Oman Daily K O
Oman Daily K O
كلمة عمان

ضرورة التعاون لتحقيق السلامة المرورية

20 أكتوبر 2017
20 أكتوبر 2017

احتفلت شرطة عمان السلطانية، ممثلة في الإدارة العامة للمرور، ولجان السلامة المرورية بالولايات، يوم الأربعاء الماضي الذي وافق الثامن عشر من أكتوبر الجاري، بيوم السلامة المرورية، وذلك بعدد من الفعاليات، التي تستهدف زيادة الوعي لدى مختلف شرائح المجتمع ومستخدمي الطريق، وخاصة الشباب، بأهمية السلامة المرورية، وضرورة التقيد بالإجراءات والقواعد المرورية والأخلاقية أيضا، التي تحقق درجة عالية من السلامة المرورية لمختلف الشرائح التي تستخدم الطريق، سواء من جانب قائدي المركبات، أو من المشاة وعابري الطريق، أو غيرهم .

وليس من المبالغة في شيء القول إن السلامة المرورية، والحد من حوادث السير، أصبحت، بحكم ازدياد عدد المركبات في الطرق، واستخدام الشباب ومختلف الأعمار للسيارات بشكل دائم ومتزايد في تنقلاتهم وفي تنزهاتهم وانتقالاتهم المختلفة، مطلبا، بل وهاجسا في كل بيت تقريبا، بالنظر إلى الآثار العديدة، الصعبة والمؤثرة والتي تستمر لأوقات طويلة، لحوادث السير بالنسبة للمصابين فيها، هذا فضلا عن الصدمات والآلام والآثار الإنسانية، التي تسببها حالات الوفاة بسببها للأسر التي تفقد أبنائها أو أحد أفرادها، بسبب عدم الالتزام بقواعد وإجراءات السلامة المرورية على الطرق .

ومنذ أن وجه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- شرطة عمان السلطانية ومختلف الجهات المعنية، وحتى الآباء والأسر، لبذل المزيد من الجهد للحد من الخسائر المترتبة على حوادث السير، والتي كانت قد وصلت إلى أرقام عالية، بالنسبة للوفيات ولأعداد المصابين، فإن مما له دلالة كبيرة، أن نسبة وقوع الحوادث المرورية قد انخفضت بنحو 72%، والوفيات 50% والإصابات 24% وذلك حتى التاسع من الشهر الجاري، مقارنة بما كانت عليه في عام 2012، وذلك وفقا لما أعلنه العميد مهندس محمد بن عوض الرواس مدير عام المرور بمناسبة يوم السلامة المرورية. ومع التقدير للجهود التي بذلتها وتبذلها شرطة عمان السلطانية، والجهات المتعاونة معها، لنشر وتعميق وزيادة الاهتمام بإجراءات ومتطلبات السلامة المرورية والالتزام بها، فإنه من المؤكد أن السلامة المرورية، في تعاملها المباشر وسعيها للحد من الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية والاجتماعية لحوادث السير، أصبحت من العوامل ذات الصلة بالتنمية، وبالحفاظ على الموارد البشرية، والحفاظ على حياة أبنائنا وبناتنا وحمايتهم من التعرض لتلك الحوادث والآثار المترتبة عليها. غير أن تحقيق هذه الأهداف النبيلة لا تتحقق بمجرد الأماني، والرغبات، ولكنها تتحقق من خلال الالتزام الحقيقي والدائم بقواعد المرور، وبقيم وأخلاقيات استخدام الطريق، وفي مقدمتها احترام حق الآخرين في استخدام الطريق والحفاظ على سلامتهم وسلامة النفس أيضا عند استخدام الطريق، مع الاطمئنان على متطلبات السلامة في المركبة، والانتباه لعلامات وإرشادات السير وقواعد استخدام الطريق في المناطق المختلفة، خاصة المناطق المزدحمة والتقاطعات ومناطق المدارس والأسواق وغيرها، وبالتالي فان تعاون الجميع ووعيهم وإدراكهم لدورهم في الحفاظ على سلامتهم وسلامة الآخرين هو ركن أساسي في هذا المجال .