1134522
1134522
عمان اليوم

«الصحة» تستهدف أولياء الأمور والأخصائيين النفسيين للكشف المبكر عن طيف التوحد

15 أكتوبر 2017
15 أكتوبر 2017

بالتعاون مع المعهد الأمريكي «ماي»

نظمت وزارة الصحة ممثلة بقسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية أمس حلقة عمل حول استراتيجيات التعامل مع أطفال طيف التوحد لأولياء الأمور، التي تستمر على مدار يومين برعاية سعادة الدكتور علي بن طالب الهنائي وكيل وزارة الصحة لشؤون التخطيط في فندق مجان انتركونتننتال مسقط.

تستهدف هذه الحلقة أولياء أمور ذوي التوحد والأخصائيين النفسيين العاملين بالمؤسسات الصحية بهدف التوعية بالمفاهيم والاستراتيجيات المستخدمة في التعليم والتأهيل لفئة اضطراب طيف التوحد التي سيديرها نخبة من الخبراء والمختصين من معهد «ماي» في بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية، وتعد حلقة العمل هذه الثانية على مستوى تطوير المهارات السلوكية لأولياء الأمور عند التعامل مع أطفال طيف التوحد.

واستهل الدكتور سعيد بن حارب اللمكي المدير العام للرعاية الصحية الأولية بكلمة جاء فيها: كلنا نعلم أن اضطراب طيف التوحد هو ليس بمرض وإنما اضطراب نمائي عصبي يُصاب به الطفل قبل سن الثالثة من العمر، وتشير الإحصائيات العالمية أن معدل الإصابة بالسلطنة تقدر بحاولي 1 بين 68 طفلا وبلغت عدد الحالات التي يتم تشخيصها في كل من مستشفى المسرة 600 حالة ومستشفى جامعة السلطان قابوس (800- 1000) حالة.

وأضاف: إن دور وزارة الصحة يكمن في دمج الخدمة ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية والاكتشاف المبكر للحالات، وحققت الوزارة ضمن الخطط الخمسية التاسعة برنامجا متكاملا للتعامل مع الحالات المكتشفة، وتم تدريب العاملين الصحيين على برامج عدة تساعدهم في التشخيص، وقياس ملاحظة تشخيص التوحد.

كما قدمت الدكتورة أميرة الرعيدان رئيسة قسم الصحة النفسية بدائرة الأمراض غير المعدية، عرضًا تعريفيًا بالخدمات التشخيصية المقدمة للأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وأكدت أن هذه الحلقة تستهدف تعريف الحضور باضطراب طيف التوحد والوضع الراهن في السلطنة وفهم العوامل المؤثرة على زيادة انتشار، وتعريفهم على الخدمات الصحية المتوفرة وأهمية الكشف المبكر والتدخل المبكر الشامل والعمل على زيادة الوعي المجتمعي للتدخل المبكر.

كما أكدت أن اللقاحات لا يمكن أن تسبب اضطراب طيف التوحد، ولكنها تقي أطفالنا من الكثير من الأمراض الخطيرة والمهددة للحياة.

وأضافت: بالرغم من أنه لا يوجد حتى يومنا هذا أي علاج للتوحد، إلا أن التدخل العلاجي السلوكي مبكرًا ومكثفًا معهم، ويعطي نتائج إيجابية؛ لأنه يرسّخ محتوى التدريبات والمهارات في ذهن الطفل بشكل مبكّر.

بعدها قدم الدكتور رالف سبيري المدير التنفيذي للمركز الوطني للتوحد معهد ماي، وللمعهد خبرة أكثر من نصف قرن في تشخيص وعلاج وتثقيف الأشخاص المصابين بالتوحد، وبإعاقات إنمائية وإصابات دماغية. ويعد معهد ماي أحد المراكز النشطة في مجال البحوث والتدريب وهو يقدم خدمات استشارية لطلاب المدارس الذين يعانون من صعوبات في التعلم ومشاكل الانضباط. وأكد أن الهدف من هذه الزيارة هو مساعدة ودعم الأشخاص ذوي التوحد وعائلاتهم بالطرق الملائمة.

وقدم الدكتور روبرت بوتنام ورقة حول تحليل السلوك التطبيقي، وستشمل الحلقة بعض الاستشارات الفردية بين المختصين وأولياء أمور الأطفال التوحديين.

كما ستشمل الحلقة على مدار يومين عدة أوراق عمل منها تطوير السلوك الإيجابي وتقليل السلوك الصعب وطرق الاتصال المعززة والبديلة، وتطوير مهارات التواصل وتطوير سلوكيات النوم وتناول الطعام.

الجدير بالذكر أن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي تطوري يعوق من استيعاب الدماغ للمعلومات وكيفية معالجتها ويؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله واضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي والاجتماعي.

ويظهر التوحد خلال الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، ويستمر مدى الحياة، ويصيب الذكور أكثر من الإناث بمعدل 1 إلى 4 كما تصيب الأسر من جميع الطبقات الاجتماعية ومن جميع الأجناس والأعراق، كما توجد عوامل جينية أو وراثية يمكن أن تسهم في حدوث هذا الاضطراب، ولا يوجد سبب معروف في هذا الوقت، والتعامل مع أطفال طيف التوحد مهمة تحتاج لكثير من الدقة في معظم الأحيان ويقع على عاتق الآباء والأمهات عبء كبير ويلجأون دائمًا إلى الأطباء والمتخصصين للتعرف على الطرق المُثلى للتعامل مع الأطفال التوحديين حتى تتكلل جهودهم في النهاية بالنجاح من خلال تحقيق قدر ولو يسير من التحسن على صحة أبنائهم.

ولأن الأسرة هي اللبنة الأولى في المجتمع لذا يقع على عاتقها الحمل الكبير في الاهتمام باحتياجات الطفل ومواجهة التحديات التي تواجههم للتخلص من السلوكيات غير المرغوب فيها، واستكمالا لسلسلة تطوير المهارات السلوكية وفنيات التطبيق العملي التي تساهم في تقليل العبء على الأسرة جاءت هذه الحلقة لتحسين نمط الحياة لأطفال طيف التوحد خاصة فيما يتعلق بإدماجهم في المجتمع من خلال تطوير المهارات الاجتماعية ليتمكنوا من القيام بروتين الحياة اليومية كتناول الغذاء وتحسين النوم والاهتمام بالنظافة الشخصية والتواصل بين أفراد الأسرة وتطوير العلاقات الاجتماعية عامة.