1144992
1144992
الرياضية

ندوة الرياضة من أجل مجتمع نشط .. تبحث عن ترجمة التوصيات على أرض الواقع

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

استضافها مجلس الشورى بحضور كبير -

خرجت ندوة الرياضة من أجل مجتمع نشط بعدد من التوصيات الإيجابية التي من شأنها أن تسهم في تحفيز ممارسة الرياضة في السلطنة، وأقيمت الندوة بقاعة البستان بمجلس الشورى بحضور عدد من المسؤولين وعدد كبير من الحضور.

وأكد سعادة خالد المعولي رئيس مجلس الشورى أن المجلس لابد أن يضطلع بدور مهم في كيفية تحفيز كل ما من شأنه أن يجعل شبابنا شبابًا رياضيًا حيويًا نشطًا وتوفير كل ما يمكن توفيره، ولحسن الحظ فإن أدوار أعضاء مجلس الشورى في ولاياتهم فيما يتعلق باحتضانهم للفرق الرياضية كبير، وبالتالي فإن جزءًا كبيرًا منهم خرجوا رؤساء للفرق أو الأندية وبالتالي كان الشباب الدافع الأول لهم لوصولهم إلى منصة مجلس الشورى؛ لهذا قاموا بدورهم في مسألة احتضان كل ما يمكن احتضانه بتوفير البيئة المناسبة لنشاط شبابنا العماني.

وقال: نحن اليوم في أمس الحاجة إلى مجتمع رياضي نشط يمارس الرياضة؛ وذلك بسبب انتشار الأمراض في عالم فيه متغيرات متسارعة جدًا، وتفاقم الأمراض سببها انعدام النشاط لدى المجتمع، وبالتالي فلا بد من توعية وتثقيف ومثلما يقال «الوقاية خير من العلاج» فالأمراض الناتجة عن انعدام الرياضة أحد الأسباب الرئيسية للوقاية منها هي الرياضية، ونتمنى أن يصاحب هذه الندوة برامج قابلة للتنفيذ ومعدة إعدادًا جيدًا ليكون مجتمعا خاليًا من الأمراض.

الهدف تفعيل الرياضة

وقال الشيخ خالد بن محمد الزبير رئيس اللجنة الأولمبية العمانية: إن إقامة هذه الندوة مهم جدًا، وهي مسؤولة عن الكثير من الأنشطة والكثير منها يخص المجتمع نفسه بالإضافة إلى الرياضة التنافسية التي تعد جزءًا من هذه الرياضة، وهدفنا في هذه المرحلة تفعيل جانب رياضة المجتمع في إيجاد مجتمع صحي، ونتقدم بالشكر الجزيل إلى مجلس الشورى على استضافته ندوة الرياضة من أجل مجتمع نشط مضيفا إن المجتمع النشط والصحي هو مجتمع منتج يرتبط بالصحة الاجتماعية والعقلية، والمجتمع النشط سوف يدرك أهمية الوصول إلى الجانب التنافسي في مختلف الرياضات.

التوصيات تبحث عن

ترجمتها إلى أرض الواقع

الندوة خرجت بعدد من التوصيات التي تبحث عن بلورتها إلى أرض الواقع من أهمها تكثيف جرعات النشاط البدني ضمن الأنشطة المدرسية والجامعية في مراحل التعليم المختلفة والدفع بالطلاب للاهتمام بضرورة ممارسة النشاط البدني وتطويع سياسات ونظم النقل المحلية بالتنسيق مع جهات الاختصاص لإعطاء الأولوية لأنشطة المشي واستخدام الدراجات ووسائل المواصلات العامة والعمل مع الجهات ذات الاختصاص على تحسين وتطوير البنية الأساسية في الأماكن العامة لتمكين القاطنين من ممارسة الأنشطة الرياضية وتحسين لياقتهم في ظروف سليمة وآمنة ودمج وتعزيز النشاط البدني ضمن برامج الوقاية من الأمراض غير المعدية التي تقوم بها المؤسسات الصحية والتوعية المستمرة عبر وسائل الإعلام المختلفة حول أهمية ممارسة النشاط البدني في حياة الإنسان من خلال حملات تثقيفية وتوعوية تستهدف جميع فئات المجتمع وتفعيل المراكز الصيفية للأندية الرياضية والمدارس وكل ذلك للاستفادة منها في تفعيل البرامج الموجهة للمجتمع لنشر ثقافة ممارسة النشاط البدني والتنسيق مع الأندية والفرق الأهلية لوضع برامج هادفة تستهدف الفئة غير الممارسة للأنشطة البدنية، وذلك من خلال إدراج برامج نوعية وتثقيفية وأنشطة بدنية يمكن ممارستها من قبل الجميع واستحداث برامج بسيطة تستهدف أكبر فئة ممكنة من المجتمع، وتركز على مبدأ الاستدامة وإيجاد شراكة حقيقية مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني؛ وذلك للعمل على ابتكار برامج أكثر فاعلية تستهدف جميع شرائح المجتمع وتشكيل فرق عمل موسعة في جميع المحافظات لتنفيذ وتقييم برامج اللجنة ومعرفة الاحتياجات التي تحاكي القيم والعادات والتقاليد المختلفة واستحداث جائزة لأفضل المبادرات التي تخدم أهداف اللجنة سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الأندية والفرق الأهلية وإيجاد لجنة مشتركة بين مجلس الشورى واللجنة الأولمبية العمانية لمتابعة وتقييم تنفيذ توصيات الندوة.

جلستان

في بداية الجلستين أكد خالد العادي أن إحدى الخطوات العملية والمنهجية نحو تنفيذ خطط وبرامج اللجنة العمانية للرياضة والمجتمع النشط؛ وذلك من خلال هذه الندوة التي تحمل عنوان (الرياضة من أجل مجتمع نشط).

وقال: إن الندوات تعد من أهم العوامل المؤثرة في إيجاد روح التجديد، والإبداع الخلاق لدى المعنيين وسائر المستهدفين بالمعطيات الفكرية؛ نظرًا لكونها من المناشط ذات الطابع الفكري والتربوي ولما يتوفر فيها من وجبات علمية وأخرى اجتماعية وافرة.

وإنَّ الندوة تعنى بالرياضة، كون الرياضة أصبحت في المجتمــع المعاصر حركة واعية تعبر عن الاهتمام بالصحة والحالة البدنية، وتشكل الرياضة للجميع الفكر والاتجاهات التربوية، وتعدل من السلوك الاجتمـاعي، للمشاركين في برامجها المختلفة ونحن سعداء لأننا أصبحنا شركاء مع عدد من المؤسسات الفاعلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، ولا شك أن الشراكة مع مجلس الشورى لها الأثر الطيب في تفاعل الخبرات وتنويعها، وتكامل الآراء وتطويرها، وتحديث قوالب الابتكار وتجديدها، من أجل صهر الجهود المخلصة عبر إطار التعاون والتكاتف بين اللجنة الأولمبية والمجلس، لتعميق الإحساس بالهدف الأسمى، والقيمة المثلى التي نسعى جميعًا لغرسها في المجتمع وهي ممارسة الرياضة من قبل جميع الفئات.

أضاف: إننا نعول على هذه الندوة كثيرًا بأن تكون مجمع القوى وروح الانطلاقة.. بل حجر الزاوية لخريطة العمل الشاملة للجنة خلال الفترة القادمة.. بما ستخرج به من توصيات ومقترحات من خلال الخبرات والتجارب التي ينضح بها مقدمو أوراق العمل وأيضًا من خلال استقصاء وبلورة الرؤى والأطروحات التي تتبدى لنا أثناء النقاش من قبل المشاركين بالندوة، ونحن جادون في ترجمة هذا التناسق وتسخيره لخدمة المجتمع؛ من أجل التميز واعتلاء تيجان السداد في تحقيق الطموح والمآرب.. وإننا إذ نشيد بالجهود المتضافرة المخلصة التي بذلها إخواني وأخواتي أعضاء اللجنة المشتركة بين المجلس واللجنة الأولمبية على دورهم الفعال في الإعداد والتحضير لهذه الندوة.

وكانت الندوة قد شهدت جلستين الأولى برئاسة سعادة محمد البوسعيدي والمقرر أحمد الدرمكي، حيث تناولت الورقة الأولى التي ألقاها سعادة أحمد البرواني عضو مجلس الشورى حول فاعلية المجلس ودوره الرقابي في تعزيز صحة المجتمع حيث أشار إلى أن مجلس الشورى ينطلق في أدواره الرقابية والتشريعية في الاهتمام بقضايا الرياضة والصحة من منطلق التوجهات الأساسية للدولة والمبادئ التي أقرها النظام الأساسي للدولة الصادر (بالمرسوم السلطاني 96/‏‏‏‏‏101) التي حددت من ضمن المبادئ الاجتماعية في المادة 12 على سبيل المثال أنه «تعنى الدولة بالصحة العامة وبوسائل الوقاية والعلاج من الأمراض والأوبئة، وأن تسعى لتوفير الرعاية الصحية لكل مواطن، وتشجع على إنشاء المستشفيات القائمة على القواعد التي يحددها القانون والمستوصفات ودور العلاج الخاصة بإشراف من الدولة ووفقًا كما تعمل على المحافظة على البيئة وحمايتها ومنع التلوث عنها».

والعناية بفكرة الصحة كونها تشكل فكرةً مركزيةً، وتعكس هذه المبادئ في مجملها اهتمامًا بجانب التعليم في بناء المجتمع المزدهر. وتقوم إلى جانب التعليم مقام أولويات التنمية القصوى، فالبنية الصحية السليمة لأي مجتمع تؤدي إلى ازدهاره وتسهيل عمليات التنمية فيه وضمان مشاركة أكبر قطاع من الجهود الشعبية في مسارات تنميته ورقيه، وبالتالي تمهيد المجال للمجتمعات، ومن هنا كان اهتمام المشرع بوضع النظام، إدراكًا بأن «الصحة هي القوة الأولى التي يقوم عليها المجتمع؛ لذلك كان لابد أن تقسم اختصاصات مؤسسات الدولة المختلفة عبر سلطاتها لترجمة هذه المبادئ فكان على المجالس التشريعية ضرورة الاهتمام بمسائل الصحة والتثقيف الصحي للمجتمع والاهتمام بالسياسات الصحية والتشريعات المتعلقة بالجانب الصحي بالإضافة إلى طرح القضايا والإشكالات المتعلقة باستمرار خدمات الصحة وضمان استدامتها وجودتها والاهتمام بأوضاع العاملين في القطاعات الصحية المختلفة، وتنطلق جهود مجلس الشورى متوازية مع ما تشهد مفاهيم التنمية اليوم من تحولات وتبدلات. فلم تعد القضايا المطروحة محصورة في مسائل خدمات العلاج الصحي وإنما باتت تتفرع إلى مواكبة «التوجهات الحديثة لتعزيز الصحة التي ترتكز على الوقاية وتبني الحياة الصحية السليمة للفرد وغرس السلوك الصحي والمفاهيم الصحية لمنع انتشار الأمراض الناتجة عن الإهمال.

وقال: ومن الاعتبارات الأساسية في سبيل ذلك مراجعة السياسات المحورية المتعلقة بجوانب التوعية الصحية كونها تعتبر «من أكثر الطرق فاعلية لتعزيز الصحة وتأسيس مجتمع خال من الأمراض». ولا يمكن فصل الصحة اليوم والاهتمام بالجوانب الصحية المختلفة عن الرياضة كونها إحدى الوسائل الوقائية المهمة لتعزيز الصحة. فالرياضة مهمة اجتماعيًا ولها دور في خلق الشخصية والمجتمع الصحي إضافة إلى نوعية العلاقات الاجتماعية التي تخلقها إضافة إلى التهذيب والنفس المتزنة. ولا يقل اهتمام مجلس الشورى بقطاع الرياضة أهمية عن بقية القطاعات عبر مناقشة السياسات المتعلقة بالقطاع.

أهمية النشاط البدني

وأشارت الدكتورة بدرية بنت خلفان الهدابية من جامعة السلطان قابوس في ورقتها الثانية إلى النشاط البدني للمرأة ودوره في تعزيز الصحة، وقد تناولت استراتيجية الرياضة العمانية التي تنص على العمل على تنمية رياضة المرأة من خلال إعطاء المرأة العمانية الفرصة لتحقيق كامل إمكاناتها وتعزيز مساهمتها في مختلف أوجه العمل بالمجال الرياضي إشرافا وممارسة في كنف احترام تعاليم ديننا الحنيف والعادات والتقاليد العمانية الأصيلة.

واستعرضت الهدابية التأثيرات الإيجابية للممارسة المنتظمة للنشاط البدني والآثار السلبية للخمول البدني ومعوقات النشاط البدني، ومعوقات ممارسة الرياضة لدى المرأة والمتمثلة في المعتقد الديني وغياب الأمن والسلامة وقلة الوقت المتوفر واستخدام التكنولوجيا وتأثير الوالدين وقلة وجود الصالات الرياضية المتخصصة للمرأة إلى جانب التحدث عن أهمية النشاط البدني للمراحل العمرية ووسائل تشجيع النشاط البدني.

 

مفهوم الرياضة

وأشار حسن الشرشني إلى أن اللجنة الأولمبية القطرية حرصت منذ نشأتها على نشر مفهوم الرياضة للجميع وتعزيز مكانتها في المجتمع القطري، من خلال تعزيز مكانة الرياضة للجميع والعمل على نشرها وتوسيع نطاق ممارستها لمختلف الفئات العمرية.

وقال: إن اللجنة الأولمبية القطرية بذلت جهودًا حثيثةً لتوفير الموارد المالية والكوادر المتخصصة وتوفير المنشآت والبرامج التي تناسب ميول ورغبات الممارسين، وساعدت في ذلك الجهات المعاونة بوزارات الدولة المختلفة. ويشارك في فعاليات اليوم الرياضي جميع المؤسسات والأفراد وجميع الفئات العمرية لممارسة مختلف أنواع الرياضة حيث سخّرت الدولة جميع إمكانياتها للاحتفال بهذا اليوم من خلال فتح الأندية والملاعب الرياضية للجماهير لممارسة الرياضة، وأيضًا تجهيز الساحات والحدائق العامة والطريق البحري.

الإعلام داعم أساسي

وأكد سالم الحبسي رئيس الاتحاد الخليجي للإعلام الخليجي أن الإعلام يبقى داعمًا أساسيًا لكل الأنشطة الرياضية التي تهدف إلى إيجاد أجواء من التنافسية الاحترافية بين مختلف الأندية؛ مما يؤدي إلى تطور المستوى ورفد المنتخبات الوطنية بأفضل عناصر ممكنة لتحقيق المكاسب والإنجازات المرجوة، وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوزارة المختصة واللجنة الأولمبية والأندية والشركات التجارية وغيرها.

نسبة مرتفعة

وأشارت الدكتورة هدى بنت خلفان السيابية إلى أن نسبة الخمول البدني في السلطنة حوالي 37% حسب إحصائيات المسح الصحي العالمي لعام 2008م.

وتعتبر الأمراض غير المعدية (غير السارية) السبب الرئيسي للوفيات في العالم؛ وهي المتهم الأساسي في حالات الوفاة المبكرة التي تحدث كل عام أكثر من جميع الأسباب الأخرى. حيث تعتبر السبب في 2.3 مليون حالة وفاة سنويًا في إقليم شرق المتوسط.

وتصنف الأمراض غير المعدية إلى أربعة أمراض رئيسية هي أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة. وهناك معدلات عالية لمرض السكري فإن عشرة من البلدان التي ذكر أن لديها أعلى معدل انتشار للسكري في العالم تقع في إقليم شرق المتوسط. ومن المتوقع أن تزداد نسبة الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 17% عالميًا بين سنة 2010 و2020.

وأكدت الدكتورة شمسة بنت حمد الحارثية المديرة العامة لجمعية دار العطاء أن العمل التطوعي هو الجهد الذي يبذله الإنسان من أجل مجتمعه بملء إرادته دون انتظار أي مقابل مادي أو معنوي. ويكتسب العمل التطوعي أهميته بأنه يعمل على :-

■ تنمية روح الانتماء للوطن وللمجتمع

■الاستفادة من طاقات الشباب وتنميتها لخدمة المجتمع.

■تحفيز جميع فئات المجتمع على الانخراط في الأعمال التي تعود بالنفع العام.

■تعزيز الثقافة الإيجابية المجتمعية وتنمية روح العطاء

■تعزيز التكافل الاجتماعي ونشر التعاون والتآزر بين أفراد المجتمع.