1129578
1129578
العرب والعالم

الأوروبي ولندن يتبادلان الاتهام بالمسؤولية حول تعثر مفاوضات «بريكست»

09 أكتوبر 2017
09 أكتوبر 2017

ماي متفائلة حول محادثات الخروج -

بروكسل - لندن - (أ ف ب - رويترز): تبادل الأوروبيون والبريطانيون أمس الاتهام بالمسؤولية حول تعثر مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في اليوم الأول من جولة خامسة من هذه المفاوضات في بروكسل.

والتقى فريقا المفاوضين في مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل بعد ظهر أمس، وبدأوا هذه الجولة التي تستمر أربعة أيام، وستكون الأخيرة قبل اجتماع المجلس الأوروبي في 19 و20 أكتوبر، على أن تنتهي بمؤتمر صحفي لرئيسي الوفدين.

لكن خلافا لما حصل في الأشهر الماضية، لم يتوقع كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه، ونظيره البريطاني ديفيد دافيس ان يلتقيا أمس لافتتاح هذه الجولة الأخيرة المبرمجة من قبل المجلس الأوروبي في 19-20 أكتوبر الجاري.

وفي الجدول الزمني المثالي للمفاوضات، يفترض أن تشكل هذه الجولة مرحلة حاسمة ليتمكن القادة الأوروبيون من الحديث عن «تقدم كاف» لعملية الانفصال من اجل بدء المفاوضات حول العلاقات التجارية مع لندن بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الذي حدد موعده في نهاية مارس 2019.

وقال المتحدث باسم المفوضية مارغريتيس سخيناس «إنها ليست بالضبط لعبة كرة»، لكن «الكرة هي بالكامل في ملعب المملكة المتحدة»، مذكرا بـ «التسلسل الواضح» للمفاوضات.

وكان بارنييه صرح أمام البرلمان الأوروبي في الثالث من أكتوبر أن الجولة السابقة لم تحقق «التقدم الكافي لبدء المرحلة الثانية من المفاوضات».

ظل بوريس

وصرح رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من جهته انه لا يتوقع تحقيق تقدم كاف حتى نهاية أكتوبر الجاري «ما لم تحدث معجزة».

وقال غداة انتهاء جولة رابعة من المفاوضات بين لندن والمفوضية الأوروبية «حتى نهاية أكتوبر لن نكون قد حققنا تقدما كافيا .. إلا إذا حدثت معجزة».

ويبدو الأوروبيون متشائمين وقلقين أيضا من انعكاسات ضعف تيريزا ماي الذي ظهر في خطابها الذي ألقته أمام حزبها الأربعاء، على المفاوضات.

وقوطعت ماي التي تواجه أزمة قيادة أيضا من قبل ممثل هزلي قدم لها استمارة تسريح «من قبل بوريس جونسون» وزير الخارجية في حكومتها الذي يتحدى سلطتها بدعوته الى بريكست «اكثر تشددا».

وقال مجتبى رحمن المحلل في المجموعة الفكرية «يوراسيا» إن «تصريحات جونسون أثناء الإعداد لمؤتمر حزب المحافظين وخلاله حكمت بالفشل على حل في المجلس الأوروبي في أكتوبر»، معتبرا أن وزير الخارجية «زعزع ثقة الدول الـ27».

ورأى دبلوماسي أوروبي ان «مشكلة تيريزا ماي هي ان عليها دائما التحدث الى جمهورين: الجناح المتشدد لبريكست في حزبها الذي يجب أن تطمئنه، والأوروبيين الذين يجب عليها أن تثبت لهم أنها في موقع جيد للتفاوض».

«خلافات جدية»

ورحب الاتحاد الأوروبي بـ«اللهجة البناءة» و«الديناميكية الجديدة» التي تعطي دفعا للمفاوضات بعد خطاب ماي في 21 سبتمبر في فلورنسا حيث اقترحت فترة انتقالية بعد بريكست مدتها سنتان، ووعدت بان «يحترم» بلدها تعهداته المالية حيال الاتحاد الأوروبي.

وقال بارنييه أمام البرلمان الأوروبي «لكن تبقى هناك خلافات جدية خصوصا حول التسوية المالية».

وتقدر هذه التسوية المالية من الجانب الأوروبي (شبه رسمي) بما بين ستين ومائة مليار يورو، كما تقول المصادر.

لكن المفاوضين الأوروبيين لا يطلبون حاليا وعودا بالأرقام من لندن بل مجرد اتفاق مبدئي على طريقة حساب، ما زال التوصل إليه بعيدا أيضا.

وما زالت وسائل ضمان حقوق المواطنين الأوروبيين المقيمين في بريطانيا بعد بريكست نقطة خلاف اخرى.

وحاليا، لم تنجح لندن وبروكسل في التفاهم على الدور الذي يمكن ان تلعبه محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

ماي متفائلة

من جهتها عبرت رئيسة الوزراء البريطانية، التي أضعفها مؤتمر الحزب الكارثي، عن تفاؤلها للمشرعين البريطانيين بشأن مفاوضات الخروج من الاتحاد الأوروبي أمس لكنها أبلغتهم بأن الكرة في ملعب بروكسل لاتخاذ الخطوة المقبلة. وشهدت ماي تراجع سلطتها منذ انتخابات يونيو التي كلفت المحافظين أغلبيتهم في البرلمان.

وفي مؤتمر حزبها الأسبوع الماضي تأثر خطابها بنوبات سعال وبسقوط أحرف شعار حزبها المعلقة خلفها.

وأعلن رئيس سابق للحزب أن مجموعة من المشرعين تحاول الإطاحة بها.

من ناحية أخرى فشلت ماي حتى الآن في إقناع بروكسل ببدء محادثات بشأن علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد مرور ستة أشهر من أصل عامين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال مكتب ماي إنها قالت للمشرعين إنها ستقدم لأوروبا «شراكة جديدة وعميقة وخاصة» مع بريطانيا. وعلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ الخطوة التالية لكنها تتوقع أن يقبلوا عرضها. وقالت ماي للمشرعين «الكرة في ملعبهم. لكني متفائلة بأننا سنتلقى ردا إيجابيا». وكانت بريطانيا تهدف إلى بدء المحادثات بشأن علاقتها المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد قمة في بروكسل هذا الشهر. لكن رئيس المفوضية الأوروبية قال الشهر الماضي إن ثمة حاجة إلى «معجزة» من أجل تحقيق تقدم كاف لدفع المحادثات إلى ما بعد الشروط الأولية لانسحاب بريطانيا.

وكانت ماي تهدف في خطاب الشهر الماضي إلى دفع المحادثات عندما طلبت فترة انتقالية مدتها عامان تبقى خلالها بريطانيا داخل الاتحاد الجمركي والسوق الموحدة للاتحاد الأوروبي لحين وضع الترتيبات المستقبلية.

لكن قبل أيام من خطابها كتب وزير خارجيتها بوريس جونسون مقالا صحفيا طويلا يطرح خلاله خططه الخاصة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الأمر الذي رأى حلفاء ماي أنه خطوة لتقويض سلطتها داخل الحزب.