1154539
1154539
آخر الأخبار

70 غواصا خليجيا يشاركون إدارة البيئة والشؤون المناخية في دراسة بيئات الشعاب المرجانية بمسندم

05 نوفمبر 2017
05 نوفمبر 2017

أجمعوا على تفرد بيئتها البحرية وغنى مناظرها الطبيعية وتنوع الشعاب المرجانية -

بخاء - أحمد بن خليفة الشحي -

نظمت إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم حملة لتنظيف ودراسة بيئات الشعاب المرجانية في عدة مواقع بمنطقة خور النجد وجزيرة أم الطير، وذلك بمشاركة كل من فريق مسندم للاستكشاف وفريق الغوص العماني وفريق أسماك الإمارات وفريق دبي للغوص التطوعي وفريق غواصين من السعودية وفريق غواصين البحر العميق البحريني وفريق سنيار الكويتي وفريق غواصي المياه الزرقاء العماني وفريق زعاب للغوص التطوعي وفريق الإمارات للغوص التطوعي والفرق التطوعية الأخرى بولاية خصب حيث بلغ عدد المشاركين في هذه الحملة أكثر من مائة شخص منهم سبعون غواصًا.

وحول الفعالية قال المهندس طارق بن حسن بن علي المعمري مدير إدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم: «إن الحملة تهدف إلى نشر الوعي البيئي بين أوساط المجتمع وتحقيق مشاركة القطاعات المجتمعية في نشر ثقافة الحفاظ على بيئة عُمان نظيفة تحت شعار (بيئتنا حياة)، كما تهدف الحملة إلى التعريف بأهمية الشعاب المرجانية واستدامتها للحفاظ على التوازن البيئي والتعرف على أنواع الشعاب المرجانية الموجودة بمنطقة خور النجد وجزيرة أم الطير وجزيرة الحبلين ودراسة الأضرار التي تؤثر على الشعاب المرجانية بفعل الإنسان (الشباك، الأقفاص، والمخلفات بجميع أنواعها ومراسي القوارب) والظواهر الطبيعية (ظاهرة المد الأحمر) وتغيير الخواص الفيزيائية بسبب ارتفاع درجات الحرارة (تبييض الشعاب المرجانية، واقتلاع وتكسير الشعاب بسبب الأمواج العاتية) في حين تخدم الحملة تنشيط ونشر ثقافة السياحة البيئية لمحافظة مسندم عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال نشر كل ما يتعلق بالمناظر الجملية للمحافظة وروعة الشعاب المرجانية فيها».

سلامة البيئة البحرية

وأضاف: إن محافظة مسندم تتفرد بموقعها الجغرافي المميز وتنوع بيئتها الجبلية والبحرية والتي تتمتع بمناظر طبيعية خلابة، وتعد البيئة البحرية مصدرًا للدخل لشريحة كبيرة من أبناء المحافظة من خلال ممارسة مهنة الصيد وتعتبر هذه الحملات فرصًا مثاليةً لتعاون أبناء المجتمع في تنظيف البيئة البحرية من المخلفات التي تسببت فــي فقدان مكوناتها الطبيعية وتشويه منظرها حيث تسهم هذه الفعاليات في زيادة الوعي العام بالقضايا البيئية المختلفة وتمنحهم الحلول العملية التي تمكنهم من إحداث تغيير إيجابي للتغلب على المشكلات التي تهدد سلامة البيئة بشكل عام والبيئة البحرية بشكل خاص.

وأضاف المعمري: «إن الحملات السابقة كانت بمثابة حملات تنظيف فقط ولكن هذه الحملة تهدف إلى تنظيف ودراسة بيئات الشعاب المرجانية مع عمل تقييم لهذه المواقع ومعرفة مدى الأضرار سواءً كانت بسبب العوامل الطبيعية مثل (ارتفاع درجات الحرارة أو الأمواج ) أو بفعل الإنسان مثل (الشباك والأقفاص وغيرها من المخلفات»، مشيرًا إلى أن هذه الحملة شهدت إزالة العديد من شباك الصيد القديمة والتالفة (العادية، وشباك العقرب) وأقفاص الصيد والمخلفات العالقـة بهذه المواقع نتيجة للممارسات الخاطئة الأمر الذي دفع الكثيرين من محبي البيئة إلى تحمل المشاق والصعوبات للمشاركة في فعاليات هذه الحملة التي تساهم في إصلاح ومعالجة الاختلالات البيئية للحفاظ على المواقع الطبيعة وحماية الأنواع والكائنات الموجودة بها.

حماية الأحياء البحرية

من جانبه قال عبدالواحد بن حسن بن علي الكمزاري رئيس قسم صون الطبيعة «تمتاز منطقة خور النجد بالتنوع الكبير في بيئتها البحرية واحتوائها على العديد من الجرُف البحرية والجزر الصغيرة التي تتنوع فيها الحياة البحرية والمرجانية الفريدة، وتستقطب هذه الثروات الطبيعية الكثير من هواة رياضة الغوص وتشد أنظار المحترفين في هذا المجال، كما تعد جزيرة أم الطير التي تقع في الجهة الشرقية لسواحل المحافظة قبالة خور شابوص من أهم هذه الجزر نظرًا لاستقبالها أفواجًا من الطيور المهاجرة سنوياً وهي طيور (الخرشنة) للتكاثر فهي تبيض وتفرخ في الفترة ما بين شهر يونيو إلى نهاية أغسطس، وتعتبر جزيرة أم الطير محمية طبيعية نظرًا لما تتميز به من مقومات طبيعية تفوق بقية الجزر المتناثرة على طول سواحل المحافظة حيث باتت هذه الجزيرة ملاذًا آمنًا للعديد من الكائنات البحرية والطيور المهاجرة وموقعًا فريدًا لنمو العديد من أنواع الشعاب المرجانية حولها، وكل هذه المقومات تجعل محافظة مسندم في صدارة المناطق المبهرة للكثير من محبي البيئة ورواد الغوص من داخل السلطنة وخارجها، لذا وجب علينا نحن كمختصين بمجال صون الطبيعة أن نقوم برسم الخطط التي تساهم في حماية الأحياء البحرية وتنفيذها بشكل دوري مع ضرورة إشراك المجتمع والشركات السياحية في هذا الجانب لتحقيق نشر ثقافة الحفاظ على بيئة عُمان نظيفة، حفاظًا على ثروات البيئة البحرية والشعاب المرجانية. وفي هذا الإطار قام المختصون بهذه الإدارة بالتعاون مع شركة غواص رأس مسندم بتحديد المواقع المتأثرة بالشباك والمخلفات الأخرى من خلال إجراء مسح متكامل على المناطق البحرية في خور النجد وجزيرة إم الطير قبل الحملة مما سهل العمل على الفرق المشاركة بالحملة في التوجه مباشرة إلى مواقع هذه الشباك، كما تم توزيع الغواصين وفق الخبرات على هذه المواقع نظرًا لتفاوت الأعماق من منطقة إلى أخرى بالإضافة إلى المواقع الأكثر تأثرًا بالتيارات المائية وذلك حفاظًا على سلامة المشاركين في هذه الحملة.

مقومات بحرية

وتحدث المدرب بدر بن محمد الشحي صاحب شركة استكشاف مسندم للغوص قائلا: «تنفرد محافظة مسندم بمقومات بحرية وأحيائية متميّزة وهي من أكثر وجهات الغطس شهرة في المنطقة، الأمر الذي دفعني إلى تشكيل فريق يعنى بحماية البيئة البحرية وأنا سعيد جدًا اليوم لتدشين فريق استكشاف مسندم للغوص بشكل رسمي خلال هذه الحملة وهو فريق تطوعي يضم عددًا من الغواصين من أبناء محافظة مسندم بهدف نشر رياضة الغوص الآمن والحفاظ على البيئة البحرية من خلال ترسيخ الخدمة المجتمعية في حماية البيئة البحرية والحد من عمليات الغوص العشوائي بالإضافة إلى مساندة الجهات الحكومية والخاصة في حماية البيئة البحرية من الظواهر السلبية المنتشرة ومحاولة استكشاف مواقع الغوص في المحافظة بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، وخلال غوص الفريق عند جزيرة الحبلين تبين تحطم مجموعة كبيرة من الشعاب المرجانية وذلك نتيجة رمي المراسي من قبل الصيادين ومرتادي الجزيرة على هذه الشعاب نظرًا لعدم وجود عوامات ثابتة تسمح باستخدامها بدلًا من رمي المراسي وهذه مشكلة كبيرة نتمنى من المختصين في وزارة البيئة والشؤون المناخية الإسراع في حلها، كما يسرني أن أتقدم هنا بالشكر الجزيل لإدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم وعلى رأسها المهندس طارق بن حسن المعمري على دعمهم المتواصل لهذا الفريق الذي سيكون عاملًا أساسيًا في دعم الفعاليات البيئية ونشر هذه الثقافة بين أوساط المجتمع».

أجمل المغاصات

وقال الغواص صالح الظهوري رئيس فريق أسماك الإمارات: «تعتبر البيئة البحرية في محافظة مسندم من ضمن أجمل المغاصات في العالم وذلك لما تتمتع به من موقع جغرافي على مضيق هرمز، وتقع سلسلة جبال مسندم بين بحر عمان من الشرق والخليج العربي من الغرب، وهذا الموقع له أثر كبير في تنوع واختلاف مواقع الغوص من موقع لآخر وتعدد الحياة البحرية وتتمتع مسندم بأنواع من الأسماك والشعاب المرجانية التي قليلًا ما نراها في مواقع أخرى بالعالم، وبحر مسندم من جنان الله فيه من مخلوقات ما يسحر عيون الغواصين بجمالها وتؤثر قلوبهم بروعتها، وأنا شخصيًا استمتع بالغوص في مسندم وأتواجد بشكل شهري للغوص هنا، ونبارك لفريق استكشاف مسندم للغوص التطوعي الذي سيساهم بلا شك في حماية البيئة البحرية ونتمنى لهم التوفيق في هذا المجال، وكل الشكر لإدارة البيئة والشؤون المناخية في محافظة مسندم على اهتمامها بالبيئة البحرية والسعي الدؤوب إلى تحقيق الأفضل دائمًا في تحقيق المصلحة العامة».

أغنى البيئات البحرية

والدكتور علي بن صالح العجمي ممثل منظمة ناوي بالسلطنة أشار إلى أن البيئة البحرية لمحافظة مسندم تعتبر من أغنى البيئات لما تتوفر بها من تضاريس متنوعة تزخر بالعديد من أنواع الأسماك والكائنات البحرية المختلفة، إلا أن الشباك العالقة التي تضج بالأسماك والسلاحف الميتة والهياكل العظمية للسلاحف بطريقة مؤلمة وتستدعي تدخل جميع الجهات المعنية في إيجاد ثقافة التعاون بين المسؤول والصياد للمحافظة على هذه الثروات وحمايتها، وقد تشرفت بهذه المشاركة مع إخواننا الأشقاء أبناء دول مجلس التعاون الخليجي في هذه الحملة المميزة وأحيي المعنيين بإدارة البيئة والشؤون المناخية بمحافظة مسندم على هذا التنظيم الرائع ونحن على استعداد للعمل جنب إلى جنب من أجل المحافظة على هذه الثروات.

قيمة اقتصادية

الكابتن عبدالعزيز العبودي عن الفريق السعودي للغوص قال: إن محافظة مسندم غنية بالمناظر الطبيعية والأماكن البيئية الرائعة وللشعاب المرجانية أهمية كبيرة وقيمة اقتصادية وطبيعية واجتماعية وسياحية، حيث إنها تأوي العديد من الأسماك والأحياء البحرية، كما أن مستوطنات الشعاب المرجانية تعتبر حدائق غناء يسعى لمشاهدتها كثير من السياح وهواة الغوص لما تتميز به من مناظر خلابة وأحياء بحرية متنوعة،والجميل في هذه المنطقة (منطقة خور النجد) بأنها لا تزال تحتفظ برونقها وجمالها الطبيعي الذي لم تمسه أيدِ البشر، وتوجد بها مواقع متميّزة لممارسة رياضة الغوص، ورسالتي هي أن يعتبر كل أنسان نفسه سفيرًا للبيئة مع ضرورة تلاحم الجميع والمشاركة في مثل هذا العمل لأن حماية البيئة مسؤولية الجميع وليست فقط مسؤولية الغواص وأنا سعيد اليوم بتواجدي مع هذا الفريق الهائل من الغواصين والأجمل أن أغلبهم هم من أبناء الخليج وهم من فرق تطوعية حبًا منهم في حماية بيئتهم وهدفنا جميعًا من خلال هذه الحملة هو الحفاظ على نظافة البيئة البحرية وحماية مفرداتها.