صحافة

حزب المحافظين ينهي مؤتمره بخطاب مأساوي لتريزا ماي

09 أكتوبر 2017
09 أكتوبر 2017

عقد حزب المحافظين مؤتمره السنوي خلال الفترة من ١ إلى 4 أكتوبر في مدينة مانشستر بشمال غرب إنكلترا في أجواء هيمنت عليها الانقسامات حول الخروج من الاتحاد الأوروبي، ومسألة قيادة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للحزب الذي اصابه الضعف بعد النكسات التي واجهها في الانتخابات التشريعية الأخيرة في يونيو الماضي والتي كلفت ماي أغلبيتها البرلمانية وجزءا من سلطتها، وهي تواجه الآن صعوبات في المفاوضات حول البريكست.

وأشارت التقارير الصحفية الى تظاهر الآلاف أمام مقر انعقاد المؤتمر في مانشستر، مرددين اسم زعيم العمال كوربن للتعبير عن معارضتهم لحكومة ماي، وللخروج من الاتحاد الأوروبي، ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «ليخرج المحافظون»، وتظاهر آخرون مؤيدون للبقاء في الاتحاد الأوروبي رافعين لافتات تطالب بـ«الخروج من بريكست».ودعا زعيم المحافظين السابق وليام هيج إلى التهدئة، محذرا من أن المستفيد الوحيد من الانقسامات هو زعيم العمال كوربن، فيما استغل وزير الخارجية بوريس جونسون مقابلة له مع صحيفة «الصن» ليصعد الضغط مجددا بإعطائه تفاصيل بشأن «خطوطه الحمر» حول البريكست، مؤكدا ضرورة تقليص مدة الفترة الانتقالية. ويبدو أن مستقبل رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، السياسي اصبح في خطر، بعد الخطاب المأساوي الذي ألقته في ختام مؤتمر الحزب بمانشستر، وكانت تأمل في أن يُعزز خطابها من زعامتها للحزب، وأن يُعيد إحياء شعبية حزب المحافظين، عبر سياسات تحدُّ من ارتفاع أسعار الطاقة وإنفاق المليارات على التعليم والسكن، لكن سلسلة من الحوادث المخجلة ألقت بظلالها على محتوى الخطاب تمثلت في احتجاج هزلي عليها، وسعال مستمر طوال فترة الخطاب، وتساقط بعض احرف الشعار المرفوع خلفها.

وخلال الخطاب تمكن الممثل الكوميدي سيمون بوردكين من الوصول إلى المنصة وبحركة كوميدية سلمها وثيقة «بي  45» غير أصلية، مما تعطى للموظفين عند انتهاء خدمتهم، وقال لها إن وزير الخارجية بوريس جونسون، هو الذي طلب منه تسليمها هذه الوثيقة.

وفيما علقت صحيفة «التايمز» على الخطاب بوصفه بـ«الكارثي»، القت باللوم على بوريس جونسون وسير باتريك مكلوجلين رئيس حزب المحافظين لسماحهما للمخادع بوردكين تسليم وثيقة « بي 45 » لرئيسة الوزراء خلال الخطاب.

أما صحيفة «الجارديان» فتقول انه ما ان تعافت ماي من مزحة بوردكين، حتى انتابتها نوبة سعال مستمر أدت إلى احتباس صوتها، وقام وزير المالية فيليب هاموند، بمناولتها قرص مهدئ للسعال وكأس ماء. وقامت هي بالتعليق بقولها «لنرى ما سيفعله قرص دواء هاموند».

ومع وصول الخطاب إلى نهايته بدأت احرف الشعار القائل «نبني بلدا يعمل للجميع» الموجود في خلفية المنصة بالتساقط من على الحائط، مما زاد من إحراج رئيسة الوزراء.

وأمام هذه الكوارث سارع أعضاء الحكومة في إظهار دعمهم لها بالمناداة عليها ان تستمر في خطابها كنوع من التشجيع لها، لكن بعض نواب الحزب صرحوا بعدم رضاهم عن أدائها ورأوا أن الوقت قد حان لتسريع مغادرتها من منصبها، خاصة في ضوء تصاعد شعبية حزب «العمال».

واحتوى خطاب ماي على العديد من النقاط، أهمها تحمّلها مسؤولية خسارة الأغلبية البرلمانية، واعتذارها لجمهور الحزب، كما تعهّدت بوضع سقف لأسعار الطاقة، مثل الغاز والكهرباء، ونية الحكومة إنفاق ملياري جنيه لبناء المزيد من المنازل المدعومة حكومياً، ورفع عتبة البدء في سداد ديون الطلبة بعد تخرجهم من الجامعة إلى حين وصول الراتب السنوي إلى 25 ألف جنيه بدلا من الـ21 ألفاً الحالية، مع تجميد الزيادة في الرسوم السنوية، في محاولة منها للحصول على أصوات الشباب أسوة بما فعله زعيم حزب العمال جيرمي كوربين.

وعن إعلان ماي إصلاح اقساط الجامعات قالت صحيفة «الصن» أنها تريد بناء مستقبل افضل للشباب، وهي رسالة لم تكن تعترف بها خلال حملتها الانتخابية، وتقول الصحيفة انها «بدأت في الاستماع»، بينما تتهم صحيفة «صانداي ميرور» ماي بمحاولتها رشوة الناخبين الشباب بعد سوء فهم سبب توافدهم للتصويت لحزب العمال بزعامة جيرمي كوربين.

وحثت صحيفة «صانداي تلغراف» على خفض أسعار المساكن من خلال زيادة العرض منها وتقليل أو إلغاء رسوم الدمغة على شراء المنازل، ليمكن انتزاع فرصة لإحياء حزب المحافظين.

كما أعلنت ماي عن رغبتها تعديل قانون التبرع بالأعضاء، باعتبار الجميع متبرعين بالأعضاء ما لم يفصحوا عن عدم رغبتهم في ذلك، بينما القانون الحالي يعتبر الجميع غير متبرعين بالأعضاء، ما لم يذكروا صراحة رغبتهم بالأمر، وهو نفس ما اعلنه كوربين في ختام مؤتمر حزب العمال. وبسبب تراجع شعبية حزب المحافظين، والصراع الداخلي فيه، جاء الخطاب ليُهدد مستقبل ماي في زعامة الحزب والحكومة، حيث تشير التقارير الصحفية ان ثلاثين من نواب الحزب المتمردين صاغوا رسالة طالبوا فيها بتنحي ماي، وفي حال رفضها فيمكنهم الحصول على 48 توقيعا بحلول الكريسماس وهو العدد المطلوب للتصويت على زعامة الحزب.

وفي نهاية المطاف يرى البعض يرى ان ماي تشكل عقبة أمام حزب المحافظين، وان الأجواء تبدو ملائمة لزعيم حزب العمال المعارض جيريمي كوربين لتولي السلطة بعدها.