العرب والعالم

الكينيون يصوتون في انتخابات رئاسية تقاطعها المعارضة

26 أكتوبر 2017
26 أكتوبر 2017

اوهورو كينياتا يتجه للفوز بولاية ثانية -

نيروبي - (أ ف ب): أدلى الكينيون بأصواتهم في انتخابات رئاسية يضمن فيها الرئيس المنتهية ولايته اوهورو كينياتا الفوز بولاية ثانية في مواجهة مقاطعة المعارضة التي تطعن بصدقية العملية وتهدد بإدخال كينيا في مرحلة طويلة من انعدام الاستقرار.

واندلعت صدامات صباح امس في عدد من معاقل المعارضة بين قوات الأمن ومتظاهرين أقاموا حواجز وأحرقوا أحيانا إطارات، على ما أفاد صحفيون في وكالة فرانس برس.

ودعي نظريا حوالي 19,6 مليون ناخب مدرجين على القوائم الانتخابية للإدلاء بأصواتهم في 40883 مركز اقتراع في أنحاء كينيا، غير أن الوضع في مناطق المعارضة امس كان في تباين كبير مع الحركة المسجلة في انتخابات الثامن من أغسطس التي ألغت المحكمة العليا نتائجها لحصول «مخالفات» وأمرت بإعادتها.

ودعا زعيم المعارضة رايلا اودينغا (72 عاما) أنصاره إلى لزوم منازلهم امس، معتبرا أن الشروط غير متوافرة لإجراء انتخابات شفافة ونزيهة.

وفي حي كيبيرا الفقير في نيروبي، تدخلت الشرطة مستخدمة الغاز المسيل للدموع وأطلقت النار في الجو لتفريق متظاهرين حاولوا قطع الطريق إلى عدد من مراكز الاقتراع، على ما أفاد مصور في وكالة فرانس برس. كما جرت مشاهد مماثلة في حي ماثاري الفقير في نيروبي، كما في مدينتي كيسومو وميغوري في غرب كينيا، وكلها معاقل لأنصار رايلا أودينغا.

وفي كيسومو، كبرى مدن غرب كينيا، بدا من المستحيل أن تجري عمليات التصويت في ظل الوضع السائد، مع غياب قسم من اللوازم الانتخابية كالصناديق والمعدات الإلكترونية، وبوجود مراكز مغلقة بسلاسل وأقفال ومع عدم إقبال الناخبين وبقاء المسؤولين الانتخابيين في منازلهم خوفا من التعرض لهجمات، بحسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.

كما وقعت صدامات في سيايا وهوما باي في غربكينيا بين الشرطة ومجموعات من الشبان إقامة حواجز على الطرقات الرئيسية. وقال جاكسون أوتيينو في سيايا لوكالة فرانس برس «لن نذهب للتصويت. هذا لا يهمنا، لأننا نعرف منذ الآن من سينتصر. إنها مهزلة».

وقال جوشوا نياموري (42 عاما) المؤيد لأودينغا مستنكرا حين أتى للإدلاء بصورته ووجد المركز مغلقا في كيسومو، حيث غالبية السكان من إثنية لوو التي ينتمي إليها زعيم المعارضة، «لا أفهم كيف لم يتم اتخاذ أي ترتيبات لعملية التصويت. حتى لو أراد عشرة أشخاص فقط الإدلاء بأصواتهم، يجب فتح مراكز الاقتراع!» وتابع»إنني قلق لأن البعض مضطر إلى لزوم منازلهم، إنهم يخشون التعرض لهجمات» في حين يودون التصويت على حد قوله. وفرضت تدابير أمنية مشددة امس في كينيا بعد أسابيع من التوتر السياسي. وقتل ما لا يقل عن أربعين شخصا منذ 8 أغسطس، معظمهم في عمليات القمع الشديدة التي مارستها الشرطة ضد المتظاهرين، وفق منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان.

وقال سائق سيارة الأجرة دافيد نجيرو (26 عاما) الذي قدم للتصويت في ماثاري، الحي الفقير في نيروبي، «من واجبي أن اصوت. في المرة الأخيرة، كان صف الانتظار يلتف من حول الحي واضطررت غلى الانتظار ست ساعات للإدلاء بصوتي. لكن هذه المرة، عدد الناخبين ضئيل».

وجرت الانتخابات الجديدة بعدما ألغت المحكمة العليا في الأول من سبتمبر بطلان نتائج انتخابات 8 اغسطس التي أعلن فيها فوز الرئيس اوهورو كينياتا بـ54.27% من الأصوات مقابل 44.74% لأودينغا.

وبررت المحكمة العليا قرارها الذي شكل سابقة في إفريقيا بحصول مخالفات في نقل النتائج. وإذ برأت المرشحين، القت مسؤولية تنظيم انتخابات «غير شفافة وغير قابلة للتثبت من نتائجها» على عاتق اللجنة الانتخابية. وعلى اثر هذا القرار، مارس أودينغا التذي ترشح ثلاث مرات حتى الآن للرئاسة من غير أن يحالفه الحظ، ضغوطا من أجل إصلاح هذه اللجنة، وإن كانت الهيئة أجرت تعديلات طفيفة، إلا أن المعارضة ترى أنها ما زالت منحازة للحزب الحاكم.

وما عزز هذا الموقف الشكوك التي أبداها رئيس اللجنة نفسه وافولا شيبوكاتي الأسبوع الماضي حيال قدرتها على ضمان مصداقية التصويت.

وهذا ما حمل أودينغا في 10 أكتوبر على إعلان انسحابه من الانتخابات، غير أنه لم يتخذ تدابير رسمية للانسحاب ولا يزال اسمه مدرجا على بطاقات التصويت المتوافرة للناخبين، إلى جانب كينياتا والمرشحين الستة الآخرين. وندد أودينغا بـ»الديكتاتورية» التي تهيمن على كينيا، داعيا إلى قيام «حركة مقاومة وطنية» ضد «سلطة الحكومة غير الشرعية».

ومن المتوقع ما لم يحصل تطور غير منتظر، أن يفوز أوهورو كينياتا بولاية جديدة، غير أنه سيعاني من قصور ديمقراطي في هذا البلد، وسيخضع فوزه قبل المصادقة عليه رسميا حتى لكثير من الطعون القضائية. ومن هذا المنظار، سيكون حجم المقاطعة أساسيا لكينياتا زعيم إتنية كيكويو، الأكبر والأكثر نفوذا في هذا البلد.

وتشهد كينيا منذ أسابيع أسوأ أزمة سياسية تعيشها منذ عشر سنوات، أحيت الانقسامات الاجتماعية والإثنية العميقة في هذا البلد البالغ عدد سكانه 48 مليون نسمة.