1148462
1148462
العرب والعالم

بعد 100 عام على الثورة روس يحلمون بالعودة إلى الملكية

29 أكتوبر 2017
29 أكتوبر 2017

موسكو- (أ ف ب) - في 1917 أعدم أجداده لأنهم دعموا قيصر روسيا. وبعد مائة عام يحلم ميخائيل أوستينوف المقيم في شقة في إحدى ضواحي موسكو بعودة الملكية.

يقول اوستينوف الذي أعلن نفسه ناطقا باسم الأوساط الملكية في موسكو: إن «الروس ملكيون في فكرهم وان كان السوفيات حاولوا حرفهم عن ذلك».

ومنذ سقوط الاتحاد السوفييتي في 1991 و«لتمجيد القيصر» يرتدي الرجل البالغ من العمر 68 عاما كل يوم زيا يذكر ببزات الجيش الأبيض الذي قاتل البلاشفة من 1917 إلى 1922 تعبيرًا عن ولائه لنيكولاس الثاني.

أعدم البلاشفة في 1918 القيصر لكن السلطات ردت له الاعتبار بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.

ودفنت رفاته في 1998 في سانت بطرسبورج العاصمة السابقة لروسيا القيصرية مع عدد من أفراد عائلته، في مراسم حضرها الرئيس بوريس يلتسين حينذاك.

وفي عام 2000 أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية نيكولاس الثاني شهيدًا ليس بصفته آخر قياصرة روسيا بل؛ لأنه «تقبل الموت» في الأسابيع التي سبقت إعدامه.

ويقول أوستينوف الذي فقد عشرين من أفراد عائلته خلال ثورة 1917 «أريد أن أموت مقاتلًا معلنًا حبي للقيصر كما فعلل جدي ووالد جدي وكل أجدادي».

ويعتبر اوستينوف الثورة «انقلابا».

ويشير استطلاع للرأي أجراه معهد «فيتيسيوم» في مارس أن 28 بالمائة من الروس «يؤيدون» أو «لا يعارضون» عودة حكم القياصرة.

وهؤلاء هم بالتأكيد أقلية لكن نسبتهم في ارتفاع اذ أنها لم تكن أكثر من 22 بالمائة في 2006.

وهذه النسبة مرتفعة بين الشباب وتبلغ 33 بالمائة لدى فئة 18 إلى 24 عامًا و35 بالمائة من الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عامًا.

وقال عالم الاجتماع ستيفان لفوف الذي أجرى الاستطلاع «نرى بشكل واضح الأجيال ‹السوفياتية› تقاوم هذه الفكرة أكثر من الشباب الذين يعتبرون الملكية نظام حكم يمكن التفكير فيه ... كما لو أن مفعول حقنة اللقاح السوفييتية قد انتهى».

وأضاف انه في أذهان الشباب الروس، الملكية لم تعد مرتبطة بغياب الحرية والديمقراطية «بل إنها اكثر جاذبية بسبب عقلانيتها وفاعليتها».

بوتين «قيصر أصلا»

ولد بافيل ماركوف عند انهيار الاتحاد السوفييتي.

وهو من الشبان الذين يرون في الملكية «نظاما ملائما ومتوازنا» اكثر من الديموقراطية على حد قوله.

ويؤكد أستاذ التاريخ الشاب الذي يعمل في نيجني-نوفغورود (400 كلم شرق موسكو) أن «الديموقراطية لا تناسب الروس وعقليتنا تتطلب سلطة استبدادية ومركزية».

ويضيف: إن «ملكية دستورية ستسمح بتعزيز قيمنا التقليدية لإعطاء القوة والحيوية للسكان من جديد»، مشددا على أن الإيمان بالملكية «لا ينفصل» عن العقيدة الارثوذكسية السائدة في روسيا. وتقول إيلينا ميلنيكوفا الطالبة البالغة من العمر 22 عاما وتعمل في ترميم الأيقونات بلا تردد ان «فلاديمير بوتين قيصر في الأساس، انه يتصرف كقيصر»، معتبرة أن عودة إلى الملكية تعني عودة إلى «القيم الروسية الحقيقية».

«نظام»

قال فلاديمير بوتين في 2015 أن لقب قيصر «لا يناسبني».

لكن الكرملين وبتقربه من الكنيسة الأرثوذكسية، يؤمن استمرارية لسياسة القيصر.

وباسم الوحدة والكرامة الوطنية يتبنى اليوم الإرث القيصري والسوفياتي معا.

ولا تثير شخصية نيكولاس الثاني والعودة إلى النظام الملكي اهتمام الأوساط السياسية في روسيا باستثناء النائبة المؤيدة للكرملين والمدعية العام السابقة في القرم ناتاليا بوكلونسكايا التي تعبر بوضوح عن وفائها للقيصر.

ويبرر ستيبان لفوف جاذبية الملكية بالقول إن «الناس يفضلون النظام ووضوح الأفق» ولديهم رؤية «رومانسية» للنظام القيصري.

الا انه يقر بان «العودة إلى الملكية غير شعبية وغير محتملة».

وما زالت شخصية نيكولاس الثاني تثير جدلًا.

فقد اثار فيلم «ماتيلدا» الذي يروي قصة علاقة عاطفية ربطته براقصة باليه غضب مجموعات متشددة تدعمها بوكلونسكايا.

ويقول اندري كورموخين الناطق باسم «منظمة سوروك سوروكوف» الملكية الذي كان يرتدي قميصا يحمل صورة القيصر نيكولاس الثاني، لوكالة فرانس برس ان «هذا الفيلم يمثل إهانة لمشاعر الروس الذين يعتبرون القيصر أبا لهم».

وفي شقته، يردد ميخائيل اوستينوف أغنية تمجد آخر قيصر روسي.

ويقول: «انتظر عودة القيصر كما ينتظر البعض عودة يسوع المسيح».