البلجيكية: بلجيكا هي الحل

كتبت جريدة «دي مورغن» البلجيكية الصادرة باللغة الفلامنكية أنَّ المؤسسات الرسمية الأوروبية رفضت أن تلعب دور الوسيط في الأزمة الكاتالونية، على الرغم من أنَّ طلباً رسمياً وُجِّهَ لها من قِبَل الحكومة المناطقية الكاتالونية.في المقابل اعتبرت المفوضية الأوروبية أنَّ الاستفتاء غير شرعي و تمنَّعت عن انتقاد القمع الذي مارسته الشرطة الإسبانية بحق الكاتالونيين فجُرحَ من بينهم حوالي الثمانمائية شخص.الجريدة البلجيكية «دي مورغن» تتناول الأزمة الإسبانية الكاتالونية و تصف النموذج البلجيكي في الحكم و التعايش بين الفلامنكيين الناطقين بالهولندية و الوالونيين الناطقين بالفرنسية.إن هيكلية الدولة البلجيكية معقَّدة جداً و مثيرة أحياناً وهي ليست خالية تماماً من العيوب و ليست كاملة، لكنها تسمح لمقومات الدولة الأربعة أن تتعايش بوِئام و سلام.هذا النموذج البلجيكي، على الرغم من بعض شوائبه و عيوبه، يصلح لأن يكون نموذجاً لحلٍ على الطريقة البلجيكية.مهما يكن من أمر، النموذج البلجيكي الفريد، على الرغم من نواقصه، بات أفضل بكثير من النموذج السياسي المُتَّبَع حالياً و الذي يحققه المسؤولون الإسبان و الكاتالونيون.إنَّ كلَّ يوم يمر يزيدنا تشاؤما ويجعلنا نبتعد عن الحلول السلمية الهادئة التي ربما باتت الآن بعيدة المنال.جريدة «دي مورغن» البلجيكية الصادرة باللغة الفلامنكية تختم تحليلها و تكتب: إذا كان السلام في أوروبا غالياً على قلوبنا، علينا أن نجعل الإسبان و الكاتالونيين يقبلون بأن يتوسط فيما بينهما طرف ثالث غير منحاز وذو تجربة في مجال التعايش الدستوري و الوطني و المناطقي.إن هذا الطرف الثالث يمكن أن يكون بلجيكياً.بلجيكا تعرف جيدا المخاطر التي عاشتها والتجارب التي مرَّت بها وأفادتها على الرغم من تكلفتها الباهظة. إن السلام يستحق أيَّ ثمن.