المنوعات

كتاب «رام الله العثمانية» دراسة في تاريخ المدينة الاجتماعي

18 أكتوبر 2017
18 أكتوبر 2017

بيروت، «رويترز»: يعود الكاتب والباحث الفلسطيني سميح حمودة أكثر من 500 عام إلى الوراء ليدخل مدينة رام الله من بواباتها العثمانية في دراسة تؤرخ تكوينها الاجتماعي وعائلاتها ومؤسساتها ومحاكمها الشرعية. ويسبر حمودة غور طبيعة العلاقات الاجتماعية لرام الله في تلك المرحلة ويضمنها كتاب (رام الله العثمانية) متناولا مرحلة تمتد بين عامي 1517 و1918.

ويقول الباحث الفلسطيني سليم تماري في تقديمه للكتاب: إن حمودة تميز في هذه الدراسة من خلال «استخدامه منهج الإثنوغرافيا التاريخية.. واستعرض أحداث ونسيج البلدة الاجتماعي في إطار التغيرات الهيكلية التي اجتاحت متصرفية القدس والولايات الشامية للسلطة العثمانية في أثناء القرون الأربعة التي هيمنت فيها الدولة العثمانية على البلاد المقدسية».

ويقول الكاتب حمودة: إن رام الله قبل أن تتطور وتصبح ما هي عليه الآن كانت خلال معظم حقبة التاريخ العثماني مجرد قرية زراعية صغيرة واقعة في قضاء القدس وقد شكل المسيحيون من الروم الأرثوذكس الأغلبية من فلاحيها ثم أصبحوا سكانها الوحيدين بعد خروج المسلمين منها عام 1656.

ويستدل الكاتب أن منطقة رام الله لم تخل من الاستيطان البشري منذ الفترة الكنعانية، إذ ثمة دلائل أثرية تشير إلى وجود مثل هذا الاستيطان منذ تلك الفترة في منطقة ردانة القريبة من موقع رام الله الحالي. ودلت الحفريات الأثرية منتصف القرن الماضي على وجود ثلاث مراحل استيطان في العصور البرونزية والحديدية والبيزنطية.

ويقول الكاتب: إنه «عُثر في الموقع على أوان وقطع فخارية وبقايا أدوات صُنعت من البرونز كالرماح والمحاريث ورؤوس الفؤوس الصغيرة، وهذه الموجودات الأثرية تدل على أن الاستيطان في الموقع كان زراعيًا وربما مؤقتًا». كما أثبتت الحفريات التي أجرتها دوائر الآثار الفلسطينية أن منطقة الطيرة الملاصقة لقلب رام الله كانت آهلة منذ العهد الهيليني الذي يبدأ بموت الإسكندر المقدوني عام 323 قبل الميلاد، وأن الحياة استمرت فيها حتى العهد الأموي حين تسبب زلزال بهدمها ورحيل أهلها عنها واستُخدمت أراضيها للزراعة مجددًا في العهد العثماني واستمر الأمر حتى وقتنا الراهن.

وينقل الكاتب عن مصطفى مراد الدباغ أن رام الله ربما كانت تقوم على بقعة «رامتاييم صوفيم» المذكورة في العهد القديم والتي وُلد فيها النبي صموئيل.

ويقول الدباغ: إن رام الله كانت في العهد الروماني تتألف من قريتين صغيرتين واحدة حملت اسم الغابون والثانية كانت تحمل اسم إليسا وقد عُثر فيها على تابوت رصاصي نُقل لاحقًا إلى متحف القدس وهو مزين بنقوش جميلة ويرجع عهده إلى القرن الثالث بعد الميلاد، كما عُثر على قبور قديمة في الأودية المجاورة لرام الله يرجع تاريخها إلى عام 1500 قبل الميلاد.