1144682
1144682
المنوعات

«الهوية الوطنية التأثير والتأثر» ملتقى ثقافي سلط الضوء على الحقوق والواجبات

25 أكتوبر 2017
25 أكتوبر 2017

احتضنه جامع السلطان قابوس بصحار -

كتب - خميس بن علي الخوالدي -

نظم مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بجامع السلطان قابوس بصحار ملتقى ثقافي بعنوان «الهوية الوطنية التأثير والتأثر» وذلك بحضور سعادة الشيخ علي بن أحمد بن مشاري الشامسي والي صحار.

وأكد ياسر المسروري أنَّ لكل بناء متينٍ أركانًا يستند إليها تحفظه من الانهيار والزوال وتحمي كيانه من الوقوع والتردي والإخلالُ بأي ركن من أركانه يعرضه للسقوط والاضمحلال مهما كانت قوةُ الأركان الباقية فالركن هو الحصن الذي يلوذ إليه كل إنسان ويأمن جانبه كذلك الأوطان التي تريد أن تصون وجودها وبقاءها لابد أن تكون أركانها قويةً ثابتةً غير مهتزة ولا متزعزعة.

وأضاف المسروري: إن الهوية الوطنية تمثل منظومة اجتماعية وأخلاقية ترتبط بتفاصيل حياة الشعوب في ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم كما أنها التزام وطني وديني وتاريخي وتعزيزها واجب وطنيٌ يقع على عاتق كل فرد من الأفراد وعلى مسؤولية كل مؤسسة من المؤسسات وأشار المسروري إلى أنه لا يمكن العمل على تنمية الهوية الوطنية وترسيخ مقوماتها إلا من خلال جعلها أحدَ المكونات الرئيسة لاستراتيجية الوطن ولأهميتها لم تخل خطابات جلالة السلطان قابوس -حفظه الله- من الإشارة إليها حيث جاء في النطق السامي بالعيد الوطني المجيد التاسع عشر: «إننا نؤمن بأن المستقبل أمام الأجيال يكمن في الارتباط القوي بهذه الأرض الطيبة، والاعتزاز بتقاليد الآباء والأجداد في تقديس العمل، وبذل الجهد والعرق لاستغلال الموارد الطبيعية في بلادنا».

شاركت في الملتقى نادية بنت راشد المكتومية بورقة عمل بعنوان الأسرة والهوية تناولت فيها دور الأسرة في غرس مفهوم الهوية الوطنية، وعبرت عنها بأنها هي الحاضنة الأساسية في بناء الهوية الوطنية والخلية الأولى التي يتشرب الفرد منها القيم الوطنية الأولى، والتي تشكل الهوية الوطنية بشكل تراكمي مستمر وبأساليب مختلفة عديدة أهمها القدوة الإيجابية التي تنمذج السلوك والمشاعر والاتجاهات الوطنية الإيجابية فالأب والأم يعكسان بأفعالهما وأقوالهما هذه القيم من خلال ممارستهم الحياتية اليومية، وتأتي بعد القدوة أساليب أخرى مساندة كأسلوب القصة والحوار الهادف الراقي الشفاف حول هذه القيم الوطنية الإيجابية.

كما قدم الدكتور حمد بن حمود الغافري ورقة عمل بعنوان تعزيز قدرات الشباب في المحافظة على الهوية الوطنية تناول فيها الواجبات والحقوق التي تلف أعناق الشباب والمحافظة على الإرث العماني إضافة إلى العلاقة الوثيقة بين تعزيز قدرات الشباب بالهوية الوطنية موضحًا أن تعزيز قدرات الشباب يندرج تحت عنصرين مهمين من عناصر الهوية الوطنية وهما الحقوق والواجبات سواء كانت الفردية أو الجماعية، فكما نطالب الشباب بأن يترجم الهوية الوطنية عمليا من خلال قيامه بالواجبات المنوطة عليه سواء كان في اتجاه نفسه أو أسرته أو دراسته أو مهنته، كذلك يتعين على المؤسسات أن تهتم بتنمية وتعزيز قدرات الشباب في كافة المجالات؛ لأن ذلك يؤثر ويتأثر بالهوية الوطنية لديهم، فمتى ما وجد الشباب من يعزز وينمي ويدعم قدراتهم وإمكاناتهم الفكرية والعلمية والاجتماعية والاقتصادية انعكس ذلك إيجابًا تجاه ذواتهم وأسرهم ومجتمعهم ووطنهم بشكل عام.

وأشار الغافري إلى أنه مهما كانت التغيرات والمؤثرات سيبقى انتماء الشباب، ولن يتأثر متى ما قامت مؤسسات التنشئة الاجتماعية بدورها بشكل فعال، وفي الجانب نفسه على الشاب حقوق وواجبات تجاه وطنه فالهوية الوطنية ليست مجرد شعارات نحملها ونرددها، أو لغة نتحدث بها أو صورة محصورة في زي وشكل خارجي بل هي جملة من العناصر المادية والتاريخية والثقافية والنفسية والاجتماعية التي تترجمها سلوكياتنا الشخصية والعملية من حب للوطن والولاء له الذي يترجم في المحافظة على مكتسباته والاستفادة من كل ما هو متاح من فرص تعليمية وتدريبية ومهنية، والإنتاجية الحقة في كل ذلك والالتزام بالقيم الأصيلة التي تعكس الإرث الحضاري والتاريخي لعمان وعلى جميع المؤسسات المعنية أن تسوق وتقدم هذا الإرث الحضاري والتاريخي والثقافي بما يتناسب مع أهميته ويواكب متغيرات العصر.

وألقى الدكتور سلطان الهاشمي ورقة عمل بعنوان الوعي الثقافي والمجتمعي تحدث فيها عن التماسك الاجتماعي وتأثيره على النسيج الاجتماعي إضافة إلى غرس مفاهيم التسامح والتواصل الإيجابي مع الحضارات لدى الفرد وكيفية تشكيل وعي اجتماعي بما يتناسب مع العصر الحالي.

كما قدم الدكتور سيف بن ناصر المعمري ورقة عمل بعنوان أشكالية الهوية الوطنية تناول فيها قيمة الشباب المنتج وإسهامه في بناء الوطن والنهوض به وذلك من خلال حث المواطنين على حب العمل والإنتاج مستشهدًا بأمثلة عديدة ضرب فيها العماني المثل في السابق حيث اعتمد على نفسه في شتى مناحي الحياة فكان يأكل من ما ينتجه واستخدامه للأدوات التي ينتجها المجتمع خاصة فيما يتعلق بالزراعة وصيد الأسماك وغيرها من المهن التي كان العماني يمارسها ويعد منتجا فيها بشكل كبير وملحوظ.

وفي ختام الملتقى فتحت مساحة للحضور للمناقشة تركزت حول الأفكار والرؤى التي تتعلق بالأسرة والهوية الوطنية وإشكالات الهوية الوطنية والوعي الثقافي والمجتمعي بالهوية الوطنية، إلى جانب الحديث عن تعزيز قدرات الشباب في المحافظة عليها وتأثير بعض المشاريع التنموية، ومن ضمنها مشروع الطريق الساحلي وتأثيره على التركيبة السكانية والبنية الاقتصادية والقضاء على الرقعة الزراعية في محافظتي شمال وجنوب الباطنة والتأثير البيئي الذي سيخلفه المشروع.

استهدف الملتقى عددًا من  الطلبة والطالبات من جامعة صحار والكلية التقنية بشناص وكان وجودهم فرصة سانحة لهم للاستماع إلى ما تم عرضه في الملتقى من بضاعة فكرية عن الهوية الوطنية التي أصبحت قصة كبرى تشغل الكثير من الدول والأوطان وذلك أنَّ من لا هوية له لا وجود له في الحاضر ولا مَكَانَ له في المستقبل.