1135846
1135846
المنوعات

الكشف عن «الفن الصخري في عمان» في محاضرة بوادي المعاول

16 أكتوبر 2017
16 أكتوبر 2017

مستعرضا عددا من الشواهد للنقوش والكتابات -

وادي المعاول: سامي بن خلفان البحري -

ضمن حديث الأحد الأسبوعي بولاية وادي المعاول بمحافظة جنوب الباطنة، ناقش حارث بن سيف الخروصي في ورقة عمل قدمها بمتحف بيت الغشّام الأثري بقرية الشلي (الفن الصخري في عمان). حيث عرّف بالفن الصخري وتطرق إلى أهميته التاريخية والأثرية مستعرضا بعضا من الكم الكبير الذي تحويه السلطنة من الفنون الصخرية المتنوعة. كما تحدث الخروصي حول النظريات المتعلقة بعمر الفنون الصخرية وصعوبة تحديد عمرها. وتطرق إلى الأبجدية الأولى في عمان والمكتشفة في وادي السحتن بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة، إضافة لأهمية وجود هذا النوع من الخطوط الذي يعد أبجدية محلية استخدمت قديما في الكتابة في عمان.

بعدها تطرق الباحث إلى أقدم كتابة بالعربية الحالية عثر عليها في عمان والتي تعود إلى القرن الثالث الهجري وكاتبها شاذان بن مالك. واستعرض حارث الخروصي عددا من الأمثلة على الفنون الصخرية والكتابات حيث تطرق إلى كتابة أرّخت لحدوث فيضان في ٢٩ شعبان ٩٧٠ هجري أرخ لها مانع بن علي بن أحمد بن إسماعيل وهو ذات الفيضان الذي ذكره الشاعر الكيذاوي بذات التاريخ مبينا أهمية التأريخ الصخري في رصد العديد من الأحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها الكثير.

وتطرق الباحث إلى شواهد القبور وأنها لم تكن منتشرة في عمان قبل القرن العاشر الهجري بينما انتشرت بشكل كبير في القرن العاشر، وقدم نظريته حول سبب الانتشار وربط ذلك بانتشار النقش على محاريب المساجد الذي اشتهرت بعمله عائلة المنحي أيضا في القرن العاشر وربط ذلك ببعض الاستنتاجات من أشعار المعاصرين لتلك المرحلة مثل الشاعر سالم بن غسان اللواح. كما تحدث حارث الخروصي حول اكتشافه لشاهد قبر المهنا بن سلطان اليعربي والمعلومات التي قدمها الشاهد مبينا كيف تختلف عما ذُكر في بعض النصوص التاريخية. واستعرض كذلك لوح مسجد الحجرة بولاية الرستاق والمعلومات التي ذكرها اللوح الحجري وتضمنت تصحيحا لتاريخ عقد الإمامة للإمام ناصر بن مرشد. بعدها عرض الباحث عددا من نماذج الفن الصخري في عمان وتنوعه، إضافة لأنواع الكتابات الصخرية كالكتابات العربية القديمة أو ما يعرف بخط المسند، وشواهد القبور القديمة كمقبرة بني صلت (نموذجا) والكتابات المسجدية كمسجد الحارة بالرستاق (نموذجا).

واختتم الخروصي بكيفية توثيق الرسوم والكتابات والخطوات والأهداف ومسؤولية حماية الفنون الصخرية في عمان والتأكيد على ضرورة استغلال الفنون الصخرية ثقافيا وسياحيا بغية استدامة تلك المواقع والحفاظ عليها كجزء من الهوية القومية لهذا الوطن. وأثْرَت مداخلات الحضور واستفساراتهم ورقةَ العمل وتضمنت في مجملها أهمية الحفاظ على المواقع الأثرية وحمايتها وتوثيقها وتكثيف البحوث الخاصة بهذا الجانب. وفي الختام كرمت إدارة حديث الأحد مقدم ورقة العمل حارث بن سيف الخروصي، وتكريم متحف بيت الغشّام الأثري لاستضافته اللقاء.

جدير بالذكر أن الكاتب والباحث حارث بن سيف الخروصي له عدد من المؤلفات والكتيبات ذات الصلة منها: (الفنّ الصخري في عمان ، الكتابات والرسومات الإيحائية)، و ( بين التاريخ والآثار والجيولوجيا ، تاريخ عمان) ، و (الأحجار الكريمة في سلطنة عمان) ، و (وقرية الصلوت الأثرية) ، و (صناعة النحاس قديما في عمان) ، و (بندقية مارتيني مسقط) ، و (زيارة إنجلبرت كامبفر إلى مسقط عام 1668م). إضافة لعدد من اللقاءات الصحفية في الصحف المحلية لا سيما تقديم المحاضرات وأوراق العمل ذات الصلة في عدد من المحافل. كما يمتلك متحفا شخصيا يحوي آلاف المقتنيات.