1144305
1144305
مرايا

مواقع التواصل الاجتماعي فخ لصيد المحتاجين أحيانا

01 نوفمبر 2017
01 نوفمبر 2017

لصوص بأسماء شخصيات معروفة -

كتبت- رحاب الهندي  -

هو حلم أن يتحقق يلحق به من هو صاحب حاجة، يصدق ويجتهد ليصل للحلم، حتى لو أنه طلب المساعدة من البعض، وما الضير إذا كان من يقدم المساعدة اسما مرموقا ومعروفا بسمعته الطيبة وأخلاقه الحميدة في المجتمع.

لا نتحدث لغزا لكننا هنا نوجه عناية القراء للحذر من عمليات نصب لاستغلالهم، وسحب بعضا من النقود التي يتمنون أن تصلهم من فاعل خير، وفاعل الخير عبر بعض المواقع هو في الحقيقة لص يختبئ وراء أسماء لا يمكن للبعض أن يشك بنزاهتها وفعلها الخير.

إذا ما الحكاية؟ لعل بعض من وقع ضحية مثل هذا الاحتيال يتحدث عنها وليحذر الجميع.

سعد الحارثي (سائق تاكسي) يقول: الحمد لله على كل نعمه التي لا تعد ولا تحصى، لكننا في زمن للأسف استغل أصحاب النفوس الضعيفة الناس لسلب أموالهم.

وحكايتي باختصار أن ابنتي أخبرتني أن هناك رجلا صالحا ومعروفا بالخير والهبات يعلن عن طريق صفحته بموقع الانستجرام مساعدته لكل محتاج، كبناء بيت أو تسديد قرض، بصراحة فرحت، خاصة وهو يكتب أنه من خلال موقعه سيجيب نداء من يلجأ إليه بشكل شخصي، وهذا ما حدث، كتبنا له أننا بحاجة للمساعدة، وفورا أجابنا «أبشروا.. حجزت لكم مبلغا من المال في محل صرافة تواصلوا معه لا ستلام المبلغ».

في البداية بكيت فرحا على فعل الخير ودعوت للرجل، وكانت المفاجأة أن مكتب الحوالات هو الذي تواصل معنا، لكن الصدمة كانت أن مكتب الحوالات طلب منا مبلغا من المال لإرسال المبلغ لنا، هنا توقفت ابنتي متسائلة: كيف يطلبون مالا مقابل المساعدة؟ والأغرب في الموضوع أن مكتب الحوالات ليس بالسلطنة بل في بلد عربي، وبسرعة أرسلت ابنتي لرجل الخير متسائلة كيف ندفع مالا لمكتب الحوالات وأساس المبلغ هو المساعدة! من يساعد من؟

وكانت المفاجأة أن من يزيف اسم الرجل اختفى، والحمد لله أننا كشفنا أن الموضوع نصب واحتيال باسم هذا الرجل المعروف، وتذكرت أن شرطة عمان السلطانية كثيرا ما حذرت الناس، لكن حاجة الناس أحيانا تغطي عيونهم عن الحقيقة ولو بعض الوقت.

لا عزاء للمحتاجين

أم خميس (ربة بيت) حين تحدثنا معها قالت أن جارة لها احتاجت مبلغا، فقرأت في بعض المواقع أن هناك من يمد يد المساعدة للمحتاجين، ففكرت في طلب المساعدة من هذا الرجل من أجل تخليص زوجها من قرض للبنك، لكن الصدمة أنها وافقت على إرسال مبلغ لمكتب تحويلات تواصل معها بعد موافقة الرجل على تقديم مبلغ القرض، وطبعا لم يصلها المبلغ وضاع المبلغ الذي أرسلته، ولم تملك إلا قول حسبي الله ونعم الوكيل.

تحذير دائم

أجاب محمد البلوشي (مدرس) قائلا: أعتقد أن حالات النصب كثيرة في كل العالم وليس في السلطنة، وكما يقولون صاحب الحاجة أعمى ويتعلق بقشة.

شخصيا وجدت على مواقع التواصل الاجتماعي أشخاصا كثيرين -وغالبيتهم أسماء معروفة هنا في مجتمعنا العماني- يقدمون مساعدات مالية للجميع، ولكني كنت دوما أشك أن من وراء الأسماء المعروفة هذه أناسا نصابين يستغلون هذه الأسماء ليثق بهم الناس، وللأسف يقع في شبكتهم بعض الناس الذين يظنون أن هذه الأسماء لا غبار عليها، ولا يصدقون أن هذه الأسماء مجرد أسماء، والأشخاص الحقيقيون لا يعرفون باستغلال أسمائهم، ولعل الجميع يتذكر التنبيهات الدائمة من شرطة عمان السلطانية، لكن للأسف الشديد أن كثير من الناس يقعون ضحية هذا النصب.

فرحة مؤقتة

يضحك راشد المعمري (موظف) قائلا: أنا شخصيا تعرضت لنصب من وراء الهاتف، حيث اتصل بي في يوم ما رجل آسيوي قائلا لي: مبروك لقد ربحت 3 ألاف ريال، ومن فرحتي بالمبلغ للوهلة الأولى صدقت كلامه، وبدأت أجيب على أسئلته التي طلب فيها الاسم الكامل ورقم الحساب والبنك الذي أودع فيه نقودي.

وبعد نهاية المكالمة واجهتني زوجتي بسؤال: هل تصدق مثل هذا الكلام! كيف ربحت المبلغ، ولم؟ وفعلا كانت صدمة لحظية، وفورا اتصلت بفرع البنك وأخبرتهم فأوقفوا مؤقتا التعامل مع حسابي، وأنقذني الله من عملية نصب أعتقد كانت مؤكدة .

النصب أنواع

في حديث فاطمة البلوشية (مدرسة) واقع حقيقي لكثير من عمليات النصب المختلفة، حيث أكدت أن عمليات النصب مختلفة ولها أوجه كثيرة، حيث يقع بها بعض الناس، وبالتأكيد أن عمليات النصب هذه انتشرت بانتشار مواقع التواصل الاجتماعي التي يتابعها الغالبية، وبلا شك الكل يعرف أن حركات النصب تنتشر عبر الإعلانات المغرية، منها تقديم جميع أنواع المساعدات للمحتاجين، ومنها عرض وبيع مواد مختلفة، وعروض خاصة لتشجع الناس على الشراء، وحين يتصل الشخص بهم يجد أن المبلغ المطلوب لشراء المادة هو أضعاف المبلغ الذي تم عرضه، والبعض طبعا يشعر بالإحراج ويضطر للشراء خاصة إذا وصلت البضاعة لبيته. وبصراحة أستغرب من الناس الذين يلجأون للشراء من هذه المواقع، وتكون حقيقة البضاعة التي تصلهم غير تلك التي تم عرضها، وتستطرد فاطمة حديثها قائلة: ما شاء الله أسواقنا بها كل الأشكال المختلفة، والأسعار والبضاعة يراها الشخص ويلمسها، فلم يلجأ لمجرد صورة!.

ختاما

النصابون الذين يلجأون وراء أسماء وصور لأشخاص حقيقيين هم مجرد مجرمين لا أكثر، والواجب من الجميع الحذر ثم الحذر، فمن يساعد الناس بالتأكيد لا يطلب مبلغا يصله قبل أن تصل مساعدته للمحتاج، أبعدكم الله جميعا عن النصب والنصابين.