fatma
fatma
أعمدة

رأيها: الحفر بالصخر

11 أكتوبر 2017
11 أكتوبر 2017

فاطمة الاسماعيلية -

نُشر خبر ملفت حول شاب هندي يدعى شيام لال مفاده أن ( شابا من الهند كرس حياته لحفر بركة بقريته ساجا باهاد والتي عانت الجفاف، ليتخلص سكانها من مشكلة شح المياه، وبالرغم من سخرية سكان القرية منه، ظل يحفر لمدة 27 عاما حتى نجح، فانتعشت تجارة القرية بسببه واشتهر. فنتيجة إصراره أخذ على عاتقه حل مشكلة نقص المياه التي تعاني منها قريته منذ زمن طويل، وقرر أن يحفر بيديه بركة لتجميع مياه الأمطار، لسد العجز الكبير في المياه، فالحفرة الصغيرة التي بدأ بحفرها قبل أكثر من ربع قرن، تحولت إلى بركة كبيرة تمتلئ بالماء، وتصل مساحتها إلى نحو 1 هكتار، وبعمق 15 قدما، وتؤمن المياه اللازمة لجميع أبناء القرية).

هذه القصة تؤكد أن الإيمان بما يقوم به المرء- أيا كان مجال عمله وهدفه - هو من أهم عوامل النجاح لتخطي العقبات، وإن أكبر حاجز ممكن أن يسبب العرقلة للإنسان وأكبر عقبة هي الحاجز البشري والمحبطات الكثيرة التي قد يتعرض لها المرء من الأشخاص حوله - وقد تكون في بعض الأحيان من أقرب الناس له، كالسخرية واستصغار ما يقوم به من عمل، بالرغم من الجهد والتعب، وهنا إما أن يسيطر اليأس والإحباط على الإنسان ليستسلم لمن حوله من سخرية وتهكم، أو أن يمضي بعزم وإصرار.

قصة ذلك الشاب الهندي تؤكد باستمرار أن صفة الإحباط هي صفة متأصلة في العلاقات بين البشر، وفي مثل هذه المواقف إذا لم تستطع أن تشجع الطرف الآخر في أي عمل يقوم به، كن مصدرا للكلمة الطيبة أو الصمت.

هذا الخبر ينطبق عليه كثير من القصص المشابهة التي قد تكون مرت على الأشخاص خلال مسيرة حياتهم المختلفة سواء من يشق طريقه الدراسة أو عند استحداث مشروع ما، وتجد أن العراقيل تكون على هيئة أشخاص مُحبطين يمدوك بالطاقة السلبية بدلا عن الطاقة الإيجابية، ففي أحيان كثيرة يكون الحفر بالصخور أخف وطأة وأكثر لطفا من تغير بعض العقول، لذا يجب أن يكون لكل منا إدارة صلبة عندما يسعى لإنجاز أي عمل، خاصة إذا كان على يقين أن ما يقوم به لا يخالف مبادئه وانه سيصل لهدفه.