صحافة

قمة الاتحاد الأوروبي ومحاولة إنقاذ البريكست

23 أكتوبر 2017
23 أكتوبر 2017

انعقدت قمة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل يومي الخميس والجمعة الماضيين، وفي محاولة منها لإنقاذ مفاوضات البريكست توجهت رئيسة الحكومة البريطانية تريزا ماي إلى بروكسل للتحدث مع القادة الأوروبيين الـ27 حول القضايا التي تهم الطرفين، خاصة ما يتعلق منها بمستقبل المواطنين المقيمين لدى الطرفين بعد خروج بريطانيا من الاتحاد، حيث يعيش حوالي 3 ملايين و200 ألف أوروبي في بريطانيا، ونحو مليون و 200 ألف بريطاني يعيشون في دول الاتحاد.

صحيفة «الصن» نشرت تقريرا بعنوان «تريزا ماي قامت بدورها في عقد جزء من الصفقة، ويجب على الاتحاد الأوروبي أن يحذو حذوها»، مشيرة الى تحذيرها لرئيسة الوزراء من أن «الوقت قد انتهى»، ومؤكدة على تصريحها بإمكانية بقاء مواطني الاتحاد الاوروبى في بريطانيا.

ونقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عن أربعة وزراء سابقين في حزب المحافظين قولهم إن على رئيسة الوزراء أن تترك الاتحاد ما لم يتحرك نحو المناقشات حول التجارة والمستقبل. لكن رغم هذا التشاؤم فان صحيفتي «ديلي ميل» و«ديلي اكسبرس» تريان إشارات على أن ألمانيا قد ترغب على الأقل في التوصل إلى اتفاق شامل للتجارة الحرة. وان بريطانيا نجحت في فرض موقفها بعدما أعطى القادة الأوروبيون، «الضوء الأخضر» للإعداد لمفاوضات تجارية تقنن العلاقات مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد.

وفي نفس السياق ترى صحيفة «ديلي تلغراف» أن قادة الاتحاد الأوروبي «خففوا» من موقفهم تجاه المملكة المتحدة وسط مخاوفهم من أن حكومة تيريزا ماي يمكن أن تنهار إذا ظلت المفاوضات تسير في طريق مسدود. ونقلت الصحيفة عن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل قولها «لا شك على الإطلاق» بأن الطرفين يمكنهما أن يحققا نجاح المفاوضات.

هكذا تقول صحيفة «آي» إن قادة الاتحاد الأوروبي قد كسروا «الجمود» من خلال الموافقة على مناقشة الترتيبات التجارية مع المملكة المتحدة . ويقول أوليفر دوف، رئيس تحرير صحيفة «آي» إن ماي نجحت في التأكيد على ضعفها بقولها «أنتم تعتقدون أنني أسبب لكم الألم؟ جربوا بوريس أو ديفيد ديفيس»، في إشارة إلى صعوبة التفاوض مع بوريس وديفيس.

واستخدمت الصحف الصور الفوتوغرافية للإشارة إلى أن هناك تقاربا بين الطرفين . فصحيفة «ديلي تلجراف» نشرت صورة على الصفحة الأولى تظهر فيها تيريزا ماي تقف في المنتصف بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والاثنان يهمسان لماي وهما يضعان ايديهما على أفواههما، وعلقت الصحيفة بقولها «حملة الهمس»، فيما أظهر عنوان التقرير ماي وكأنها تتوسل إليهما بالقول: «ماي تتوسل للاتحاد الأوروبي: أعطوني اتفاقا لأدافع به» .

ونشرت صحيفة «فايننشال تايمز» صورة اخرى للزعماء الثلاثة وهم يبتسمون، ما يعني ان تريزا ماي ربما سمعت منهما وعدا بإعطائها اتفاقا مشجعا على الاستمرار في التفاوض يمكنها به أن تواجه البرلمان وحزب العمال المعارض. وقالت الصحيفة في عنوانها «ماي تبحث عن مساعدة البريكست في قمة الاتحاد الأوروبي».

وفيما نشرت صحيفة «التايمز» صورة مماثلة تحت عنوان «محادثات أزمة»، دار الموضوع الرئيسي حول تقديم وزير البريكست ديفيد ديفس خططا لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الى مجلس الوزراء، ما يعني تحولا كبيرا في استراتيجية التفاوض البريطانية. وكتبت صحيفة «ديلي ميل» تعليقا تحت نفس الصورة يقول «أخيراً ميركل أعطت ماي بعض الشيء الذي جعلها تبتسم»، مشيرة في تقريرها الى ما قالته ماي وهي تبتسم «لا تدفعوني بعيدا جدا!».

صحيفة «الصن» ذكرت أن إنجيلا ميركل أعربت عن أملها في أن تبدأ بريطانيا محادثاتها التجارية قبل شهرين من الآن، حيث توقعت أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات في ديسمبر المقبل . لكن الصحيفة تشير أيضا إلى مطالبة الأوروبيين بمزيد من الوضوح حول قيمة مدفوعات بريطانيا مقابل خروجها من الاتحاد الأوروبي «فاتورة البريكست».

وتحاول بعض الصحف التكهن بقيمة ما ستدفعه بريطانيا مقابل خروجها من الاتحاد. ففيما تعتقد صحيفة «ديلي ميرور» أنه يمكن أن يكون 36 مليار جنيه استرليني، أي أن ماي لا تستبعد مضاعفة العرض الحالي وهو 18 مليار جنيه استرليني، تقترح «ديلي تلغراف» أن يكون المبلغ 40 مليار جنيه استرليني، في حين تفصح صحيفة «الصن» عن أن أحد الدبلوماسيين البارزين في بروكسل قال لها إن الاتحاد الأوروبي يطلب 48 مليار جنيه استرليني.

ومن ناحية اخرى نشرت صحيفة «الغارديان» صورة لرئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي وهي تنتظر وصول رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك لإجراء محادثات معه، وكانت تجلس وحيدة مطأطئة الرأس على طاولة كبيرة تنظر الى الأسفل شاردة الذهن، وقالت إن هذه الصورة أثارت شهية شبكات التواصل الاجتماعي وقسم كبير من وسائل الإعلام في بريطانيا، بحيث أن البعض استغل هذه الصورة للاستهزاء بادعاء الحكومة البريطانية أنها ستكون قادرة على توقيع اتفاقات تجارية بشكل سهل مع بقية العالم بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي

وكتبت صحيفة «الدايلي تليغراف» تحت نفس الصورة تقول : «تريزا ماي تتأمل في خياراتها» في إشارة الى أواني الزهور الأربعة الموضوعة أمامها. بينما كتبت «هافينغتون بوست» تحت الصورة تعليقا يقول: «مسكينة تيريزا ماي»، معتبرة أن صورتها «تعطي فكرة عن عزلة المملكة المتحدة خلال المفاوضات حول البريكست».