1151143
1151143
عمان اليوم

رؤية طموحة للارتقاء بالخدمات الصحية في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية

01 نوفمبر 2017
01 نوفمبر 2017

المركز الوطني لطب وجراحة القلب .. إنجازات وطموحات -

أشارت الإحصائيات الصادرة عن المستشفى السلطاني أنه خلال عام 2016م بلغت عدد القسطرات التشخيصية والعلاجية للقلب حوالي 6246 عملية، بمعدل 20 قسطرة يوميا بنسبة نجاح عالية ومضاعفات جانبية متدنية تماثلان الدول المتقدمة طبيا في هذا المجال، وزيادة بنسبة 123% مقارنة لعدد القسطرات التي أجريت خلال 2010 والتي بلغت 2797 قسطرة.

كما بينت الإحصائيات عن تحقيق المركز الوطني لطب وجراحة القلب إنجازا نوعيا في مجال متوسط قائمة انتظار المرضى لمواعيد القسطرة القلبية كما يتم التعامل مع الحالات الطارئة مباشرة.

وخلصت الإحصائيات إلى أن هذا الإنجاز النوعي ترافق مع افتتاح المركز الوطني لطب وجراحة القلب بالمستشفى في 13 ديسمبر من عام 2015م، حيث أحدث قفزة نوعية في مجال المعدات والأجهزة الطبية المستخدمة في مجال أمراض القلب، وعدد أسرة الترقيد، فضلا عن زيادة في عدد غرف عمليات القسطرة القلبية من غرفتين إلى خمس غرف، وهو ما يعكس رؤية وزارة الصحة الرامية إلى الارتقاء بجودة منظومة الرعاية الصحية بالسلطنة لا سيما في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية.

المركز الوطني روعي في إقامته أن يحقق متطلبات الخطط الخمسية للسلطنة في مجال الصحة، وتعزيزا لجودة الرعاية الصحية في مجال أمراض القلب والأوعية؛ إذ يضم المركز بين ثناياه أحدث المعدات والأجهزة الطبية، فضلا عن امتلاكه لكوادر صحية ذات كفاءات وخبرة عالية.

ونال المركز الوطني صيتا دوليا وشهادات ثناء نظير جودة الرعاية الصحية المجيدة سواء من مؤسسات صحية مرموقة عالميا إلى جانب شخصيات طبية عالمية كالدكتور مجدي يعقوب الذي يعتبر أحد أشهر جراحي القلب، حيث عبر عن مدى انبهاره لمواكبة المركز أحدث التقنيات والمعدات الطبية في مجال القلب، فضلا عن إشادته بالكفاءات الطبية والفنية والتمريضية التي يزخر بها المركز الوطني لطب وجراحة القلب.

واعترافا من المجتمع الدولي بالمركز الوطني بكفاءته في قسطرة القلب تم إسناد إجراء قسطرات قلبية في مجال الأمراض والعيوب الخلقية للقلب إليه، وتم بثها في ربط مباشر بمؤتمر روما الدولي للقلب والمؤتمر الدولي لعلاج حالات العيوب الخلقية والشريحية (CSI)، وبلغ مجموع المشاركين في المؤتمرين حوالي 2500 طبيب مختص، وهو ما يترجم توجه وزارة الصحة المتمثل في أهمية إبراز مساهمة السلطنة في الارتقاء بالأساليب العلاجية في مجال الطب البشري.

وشهد المركز الوطني في مجال قسطرة القلب منذ افتتاحه في عام 2015، تدشين العديد من القسطرات النوعية التي تعد الأحدث من نوعها على الصعيد الدولي أبرزها قسطرة كهربائية القلب للأطفال، وقسطرة كهربائية بتقنية التجميد لعلاج الرجفان الأذيني للقلب، وقسطرة علاج اضطرابات نبضات القلب عبر تقنية الكي الحراري وزراعة أحدث الصمامات الأبهرية والرئوية عن طريق القسطرة، وزراعة أجهزة مراقبة نبضات القلب بواسطة تقنية الحقن، وعمليات فتح الانسدادات المزمنة للشرايين، إضافة إلى تدشين تقنية رسم القلب ثلاثي الأبعاد.

وبالنسبة لآلية تحديد مواعيد القسطرات القلبية بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب فتتماشى مع المقاييس والمعايير المتعارف عليها عالميا في هذا المجال، ففي الحالات الطارئة يتم إدخال المريض فورا إلى غرفة القسطرة لتقديم الإجراءات العلاجية اللازمة له، وأما في الحالات المرضية المتوسطة فتمنح موعدا تشخصيا أو علاجيا قريبا نسبيا، في حين أن الحالات الروتينية يعطى لها موعد وفق قائمة الانتظار المتاحة للمواعيد، علما بأن أوقات إجراء القسطرة القلبية بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب هي متواصلة على مدار 24 ساعة يوميا.

وتتلخص طريقة إجراء قسطرة القلب في إدخال أنبوب دقيق مرن من خلال منطقة الفخذ أو اليد، ويمر هذا الأنبوب حتى يصل إلى منطقة القلب حيث تهدف القسطرة غالبا إلى إجراء فحوصات تشخيصية أو تدخلات علاجية للقلب والشرايين أبرزها علاج العيوب الخلقية للقلب، أو تصحيح اضطرابات كهربائية القلب، أو التحقق وعلاج شرايين القلب عبر توسيع مجرى الشرايين بمساعدة بالون صغير ودعامات معدنية دقيقة توضع على الجزء الضيق من الشريان، وذلك للحفاظ على سلامة وانسيابية تدفق الدم إلى عضلة القلب بمعدل طبيعي.

وتُعزى الإنجازات المتوالية لقسم قسطرة القلب بالمركز الوطني لطب وجراحة القلب إلى روح العمل لكوادره الصحية كفريق واحد، واستشعارها للمسؤولية الإنسانية الملقاة على عاتقها تجاه المرضى، علاوة على مواكبتها لأحدث التقنيات والمعدات المستخدمة في قسطرة القلب على الصعيد الدولي، والعمل الدؤوب لتنمية المهارات والأداء المهني للكوادر الصحية في هذا المجال، وذلك من خلال عقد دورات نظرية وتطبيقية دورية تسلط الضوء حول آخر المستجدات للأساليب العلاجية والتشخيصية للقسطرة القلبية بالتعاون مع بيوت الخبرة وشخصيات طبية دولية مرموقة في هذا المجال.

الجدير بالإشارة أن أمراض القلب والأوعية الدموية تعتبر المسبب الأول للوفاة سواء في السلطنة أو العالم؛ لذلك تتجه السلطنة ممثلة بوزارة الصحة نحو النهوض بالرعاية الصحية في هذا المجال بما يتماشى وأحدث الأساليب العلاجية والتشخيصية لأمراض القلب على المستوى العالمي، وتلبية لتطلعات وطموحات المرضى في الحصول على خدمات صحية مجيدة في هذا المجال.