1136453
1136453
العرب والعالم

القوات العراقية تسيطر على مناطق بكركوك ومعصوم يطالب بوقف النزاع

16 أكتوبر 2017
16 أكتوبر 2017

التحالف الدولي يحث على «تجنب التصعيد» -

بغداد ـ عمان ـ جبار الربيعي-(أ ف ب) -

دخلت القوات الاتحادية العراقية، أمس بعض مناطق محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين بغداد والإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، بعد انسحاب قوات البشمركة الكردية من مواقع تواجدهم في المحافظة، إذ أعلنت قيادة قوات الشرطة الاتحادية، السيطرة على 13 هدفا، فيما قالت خلية الاعلام الحربي التابعة إلى قيادة العمليات المشتركة، بفرض سيطرة القوات الأمنية على مطار المحافظة. وقالت قيادة الشرطة في بيان لها إن «قطعاتنا تمكنت من السيطرة على 13 هدفا في كركوك حيث ان هذه الأهداف هي معمل غاز الشمال، ومحطة كهرباء ملا عبدالله، و«جسر مريم بي»، و«جسر خالد». وبحسب بيان القيادة فإنه «تمت السيطرة ايضا على قرية سرجلان، ومركز شرطة سرجلان، والمستودعات الحديثة، وفلكة الحويجة، ومقر آمرية افواج الحويجة، وقرية چحيش، وتقاطع الرشاد، وقرية طوبزاوه، وقرية قرش تبه». في حين، أكدت خلية الاعلام الحربي ان «قوات الشرطة الاتحادية والرد السريع فرضت الأمن على مطار كركوك (قاعدة الحرية)».

بينما أفاد مصدر مسؤول في قوات البشمركة الكردية، بأن «القوات العراقية لم تدخل مركز مدينة كركوك حتى الآن»، مبيناً أن «هدف تلك القوات هي السيطرة على آبار النفط التي كانت تسرق»، لافتاً بالقول أن قواته تنظم صفوفها داخل المدينة. في حين، كشفت مصادر طبية وشهود عيان، عن مقتل وإصابة أكثر من 25 عنصرا من قوات البشمركة جراء الاشتباكات التي وقعت صباح امس مع قوات الحشد الشعبي التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية النظامية في محافظة كركوك. وقالت القيادة عقب التطورات العسكرية، إن «قوات الحشد الشعبي وبالتعاون مع القوات العراقية شنت هجوما واسعا على كركوك والمناطق المحيطة بها»، معتبرة أن «هذا الهجوم هو حرب ضد الشعب الكردستاني»، على حد قولها. وأضافت في بيانها أن «الهجوم يأتي للثأر من أهالي كركوك وكردستان المطالبين بالحرية»، معربة عن أسفها لـ«تعاون بعض المسؤولين ضد هذا المخطط الخياني لشعب كردستان وتأريخيه وشهدائه وقاموا بتسليم مواقع حساسة وبدون مقاومة لقوات الحشد الشعبي والجيش الإيراني»، في إشارة إلى انشقاق حزب الاتحاد الوطني الكردستاني.

وتابعت القيادة «نعلن للجميع بأن هجوم الحشد والقوات العراقية تمت بأسلحة ومدرعات ودبابات أمريكية وأسلحة أخرى للتحالف الدولي»، لافتة إلى أن «تلك الأسلحة الأمريكية قدمت للجيش العراقي تحت أسم محاربة داعش وهي تستخدمها الآن ضد البشمركة».

وحملت القيادة الحكومة المركزي «مسؤولية الحرب ضد شعب كردستان»، مؤكدة أنه «يجب أن تدفع حكومة العبادي ضريبة هذا الظلم».

بينما أصر القائد العام للقوات المسلحة العراقية، حيدر العبادي، على حماية وحدة العراق التي تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الاصرار على اجراء الاستفتاء من طرف واحد،طمأن اهالي اقليم كردستان العراق وكركوك بالحرص على سلامتهم ومصلحتهم، مطالباً قوات البشمركة بإداء واجبها تحت القيادة الاتحادية.

وقال العبادي في بيان تلقته «عمان»، إن «واجبي هو العمل وفق الدستور لخدمة المواطنين وحماية وحدة البلاد التي تعرضت لخطر التقسيم نتيجة الاصرار على اجراء الاستفتاء الذي نظم من قبل المتحكمين في اقليم كردستان ومن طرف واحد»، مبينا ان «ذلك جاء في الوقت نخوض فيه حربا وجودية ضد الإرهاب المتمثل بعصابة داعش الإرهابية».

وطمأن رئيس الحكومة العراقية، «العراقيين في اقليم كردستان العراق وفي كركوك على وجه الخصوص، بأننا حريصون على سلامتهم ومصلحتهم ولم نقم الا بواجبنا الدستوري ببسط السلطة الاتحادية وفرض الأمن وحماية الثروة الوطنية في هذه المدينة التي نريدها ان تبقى مدينة تعايش سلمي لكل العراقيين بمختلف أطيافهم»، داعيا «جميع المواطنين التعاون مع القوات المسلحة الملتزمة بتوجيهاتنا المشددة بحماية المدنيين بالدرجة الأولى وفرض الأمن والنظام وحماية منشآت الدولة ومؤسساتها».

وطالب العبادي قوات البشمركة بـ«اداء واجبها تحت القيادة الاتحادية باعتبارها جزءا من القوات العراقية المسلحة»، داعيا «جميع الموظفين في كركوك إلى الاستمرار بأعمالهم بشكل طبيعي وعدم تعطيل مصالح المواطنين».

إلى ذلك، استنجد الرئيس العراقي فؤاد معصوم بالسفير الأمريكي في العراق يلتقي دوغلاس سيليمان، لوقف تفاقم النزاع في محافظة كركوك والعودة «الفورية» للحوار، داعياً إلى ابتعاد أطراف الخلاف كافة عن التصعيد والخطابات المتشنجة. وقالت رئاسة الجمهورية في بيان عقب التطورات الكبيرة التي شهدتها محافظة كركوك، إن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم استقبل في قصر السلام ببغداد صباح امس سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى العراق دوغلاس سيليمان»، مبينة أنه «بحث معه علاقات التعاون والصداقة بين البلدين». وبحسب البيان، فإنه «جرى خلال اللقاء التركيز على المستجدات السياسية والأمنية في العراق، لاسيما التطورات الأخيرة في محافظة كركوك». من جانبه أكد السفير الأمريكي «سيليمان»، حرص الولايات المتحدة على استقرار العراق»، واستعدادها «لتقديم أي دعم لمساعدة العراقيين في تجاوز هذه المشكلة»، مؤكدا «تواصل دعم بلاده للعراق في حربه ضد الإرهاب».

بينما قال المكتب الإعلامي لرئيس البرلمان العراقي، في بيان له، ان «رئيس مجلس النواب سليم الجبوري قطع زيارته إلى روسيا للعودة إلى العاصمة بغداد». وأضاف المكتب في بيانه ان «ذلك جاء من اجل متابعة التطورات التي تشهدها الساحة العراقية وخصوصا الأوضاع في محافظة كركوك».

إلى ذلك طلب التحالف الدولي بقيادة واشنطن أمس من الحكومة العراقية وإقليم كردستان «تجنب التصعيد» بعد سيطرة القوات العراقية على منشآت نفطية وعسكرية في محافظة كركوك كانت في يد المقاتلين الأكراد.

وقال التحالف في بيان تحدث فيه عن «تحركات عسكرية في محيط كركوك»، انه «ملتزم بهزيمة داعش في العراق وسوريا، وهو ضد اي عمل يبعدنا عن مهمتنا»، مضيفا «يحث التحالف بشدة جميع الاطراف على تجنب التصعيد».