وستقوم الشركة بعدة أعمال من ضمنها مساعدة جميع العمانيين الطامحين الذين لديهم أي مشروع يستخدم تقنية “بلوك تشين” وتنقصهم الخبرة الإدارية أو ينقصهم

الجهد المالي لبدء هذه العمليات.

وأضاف أن الشركة ستقوم بعرض بعض التطبيقات والتقنيات على بعض الجهات الحكومية التي يمكن أن تبادر وتبدأ في تطبيق هذه التقنية ولكن لن تكون هي الشركة الوحيدة والحصرية للعمل في هذا المجال بالسلطنة فالمجال سيكون مفتوحًا للقطاع الخاص لتأسيس شركات أو الدخول في شراكة مع الحكومة.

الأنظمة والقوانين

وقال الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات: إن تقنية “ بلوك تشين” تعد من ضمن التقنيات التي وضعت بخطة استراتيجية عمان الرقمية، موضحا أن جميع التقنيات الحديثة تبنى على بنى أساسية موجودة في البلد حيث تمتلك السلطنة الشبكة الحكومية الموحدة بالإضافة إلى تدشين الشبكة الحكومية فائقة السرعة والسحابة الحكومية وهي جزء مهم لاستضافة مثل هذه التقنيات في السلطنة. وقال: إن تقنية “بلوك تشين” ما زالت في طور التجربة في جميع دول العالم، موضحا أن توجد في السلطنة حاليا بعض المشاريع التجريبية في مجال تقنية الـ “بلوك تشين” والتي تنفذ في بعض الخدمات وسيتم الإعلان عنها قريبا، مبينًا أن الهدف من بناء هذه التقنيات هو إيجاد بنية أساسية تساعد في تنفيذ تقنية الـ “بلوك تشين” من ضمنها أمن المعلومات. وأكد أن خطة التحول للحكومة الإلكترونية مستمرة حيث إن المؤسسات الحكومية في السلطنة قطعت شوطا كبيرا في هذا المجال متمثلا في وجود بعض القوانين كقانون المعاملة الإلكترونية والتوقيع الإلكتروني الذي يستخدم من قبل المؤسسات الحكومية والذي أعطى دفعة للمستخدمين لاستخدام هذه الخدمات.

نشر الوعي

وقالت نجاح بنت عبدالوهاب الحمدية، نائبة رئيس الخدمات الفنية بالبنك المركزي العماني: إن الهدف من الندوة تقييم هذه التقنية، لمعرفة مدى إمكانية تطبيقها في السلطنة، والمجالات والقطاعات التي يمكن استيعابها، بحيث يتم بالخروج بخطة عمل لتطبيقها، والبنية التحتية للبدء في التطبيق، وخاصة في المجال المالي والمصرفي.

وأكدت الحمدية على ضرورة الاستعداد الأمثل لاستيعاب هذه التقنية في السلطنة، وكيفية الاستفادة منها بدلا من فرض وجودها وتكون تحديا بالنسبة لنا. موضحة على أهمية نشر الوعي بين الناس للاستفادة منها بشكل إيجابي.

تسهيل الخدمات الحكومية

واكد بدر بن سالم المنذري، مدير عام أمن المعلومات أن تقنية” بلوك تشين” هي تقنية جديدة، ويجري حاليا تجريب بعض المشاريع لمعرفة مدى تطبيقها، والمتطلبات اللازمة لتطبيقها سواء من النواحي التشريعية والفنية والبنية التحتية، إضافة إلى النواحي المرتبطة ببناء القدرات والكفاءات والسياسات المرتبطة بها سواء من ناحية المنظمين، وتحديد صلاحيات التي ستطبق هذه التقنية.

وأوضح المنذري أن الفوائد التي تجنيها السلطنة من تطبيق هذه التقنية هي القيام بالمعاملات بشكل سريع، وبكل أمان وشفافية وموثوقية، الأمر الذي من شأنه يسهم في تسهيل الخدمات الحكومية، والابتكار لأنها تلغي الطرق الثالث، وتسمح بالقيام بالمعاملات بين طرف وطرف مباشرة بطريقة آمنه، حيث يصعب اختراقها والتلاعب بها، مما يدفع بالاقتصاد إلى الأمام.

وقال المنذري: إن هناك تحديات تتعلق بالقوانين الموجودة حاليا، ولذلك لابد من إعادة النظر فيها، وتحديات تتعلق بالبنية التحتية، وبالكفاءات والقدرات، وبالمعايير الفنية حيث لا يوجد معايير واضحة لهذه التقنية.

السرعة والكفاءة

وأوضح فوزي بن حمد الكيومي، نائب مدير دائرة تطوير المصارف أن قبل البدء من إدخال هذه التقنية في السلطنة لابد من استكشاف تطبيقاتها كمرحلة أولى، ثم معرفة المجالات والقطاعات التي تحتاج تطوير البنية التحتية فيها، وإعادة النظر في بعض القوانين لتتلاءم مع هذه التقنية. مشيرا الى أن تدريب الكفاءات التي تستطيع التعامل مع هذه التقنية تعتبر من أبرز التحديات.

وقال الكيومي: إن هناك عدة إيجابيات وفوائد يمكن ان تجنيها السلطنة من جراء تطبيق هذه التقنية في التعاملات الحكومية وهي السرعة والكفاءة في الإنجاز وتحسين بيئة الأعمال، وتطوير الأنظمة الحالية المعمول بها بحيث تلبي متطلبات المجتمع ورجال الأعمال.

خطة العمل

وأكد د. عمار بن درويش العبيداني، عضو فريق نقل العلوم والمعرفة والتكنولوجيا بوزارة الخارجية على ضرورة تكامل المؤسسات مع بعضها البعض لإعداد الآليات والخطة العامة، ثم الخروج بخطة تطبيقية تتضمن نوع التقنيات، ونوع التدريب، والتشريعات، والسوق المحلي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

وقال بأنه تم التواصل مع مؤسسات عديدة لقيام بمشاريع تقوم على هذه التقنية، واستطعنا الحصول على سبعة مشاريع، لتكون جميعها بمثابة نواة يتم مناقشتها في الندوة، وبناء عليها خطة العمل التطبيقية في حالة قررت السلطنة تطبيق “البلوك تشين”. كما سيتم دراسة إمكانية تطبيق هذه المشاريع بالفعل أو تطويرها، فضلا عن دراسة فيما ستكون السلطنة مستخدمة لهذه التقنية أم تطورها بحيث تكون في الصدارة سواء في المنطقة أو على المستوى العالمي.

وأوضح العبيداني أن الندوة ستخرج باقتراحات، يتم تقديمها للحكومة، لاتخاذ القرارات المناسبة، مؤكدا أن هناك فوائد عديدة من جراء تطبيق هذه التقنية في السلطنة منها مصداقية المعلومات، والحماية من تكرار المعلومات، ومعرفة مصدر الاختراق في حالة وجوده.